02|هَمَسات خَافِتَة، كَائِن غرِيب.

139 25 40
                                    

•| أستغفر الله العظِيم |•

"لابُد أنك تمزح معي، أينَ سَاعةُ والدِي الآن؟ وضعتُها هنا آخر مرّة."
قاصداً الخزانَة، صدَح صَوتُ تاي مَسلُوب العَقلانِية فِي أنحَاء الغُرفَة الفُولاذِيَة عَازلَة الصَوت بانزِعاجِِ شدِيد، لَم يمُر زَمنٌ مُنذُ اختِفاءِ بوصَلة كُوك مِن غُرفَتِه و الآن هذا؟!

فَوقَ ذَلك التقطَت اذناه همسَات خفِيفَة صَادرَة على مَا يبدُو مِن إحدى زوَاياَ الغُرفَة، و هذَا زَاد الطِين بلَة علَى أعصَاب تَاي التَالفَة؛ شركائه في الغُرفة خرَجوا منذُ مدَة لدَورِياتهم.

و بينَما يخطُو نحوَ الزَاويَة التِي أيقَن أن الهَمسَات منهَا؛ قَاطعَهُ رفِيقُه فِي الخِدمة مُنادِياً إياهُ للحُصول علَى سِلاحِه مِن مستَودَع الأسلحَة قَبل بَدأ دوريَتِه الثَانِية لهذَا الأسبُوع.

لِذلكَ لم يملِك خِياراً سِوى تجَاهُل تلكَ الأصوَات و الخرُوج بأقصَى سُرعة رغُم فضُوله تِجاههَا...

فقَد مَرَّ الآن أسبُوعان إلا ثَلاثَة أيَام مُنذُ إنضِمامِ الشاَبَينِ إلى المُعسكَر. و بعدَ حِرمَانهمَا مِن الخَطوِ خَارِج مبنى القَاعدَة المركزي بسبَب الضَغينَة التِي أصبَحت بينهُما و بينَ قَائد مجموعَتهما بعدَ الحَادِثَة المَاضيَة.

أخيراً، هاهُو تَاي يجُول صحرَاء المنطِقَة السَاعَة الثَامِنة بعدَ الظُهر؛ دُون تعدِي الحدُود بِرفقَة بعضِ زملائه المبتَدئِين. فِي حِين أُمِر كُوك بالبقَاء فِي المَبنَى و إجراء دورَات بين الحِين و الآخَر فِي الطوَابِق المسمُوحَة فقَط.

هو و مجمُوعته انتشرُوا في أنحاء الصحراء الشمالِ شرقِية؛ و بينَما يخطُو بحذَر علَى رمَال المكَان الذَهبِية كما يفعل زملائه، لمَحت عينَاه حركَة غرِيبَة فِي زَوايَة لَيسَت بالبَعيدَة.
أسرَع نحوَ مركَز الحركَة دونَ تفكِير مُجهزاً بندقّيته للإطلاَق في أي لحظَة.

و عينَاه حقاً لمحتَا كَائناً غرِيب الهيئَة ذو بشَرة مُطابقَة للرِمال بلونِها الذهبِي الفَاتِر؛ لم يتردَّد بإطلاقِ النَار علَيهِ و الركض وراءه لكِن عبثاً... فهُو قَد فرّ هَارباً عَبر السِياج الحَاد بعدما أصابه بالطَلقِ النَاري.

الإستِغراب الشدِيد بدا واضِحاً علَى تعَابِير وجهِ تَاي، خَاصَة حِين ركض بعض أفراد مجموعته نحوه متسائلِين عن سبَب اطلاقِه النَار و ركضِه المُفاجِئ؛ مجهّزين أنفسهم للإطلاق.
إنكَارهم لرُؤيَة أي مما رآه صاحِبُ الإبتِسامَة المُربعَة، جعلهُ يُشكّك بِذاتِه؛ و بَينمَا هَمّ بالمُغادرَة لاحِقاً ببقيّة العائدين للقَاعدة... خطَى علَى شَيءِِ طَرِي.

حِين أبعَد قَدمَه و انتَشل ذَلك الشَيءَ مِن الأرضِ وجَدهُ بنَفسِ تركِيبَة الكَائن؛ استنتَج أنهَا اقتُلِعت مِنه حِين أصابَه و جعلهُ ذلك موقِناً أن ما رآه ليس وهماً.

"هل تريد أن تقوم بدورية ليلية أيضاً لهذِه الدرجَة؟ هَيا دوريتنا انتهَت و علينا الرجُوع بسرعة"
أخفَى تَاي قِطعة الجِلد بسُرعَة بجَيبِه حِين استدَارَ الجندِي إليه آمراً إياهُ أن يلحَقَ بِه؛ كَون دَورِية اليَوم انتهَت.

هَذِه القطعَة الجِلدِيَة لَا تنتمِي لبشري بكل تأكِيد.

𝐀𝐑𝐄𝐀 51 || ㊊㊅㊄㊎ -K.Th/J.Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن