p3

4.7K 271 82
                                    


انام على سريري و صورة الوشم بصدره لا تفارق خيالي ..

انا حين سألته لما لم يجبني بل حضنني ..
و حضنه كان يكفي روحي المعذبه ..

عد للداخل ..

همس لي لأفعل دون تردد او نقاش ..
ارجعت حقيبتي لمكانها و خلعت قمصلتي لادخل بين الاغطيه بجانب زوجي النائم ..

اتذكر ايامنا قديماً ..
اتذكر كيف كنت اتسلل دون علم والدي و اذهب له ..
اتذكر تقبيله لي و المس شفتاي بشوق ..

عيناي لم تكف عن ذرف تلك الدموع الحاره بل هي زادت بسخاء ..

ادرت وجهي لوالده النائم .. انا اشعر بالحقد حقاً .. على كل شيء ..

اجلس امام النافذه و انظر له ..
هو حين يتواجد هنا في المنزل و انا مستيقظ لا يدخل بل يسكن الحديقه حتى مع شدة البرد كما الآن ..

كم اتمنى ان ادخل قلبه لاكتشف هل ما زال يحبني ام ان حبي زال واختفى ؟

انا مشتاق .. وهذا فقط .. لا يتوقف او يقل بل هو في ازدياد !

هيا صغيري تعال لتأكل ..
قال لي مين وهو يمسح على شعري ..
و مع انه احياناً لطيف الا انني امقت كل لمسه يلمسني يضعها على جسدي  و كل كلمه يلقيها على مسامعي ..

انا للان اتعذب ..
للآن ابكي و اصرخ تحته وهو لا يرئف بي !

حاضر ..

اجبته باختصار مع اني لا اشتهي الطعام فمن لديه حزني لا يجب ان يأكل او ينام بل يجب ان يموت !
..

مجتمعين حول ذات المائده في غرفة الطعام ..
جلست على مقعدي لتسكب لي الخادمه بعد ان سكبت لزوجي و ابنه ..

كدت ان ابدئ الاكل لكن ملعقتي سقطت من يدي و لم استطع فعل شيء سوى التحديق بطبقي حين قال بصوته البارد :
ابي انا سأسافر غداً ..

تغيرت ملامح مين للحيره : بني لما هكذا فجئه ؟

سأذهب مع اصدقائي .. لن اتأخر فقط عدة اشهر ..

تجمعت الدموع بعيناي .. لا استطيع البكاء امام مين العجوز ولا استطيع بلع غصتي التي تخنقني !

استقمت من مكاني ليمسكني مين من يدي قائلاً : عزيزي الى اين ؟ انت لم تتناول شيء !

لم استطع فتح فمي والنطق بأي حرف .. ف انا اعلم جيداً انني سأنهار !

سحبت يدي من يديه و ركضت بسرعه نحو غرفتي .. دخلتها واقفلت الباب خلفي اتكئ عليه الى ان سرح جسدي و جلست ارضاً وانا ابكي بحرقه !

اين حقي ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن