عَقب آخر جُملة أجهر بها وأفصح عن رغبتهِ الصريحة في التحقيق مع كُل مَن ساهم في نشر الإشاعات عن موت الأمير وزوجته ، اتفقوا علي الخروج بصحبة أحد الحرس الملكي ؛ لاستجواب هؤلاء الأناس وأخذ المعلومات اللازمة منهم بحُجَة الكشف عن مختطفيهم .فَور ما أنهوا وجبة الإفطار انسحب ' بيكهيون ' برفقة ' جايون ' الي الجَناح الذي من المُفترض أن يكون خاصتهم ، راقبتهُ وهو يقف بجانب الباب بحذر يسترق السمع ويركز جميع حواسه فيما يفعل وران الصمت لثوان من ثَم اتجه ليجاورها لتندفع بسؤاله وقد كبحت السؤال حتي نفد صبرها :
- لمّ سألتهُ إن كان قد غير الحرس الملكي أم لا ؟ فيمّ سيفيدنا ؟!اقترب منها بحدٍ كبير ليهمس بتحذير وقد رفع إصبعه السبابة ليضعه علي شفتيها :
- اخفضِ صوتك ؛ لأنني أشُك بأن أحدهم يتنصت علينا .رمشت بتفاجؤ لتهز راسها مرات متتالية مذعِنة لهُ ، فتنهد بعمق ليسترسل مرة أخرى بنفس النبرة :
- فكرت بما أننا نُشبه الأمير وزوجته فكيف لم يتعرف علينا كبير الحرس الملكي الذي وجدنا؟! أو حتي أي حارس تابع للقصر الملكي ! بدا هذا مُريباً وساروتني العديد من الشكوك فأردت سؤاله لأصل الي اليقين .أومأت بتفهم وتعجبت كيف غاب عن عقلها ذلك ! قلصت المسافات بينهم لتهمس له كما طلب منها :
- ولكنني أشك بشخص ما .همهم وتمعّن في أعينها للحظات لتزيح هي بنظرها بارتباك ثم أسهبت في كلامها مُحاولة تخطي ذلك الشعور الغريب المتأرجح بداخل قلبها :
- زوجة الملك تبدو مُريبة نوعاً ما وكأنها ليست سعيدة أبداً بعودتنا ، قد يكون كلامي غريباً ولكن شعرت بأنها تكرهني !أمال برأسه ليفكر لبُرهة من الزمن ثم أيدها قائلاً :
- شعرت بذلك أيضاً فلقد كان شعورها مصطنعاً إلي حدٍ كبير وبدت مُتفاجئة حقاً بوجودنا .ثم نهض لجلب حقيبتيهما بالإضافة الي الصندوق وقبع بجانبها مرة أخرى علي السرير مُرخياً جسده ومُستنداً علي الوسادة خلفه وغمغم بينما يقلب في صفحات الكتاب خاصتهُ :
- أخشي بأنهم لم يتحدثوا بتوسع هنا عن الأمير ' جي نام ' فمازلت لا أعلم بأين أبدء وكيف !أعاق حركة رأسها وأزعجها مشبك الشعر الكبيرة المُصاحب لـالزي الذي ترتديه ، فمدت يدها تنزعه بيضيق وهي تتأفأف بخفوت بسبب حجمه المُبالغ فيه ، لفتت نظرهُ بحركتها المُتواصلة أثناء قراءتهِ فرفع أعينه بفضول ليري ماذا تفعل ، ضحك بخفة إزاء وجهها المتجهم بلطافة والذي إحمر من الغضب المتفشي في عروقها فرمقته بحدة وهي تعيد جذبه بقوة أكبر ، فقال لها سريعاً وهو يزيل يدها :
- مهلاً! ستمزقين شعركِ يا فتاة ! ألهذا الحد تبخر صبركِ لدرجة تخرجين غضبكِ في شيء تافه كهذا ؟!
أنت تقرأ
حلم جوسون || B.B.H.
Aventureانتَشلها من ديمومةٍ الإعتياديّة ، وكُل إرادتِه مُنصبّة علي دَفعِيها تِجاه آفاق المَاضي الغَنِي لترسم بنقوش التّاريخ لوّحة تخرجها ، فلم يَكُن " مَوسوعة التّاريخ " لقبهُ هدراً ، ولكن انفلتت دَفَّة الأمور من يَديهِ ، ليسوقهم القدر نَحو المَجهول ، كحُلم...