اللقاء العاشر

133 5 3
                                    

عيون الربيع

شارع طويل يشق الغابة نصفين وامطار غزيرة تتساقط بصوره لاتنقطع منذ ساعتين .. ومنذ ساعتين وهو يقود سياته بسرعه في هذا الجو الموحش المليئ بالمخاطر اي حركه حاطئه قد تؤذي حياته ...
لكنه لايهتم ..عليه ان يصل قبل فوات الاوان .. كم كانت امه انانيه بعدم اخباره بانها مريضه .. كيف عليه ان يتحمل فكره فقدانها الان وهي فر مراحل متأخره من مرضها ..
بماذا كانت تفكر وهي تخفي عن ابنها. هذا الالم الذي تشعر به وهذا المرض الخبيث الذي تغلغل في جسدها وليس له اي علاج. حاولت بشده ان لاتستسلم وتقاوم لكن بدون فائده ... لقد انهكها التعب وامتص المرض كل قوتها وماتبقى منها هو فقط ايام معدوده حتى تعيش اخر هذه الايام بسلام برفقه ابنها ...
كان فرحات على عجله من امره يقود السياره بسرعه لكي يصل الى المشفى الذي كانت والدته تتعالج فيه.. كم يكره المستشفيات. الاطباء والادويه .. يكره رائحه الموت التي تعبئ كل ركن من اركانها ..

تقبع في المشفى يتار هانم تصارع الموت بعد ان تبين انه معها سرطان بالدماغ ولم يتبقى الا ايام قليله حاولت بكل قوتها ان تنتصر عليه لكن يبدو ان قوتها لم تسعفها كما كانت في ايام حياتها الماضيه ... لكن بوجودطبيبتها الذكيه اصلي معها في كل لحظه اقنعتها بانه يجب ان تخبر ابنها  وان تعيش ماتبقى من ايامها معه ...
دخلت اصلي الى غرفة السبره يتار حتى تقرأ عدادات الاجهزه وترى اذا كانت تحتاج شي ما .. لقد بنيت علاقه وطيده بينها وبين السيده يتار وكانها تعرفها منذ سنين ..وبتار شعرت بان اصلي مثل ابنتها و اكثر ...

اصلي .. يتار هانم كيف تحسين الان

يتار .. القليل من الام ولكن سيمضي

اصلي .. هل قلت لابنك اخيرا انك مريضه

يتار .. لقد اخبرته اليوم واعتقد انه قادم

اصلي .. هذا ماكان يجب ان يحدث منذ البدايه .. لن يسامحك ابدا اذا رحلت ولم يعرف ..

بتار ... معك حق ياابنتي .. 

وبينما هما يتحدثان واصلي تسجل ماتقرأه في الاجهزه وصل فرحات كالمجنون للمشفى يسال اين هي غرفه امه. فتخبره الممرضه عن رقم الغرفه ويصل اليها ... يدخل وعيناها غارقتان بالدموع يقترب منه امه يمسك بيديها يقبل راسها امام انظار الطبيبه الواقفه التي تدمع عيناها هي ايضا تمام هذا المشهد المليئ بالمشاعر الفياضه. الحزن والالم ...

يقول فرحات بحزن  .. امي هل حقا هذا هل انت فعلا مريضه كيف لم تخبريني

ترد يتار .. لم ارد ان احزنك يابني كما ان الدكتوره اصلي ساعدتني كثيرا

يستدير فرحات بغظب وهو يصرخ بوجه اصلي ... كيف لا تخبرينني حظرت الطبيبه انا فقط من له الحق ان يعرف انها امي كيف تخفون شي مثل هذا

لم تجب اصلي فقط تفهمت الوضع ولكنها قالت بعض كلمات

اصلي .. انا اسفه لكن والدتك لم ترضى
ساترككم لبعض الوقت ثم اريد التحدث معك على انفراد سيد فرحات

لِقاءُ وقَدَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن