اللقاء الثالث

129 6 0
                                    

نحن القدر والمقدور، طالعنا مرسوم على كفوفنا وقدرنا مكتوب على جباهنا وما يحدث لنا هو بصماتنا، هي اثار حياتنا كلها ...


...................................................................


تتقدم تلك الفتاة ذات العيون الربيعية تلبس فستانا ابيض قصير تحرك اطرافه هبوب الرياح الربيعيه الجميله وهي تمشي بخطوات موزونه تتقرب منه شيا فشيا شعرها المتطاير المنسدل على اكتافها يحد خصرها بتموجات عريضه وعلى وجهها ابتسامة مريحة وهي لازالت تتقدم نحوه جالسا على مصطبة صنعت من الخشب نقش عليها رسمة غريبه لكنها نفس الرسوم التي يراها كل يوم ..ونفس الفتاة التي يشتاق لها كل يوم بدون اي كلام فقط تاتي وتجلس بقربه وتضع راسها على كتفه وتحتضن يده بيدها فيجلسان سويا طوال الوقت حتى تغرب الشمس .. او ينهض على منبه الساعه معلنتا بدأ يوم جديد .. وهو لازال يحلم .كل يوم نفس الحلم نفس الوجه نفس الخطوات بدون اي كلمه ..لقد وقع في غرامها لقد عشق فتاة احلامه ينام مبكرا ظنه ان الحلم قد يطول ظنه انه قد يسمع صوتها يعرف اسمها اي شي ولكن لاشي سوى وجهها ولمساتها التي تبدو حقيقيه الى ابعد الحدود .. ينهض من سرير يذهب ليغسل عنه نعاس عينيه يتناول قطعتين من التوست مع بعض الشاي ثم يخرج ذاهبا الى عمله ..

انثوني هو رجل ثلاثيني يعمل بمكتب للمحاماة رجل ذكي واصبح من مصاف المحاميين الذين تعتمد عليهم مكتب المحاماه الذي يعمل فيه شخص طموح طيب مغامر لكن هناك شي يفتقده ..الحب .. هذا ماقاله الطبيب النفسي الذي يذهب لرؤيته بصوره دوريه وخاصه بعد تكرر الخلم نفسه لاكثر من ثمانيه عشر شهرا بصوره متكرره كل يوم بدون توقف ..حينها اخبره الطبيب انه يحتاج لوجود امرأة يحتاج الى لمسه حنيه الى قلب محب الى العشق الذي سيملئ الفراغ الذي يشعر به ويحاول عقله الباطني ان يسده في احلامه ..

انثوني اخذ سيارته الرياضيه التي اشتراها بعد ربح اول قضيه له كجائزة قدمها لنفسه ثم انطلق في شوارع نيويورك ذاهبه الى عمله ..


في الناحيه الأخرى من المدينه تنزل سوزان مسىعة من على السلالام ولم تستخدم المصعد لانه متعطل ..كم مره توقف عن العمل هذا المصعد اللعين هذا الشهر وكل مره يصلحونه يتعطل بعد عده ايام ..تعيش في الطابق الخامس وهو امر تكرهه حين تصعد او تنزل من على السلال للوصول الى شقتها .. شعرها البني الذي لفته ككعكة غير مرتبه تنول منها خصلات من شعرها مبعثر هنا وهناك ترتدي فستانا طويلا يبدو وكانه احد الفساتين الغجريه التي اشترته من السوق الشعبي لما كانت في اخر مره تتسوق ..حب اقتناء مثل هذه الاشياء التي صنعت باليد تحته حذاء رياضي ابيض اللون وعلى ضهرها حقيبة كبيرة فيها كل شي ممكن ان يتخيله اي شخص .. تحاول اللحاق بموعدها المقرر في مرسمها لديها موعد مع احد الاشخاص الذين طلبو منها ان ترسم لهم عدد من البورتريهات ..

لِقاءُ وقَدَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن