CHp 6 : احتوي قلبي

1.4K 153 37
                                    


عَقب آخر جُملة أجهر بها وأفصح عن رغبتهِ الصريحة في التحقيق مع كُل مَن ساهم في نشر الإشاعات عن موت الأمير وزوجته ، اتفقوا علي الخروج بصحبة أحد الحرس الملكي ؛ لاستجواب هؤلاء الأناس وأخذ المعلومات اللازمة منهم بحُجَة الكشف عن مختطفيهم .

فَور ما أنهوا وجبة الإفطار انسحب ' بيكهيون ' برفقة ' جايون ' الي الجَناح الذي من المُفترض أن يكون خاصتهم ، راقبتهُ وهو يقف بجانب الباب بحذر يسترق السمع ويركز جميع حواسه فيما يفعل وران الصمت لثوان من ثَم اتجه ليجاورها لتندفع بسؤاله وقد كبحت السؤال حتي نفد صبرها :
- لمّ سألتهُ إن كان قد غير الحرس الملكي أم لا ؟ فيمّ سيفيدنا ؟!

اقترب منها بحدٍ كبير ليهمس بتحذير وقد رفع إصبعه السبابة ليضعه علي شفتيها :
- اخفضِ صوتك ؛ لأنني أشُك بأن أحدهم يتنصت علينا .

رمشت بتفاجؤ لتهز راسها مرات متتالية مذعِنة لهُ ، فتنهد بعمق ليسترسل مرة أخرى بنفس النبرة :
- فكرت بما أننا نُشبه الأمير وزوجته فكيف لم يتعرف علينا كبير الحرس الملكي الذي وجدنا؟! أو حتي أي حارس تابع للقصر الملكي ! بدا هذا مُريباً وساروتني العديد من الشكوك فأردت سؤاله لأصل الي اليقين .

أومأت بتفهم وتعجبت كيف غاب عن عقلها ذلك ! قلصت المسافات بينهم لتهمس له كما طلب منها :
- ولكنني أشك بشخص ما .

همهم وتمعّن في أعينها للحظات لتزيح هي بنظرها بارتباك ثم أسهبت في كلامها مُحاولة تخطي ذلك الشعور الغريب المتأرجح بداخل قلبها :
- زوجة الملك تبدو مُريبة نوعاً ما وكأنها ليست سعيدة أبداً بعودتنا ، قد يكون كلامي غريباً ولكن شعرت بأنها تكرهني !

أمال برأسه ليفكر لبُرهة من الزمن ثم أيدها قائلاً :
- شعرت بذلك أيضاً فلقد كان شعورها مصطنعاً إلي حدٍ كبير وبدت مُتفاجئة حقاً بوجودنا .

ثم نهض لجلب حقيبتيهما بالإضافة الي الصندوق وقبع بجانبها مرة أخرى علي السرير مُرخياً جسده ومُستنداً علي الوسادة خلفه وغمغم بينما يقلب في صفحات الكتاب خاصتهُ :
- أخشي بأنهم لم يتحدثوا بتوسع هنا عن الأمير ' جي نام ' فمازلت لا أعلم بأين أبدء وكيف !

أعاق حركة رأسها وأزعجها مشبك الشعر الكبيرة المُصاحب لـالزي الذي ترتديه ، فمدت يدها تنزعه بيضيق وهي تتأفأف بخفوت بسبب حجمه المُبالغ فيه ، لفتت نظرهُ بحركتها المُتواصلة أثناء قراءتهِ فرفع أعينه بفضول ليري ماذا تفعل ، ضحك بخفة إزاء وجهها المتجهم بلطافة والذي إحمر من الغضب المتفشي في عروقها فرمقته بحدة وهي تعيد جذبه بقوة أكبر ، فقال لها سريعاً وهو يزيل يدها :
- مهلاً! ستمزقين شعركِ يا فتاة ! ألهذا الحد تبخر صبركِ لدرجة تخرجين غضبكِ في شيء تافه كهذا ؟!

حلم جوسون || B.B.H.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن