الجزء 06

1K 15 0
                                    



طبعا قذافي شال الورقة ومشى .. ماعارفة تاني الحصل ليهو شنو؟ لانو ماقابلني تاني .. وماحصل لقيتو منتظرني في الشارع .. وكان نفسي أسال منو .. لاني بصراحة افتقدتو ليه ماعارفة .. بس مع اللخمة والاستحياء ماسألت .. زي ما حكيت ليك ابوك اقترح انو اقرأ في مصر هناك .. وهناك موجود ابوي بس مافي زول غيرو من ناس بيتنا .. بديت اعمل في اجراءات السفر .. وفي اللخمة بتاعة السفر دي .. ما لاقيت قذافي ولا لاقيت رنا .. رنا الكانت معاي زي ضلي .. فجأة كدا اتلاشت مني .. ماعارفة السبب مني انا.. ولا منها هي .. ولا مننا الاتنين.. المهم الاجراءات خلصت وسافرت القاهرة.. وانا بحاول اختصر ليك الموضوع .. نزلت في القاهرة.. الاصلا انا بعرفها وفي المطار . استقبلني ابوي .. طبعا انا درست الابتدائي هناك .. ولقيت البلد اتطورت من الزمن داك .. يعني سنوات بالعدد .. حاجات كتيرة اختلفت في القاهرة .. مازينا نحن.. الخرطوم بعد خمسين سنة.. زي ماهي الحمد لله ..
اها .. طبعا نزلت مع ابوي.. وكنت مطمنة بي ابوي.. وابوي اصلا بريدني .. ولمن وصلت حسيت بيهو فرح بي .. واصلا الفيلا بتاعتو كبيرة .. وانا عندي قسم خاص وكبير . يعني مرتاحة شديد.. الحمد لله .. وبدأت الاجراءات بتاعة الجامعة .. والتسجيل وغيرو ..
اتقبلت في جامعة شهيرة.. ومعروفة.. وشهادتها قوية خصوصا" في مجالي العايزة ادرسو .. وبدت الدراسة.. واتعرفت على الناس.. وبديت اكون صداقات.. بس مع صداقاتي كنت مثال للطالبة المجتهدة .. وباحثة شديد.. والمكتبة دي بقت بالنسبة لي مرضة .. يعني الزول العايز يكوس لي.. اول شي يمشي المكتبة 90 في المية بكون في المكتبة .. حتى صاحباتي بهظرو معاي بقولو لي فيثاغورث ..
انا كان همي التفوق والتميز .. خصوصا المجال ده.. انا بحبو شديد .. وبديت البرامج في الانظمة .. وفي برنامج اسمو فيشوال بيزك.. ده انا شربتو شراب واكلتو اكل .. هو برنامج عبارة عن منشئ برامج .. بواسطة الاوامر المبرمجة.. المهم ماعايزة ازحمك بالحكاية دي ..
شوف انا كنت شغوفة بي دراستي.. وما باقية على المنهج والمقرر.. ودي الحاجة الخلتني اتفوق واتميز .. اي طالب يدرس للدراسة كانها مفروضة عليهو .. ما حيتفوق ولا ح يتميز.. لازم الدراسة تكون غرامك وهواك .. وعشان تتفوق في المادة المعينة .. لازم تبني بينك وبينها علاقة حب وحنين وشوق .. وده الكان عندي بالضبط بالنسبة للكمبيوتر والشبكات والبرامج .. عشق مبالغ فيهو ..
وده كلو ماخلاني اهمل علاقاتي وصداقاتي .. اصدقائي الاعزاء في الجامعة.. وشلتي المحبوبة بسيطين بالعدد..وماكنت بشارك في الرحلات الطلابيه.. لاني ما بحب جوطة الطلبه.. وحركاتهم البعملوها .. اللعب والضحك .. بحس انها حركات اطفال ما بتليق بطلاب جامعيين..
كانت عندي شله محدودة.. بنشترك في نفس الصفات.. امل ورانيه ورحاب ومروه واحمد وحسن وطارق وايمن .. كنا شله مميزه جدا في كل شي ..انا ورحاب كنا اخوات.. ما صاحبات بس ما بقول حلت محل رنا.. بس كانت زيها في كل شى.. كنت بشوف رنا فيها..
وعندي صداقات طيبة ومقدسة من اولاد كانو نعم الاخوان .. مرات كنا بنمشي رحلات علمية وتعريفية .. واجمل رحلة كانت.. مشينا فيها انقرة .. كانت من اجمل وافيد الرحلات المشيتها في حياتي .. كانت الحياة الدراسية بالنسبة لي متعة وسعادة الحمد لله ..
لغاية هنا حياتي كانت ماشة عادية جدا جدا .. خلصت السنة الاولى .. وبديت الاجازة .. وكانت اجازة ممتعة كلها رحلات ومتعة .. وعشان ما احس بالملل .. دخلت معهد لي اللغة الانجليزية .. وبرضو اتعرفت فيهو على اصدقاء .. كانو عبارة عن تحف وجواهر .. (ناني) مصرية صديقتي العزيزة . وصديق افريقي اسمو (مايكل) ومايكل ده.. كان درس معاي الابتدائية زمان .. ماصدقت لمن لقيتو في المعهد .. وصاحبت استاذتي كانت معاي نعم الصديقة .. استاذة (سو) انجليزية رائعة ..
اها يوم من الايام .. وانا في قمة السعادة والمتعة بي حياتي.. ودراستي .. وابوي.. وكل شي جميل ووردي وعنفوان الشباب ونضارة السعادة .. تحيط بي من كل ناحية .. وتنبع من جواي ..
كان عندنا اسرة سودانية .. مسافرين استراليا.. والاسرة كانت صديقة لاسرتنا .. امهم صديقة امي.. وابوهم صديق ابوي .. ونحن واولادهم بنتعارف شديد .. اها اتقفنا نحن واصحابنا.. نعمل لاسرة دي رحلة بحرية .. وكانت يوم جمعة جميل ورهيب .. والدنيا دي مغيمة وبتسمة زي الجنة ..
لمن كنا راكبين في القارب بتاع الرحلة.. قعد جنبي شاب سوداني.. شكلو ود بلد .. وزول اصيل . انا حسيت بانو الولد ده.. بتربطني بيهو علاقة .. بس هي شنو؟ انا ماعارفة .. وكل مرة بسرق النظر واعاين ليهو .. ممكن يكون اعجاب بي شكلو وشخصيتو.. لكن انا يتخيلي المسألة كانت اكبر من كدا ..
بس فتحة.. خشمو قال لي الجو جميل موش كدا ؟
قلت ليهو جدا .. مبالغة عديل ..
قال لي انا مصطفى ..
قلت ليهو مرحب شرفتني يا مصطفى انا وفاء ..
وبدا طوالي يعرف فيني بي نفسو .. قال هو طالب بقرا طب في المانيا.. وجا اجازة لي خالو هنا في القاهرة .. وانا عرفتو بي نفسي .. ومن خلال نظراتو .. يتخيلي شعر بي نفس الاحساس الانا حسيتو .. ومرات اقول يابت هوي بتخيل ليك ساي ..
لمن مستغربة في الاحساس ده .. المهم مصطفى من دون مقدمات ده . طلع ليهو حبة شيكولاتة.. ومداها لي.. قال لي ده عربون صداقة بيني وبين وفاء .. استلمتها منو وانا روحي بترتعد .. واتبسمت ابتسامة خجولة لمن حمراء ..
والونسة بدت .. وشال رقم تلفون البيت .. والرحلة كلها انا اعاين فيهو.. لمن يلاحظ لي بعمل رايحة .. يقعد يعاين لي.. لمن الاحظ ليهو يعمل رايح .. والرحلة صراحة كان عندها طعم مختلف.. بي مصطفى .. انتهت الرحلة ..ومشينا .. وصورة مصطفى طول الليل قدام عيوني.. لو غمضت ولو فتحت .. وكنت خاتة انو ده اللقاء الاول والاخير.. لانو اصلا ما تفقنا على لقاء تاني .. بس ياها الونسة الكانت في القارب ديك .. اها بكرة الصباح زي الساعة سبعة .. تلفون البيت دقة .. وابوي رفع السماعة .. وكان ده مصطفى .. سلم على ابوي وعرفو بي نفسه .. وقال ليهو ممكن اكلم وفاء؟ .. ابوي ندهـ على ياوفاء ياوفاء . تلفون علشانك .. انا جيت وماعارفة العايزني منو .. ونسيت انو اديت مصطفى رقم البيت .. وما كنت متخيلة انو ح يتصل .. رفعت السماعة لمن سمعت ليك صوت مصطفى .. قلبي قعد يضرب زي قلب الحمامة ..
قلت ليهو الو..
قال لي .الو ياوفاء كيف؟ صباح الخير .. والله كاني ماشفتك امبارح.. كيف اصبحتي وصحتك ؟ ان شاء الله الرحلة عجبتك؟ .
وانا طبعا اتبكمت التقول بالله خشمي ده لصقوهو بي صباع امير .. وهو بقى يقول لي الو ياوفاء .. انتي سامعاني؟ ..
بي اخر قوة عندي.. قدرت ارد ليهو قلت ليهو ايوة ايوة .. سامعاك .. كيفك انت؟ ..
واتبادلنا كلمات المجامله .. وعبر عن اعجابو بي شخصيتي ..بي طريقة جميلة ومهذبة لدرجة بعيدة . وانا عبرت ليهو عن شخصيتو بس لكن ماجبت حاجة من عندي .. ياهو بس برد في كلامو ..انت برضو .. وانا برضو والله ..
قال لي الليلة برنامجك شنو؟ قلت ليهو ماعندي برنامج.. ياهو النوم والجهاز .. قال لي والله انا عندي اوراق كدا ساكيها .. ومابعرف البلد كويس .. عايزك تمشي تحومي معاي .. اهو برنامج وتكسري الملل رايك شنو؟
قلت ليهو خير ان اشاء الله.. نتلاقى الساعة كم ؟ ووين؟ .. قام حدد لي الزمان والمكان .. ومشيت لاقيتو .. ومشينا فعلا من وزارة لي وزارة .. ومن مكتب لي مكتب .. كانت المشاوير كلها ونسة وضحك.. ولعب وتعليقات .. مصطفى كان شخصية مرحة.. ولذيذ لي درجة .. وانا كنت مبسوطة معاهو شديد معاهو ..
والله انا لمن رجعتا البيت بالمساء.. بالفرحة ما قدرت اكل ولا اشرب ولانوم .. ومامصدقة روحي اني كنت مع الزول ده .. مصطفى .. وجاهة.. وقوام .. واخلاق وظرافة .. وخفة دم .. نفس الشخصية البحلم بيها في حياتي ..
لمن جيت راجعة البيت .. في فرحة تاني كانت راجياني في البيت .. ابوي قال لي .. ناس امك قالو ماقدرو يقعدو في السودان .. ح يجو في الايام دي ان شاء الله .. انا بقيت ماقادرة احتمل الفرحات المتتالية علي.. حاسة قلبي ح يقيف ..
بس طبعا كان نفسي انطط قدام ابوي.. بي فرحتي بي مصطفى .. لكن ماقادرة.. لمن جا خبر ناس امي .. لقيت سبب انطط بيهو .. بقيت انطط وابوي يعاين لي ويتبسم .. ويقول لي باقي ليك هبشة واحدة ياوفاء وتلصقي ..اصلك مابتكبري ياها وفاء الشافعة ..
وانا ولا شغالة بيهو.. فعلا زي الشافعة الصغيرة.. هايجة .. وقمت ليك على البيت دة وعملت فيهو عمايل
وخليتو ليك جنة بس.. عشان لمن ناس امي يجو يلقوهو مريح ومايحتاجو يدخلو ابرة في خيط ..
كم يوم ناس امي وصلو .. وملو مصر بهجة.. والدنيا كلها نورت بي نورهم .. امي واخواتي التلاتة.. واخوي الصغير .. انا اكبر واحدة في البيت ..
وخالدة دي اصغر مني طوالي .. ويسرا ومعزة واحمد ورا بعض ..
المهم انا فرحت انو ربنا جمع شملنا.. وانا كدا بقرا بي مرزاج.. امي وابوي .. واخواني جنبي تاني عايزة شنو؟
واللقاءات بيني وبين مصطفى اتكررت.. يوم ورا يوم .. وانا في قمة فرحي بي حب حياتي .. وكنت بتمنى منو ينطق .. يقول حاجة .. بس يوم انا وهو قاعدين كدا.. في مكان عام.. بنشرب عصير عاين لي كدا وقال لي .. وفاء؟
قلت ليهو نعم يامصطفى ؟
قال لي انا بحبك ..ّّّ!!!
انا قلبي قرب يتلب يجي طالع بي خشمي .. وقلت ليهو وانا كمان يامصطفى ..
قال لي وعايزك تكوني حياتي واقضي معاك باقي عمري؟
قلت ليهو وانا كمان يا مصطفى ..
قال لي يعني موافقة؟؟ قلت ليهو جداجدا ..وبي كل سعادة ياروحي ..
مصطفى ظهرت عليهو فرحة غريبة ممزوجة بي قلق..
بس في حاجة في شخصية مصطفى انا مامريحاني .. ماقادرة افهمها .. وهي شنو؟ انا ماعارفة ..
المهم حاولت اتجاهل الاحساس السلبي.. واعتبرتها وسوسة وبس وشكوك ماعندها اساس من الصحة ..
مصطفى كل يوم بثبت لي انو هو بحبني بي صدق.. وتفاني مامسبوق ..
وبقى يجي البيت.. واتعرف بي ناس البيت.. ولمن انا وافقت عليهو.. جاء اتكلم مع امي اول .. عشان تطرح الكلام لابوي بي طريقتها ..
بس انا وامي كان عندنا راي مختلف ..وانا اتشاورتا معاهوفيهو .. واتفقنا عليهو .. انو مانبدأ خطوة زي دي الا بعد التخرج .. هو شكلو ارتاح جدا للاقتراح ده .
يوم ناداني قال لي انا عايزك ضروري نتلاقى في الحتة الفلانية
وقعد قدامي .. وعايز يقول لي كلام .. وخايف ومرتبك .. وانا بقيت متوترة .. ياربي مصطفى ده عايز يقول شنو؟ .. وبقى يقول لي والله انا عايز منك حاجة.. وخايفك تفهميني غلط.. وماعارف اقولا ليك بي ياتو طريقة .. قلت ليهو قول يا مصطفى .. انا سامعاك ..
لحظة يا الفاتح .. اشوف ناس خالدة ديل مشو على وين .. واجي اكمل ليك ..

يتبع......

ضحية الثقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن