09|قلمُ الحِبر المنحُوس.

59 9 3
                                    

مرّت ثلاثةُ أيّام منذ حادِثة ذو الوِجدانٍ الرّملي، و لا تزال تشغلُ بالي حتى الآن بصراحَة.
و كالعادة، أخذتنِي التفكِير و قادتنِي ساقاي لوجهة لم أدرِكها إلا الآن، أنا الآن أقف أمام مبنى المُختبر ذاك مجدداً..أعليّ العَودة من حيث أتيت؟...

ناهه أبداً، خطوتُ أولى خطواتِي نحو ذلِك المبنى تحتِ أرضِيّ مجدداً، سأتعذّر بأنها جولتِي الاستِطلاعِيّة لليَوم و حسب، مررتُ بالطابق الأرضي بسلامٍ و الشكر للرّب لم يُعِقني أحد.
فلا وجود للكثير من الجنُود هنا، هذا غريبٌ بعض الشيء.

نزلتُ لأول طابق تحت الأرض، و خطَوتُ بين أروِقتِه الفولاذية الصنع، لا شيء، توجّهت عبر درجِ الطوارئ نحو الطابق الثاني، و تفحصتُ اماكِن عديدة منه آخذاً وضعيّة الاستِعداد و متخفياً بين طبقاتِ الفولاذ كلما مرّ جنود قربي، لا شيء أيضاً، أطلقتُ تنهيدةً صغيرة لأتخلّى عن وضعية الاستعداد القتال و أضع قلماً فوق شفتِي العليا أحاوِل موازنته عليها.

ها أنا أخطو إلى الأمام بعشوائية، أفكِر حقاً في الذهاب نحو ذلك المختبر، أهي فكرةٌ سديدة يمكِن ضمان حفاظي على حياتِي بعد تنفيذها؟ لا أعلم..

فورما استدرتُ عبر إحدى زوايا الممرّات استقبلَ نظري ما لا يُصدّق لأعود للوراء و أخفي نفسي جيداً هناك لأطل بعيني اليمنى فقط معيداً الفلم لجَيبي، أهذا قلمُ حظٍ أم قلمُ نحس؟.
إنهم ثلاثة، القزم جونغ مع تلك المغرورة كيم، طبيعي. لكن ما لا يصدق هو ما معهما... إنه يشبه ذو الوجدان الرملي بحق السماء!!.

لكنّه أطول، أكثر شحوباً، و أكثر هدوءاً، و يرتدي شيئاً على صدرٍه كبِزّة أعتقد، عينَاه سوداوّيتان عملاقتان كما هو الحال مع رأسه، ليس لديه أي فم تقريباً لكنه يتحدّث بصوتٍ أشبه بالرُوبوت لهما..إنه فضائي بحق اللعنة.

ثلاثتهم معاً يشكلون دائرة و يتحدثون بشكلٍ شِبه هادئ، رغم ذلك، لا يزال يمكن لمسامعي التُقاط أصواتهم، فجأة أثناء حديث القزم جونغ حرك ذاك الكائن الرّملي -الفضائي- رأسه قليلاً ناظراً نحوي.

و بالطبعِ عقلي لم يقرّر أبداً أن يفقد الوعِي إلا الآن، لكنّني تماسكتُ و عدتُ بكامِل جسدي لوراءٍ الجدار الفُولاذي، قبل أن أخطو خطواتٍ هادئة كي لا تصدر الأرضية الحديديّة الغبية صوتاً، خطواتِي بدأت بالتيارع تزامناً مع ابتعادي عنهم لأصعد عبر درج الطوارِئ نحو الطابق الأرضي.

لم أدرك أبداً أنني أحبس أنفاسي إلا حين زفرتُ مع خروجي مِن المبنى، مشيتُ بخطواتٍ منتظمة محاولاً عدم لفت الانتباه، نحو ساحة التدريب أين قد أجد كُوك على الأغلب، يجبُ أن أخبرهُ فوراً عن تلك الكِيم و ذلكَ القزم.

وجدته مستلقياً على الأرض، منهكاً، الأحمق يُتعب نفسه عندما ينشغلُ باله بالتفكير.
انحنيتُ نحوه لأنبس بصوتٍ خافت
"لن تصدّق ما رأيتُ للتّو"
قابلتنِي عقدةُ حاجبيه المتسائلة لأربت على كتفه و أشير له بيدي أن ينهض و يبتعد عن بقية الجنود هنا.

---
"بحقِ الجحِيم هم حقيقيُون؟!!!"
نبس بصوتٍ مسموع، من الجيّد أننا ابتعدنا عن الجميع في القاعدة.
عقدة حاجبيه الآن تلاشَت، عينَاه تكادَان تخرُجان من محجريهما، طبيعي، صحيح أنها كنا نصدّق بوجودهم، لكن في نفس الوقت لم نكُن نفعل، و الآن؟.

"مِن الآن و صاعداً و إلى أن نجد خطّة، انتبِه من القزمِ اللّعين و تلك المغرُورة"
أومئ لي لأستند على يدي اليمنى الموضوعة على الصخرة التي أجلس عليها، وجّهت نظري للأمام نحو معالم الصحراءِ القاحلة هاته و ارتعش جسدي حين تذكرتُ نظرته لي، أرآني حقاً؟.

سمعتُ و كوك صوت معداتٍ مزعج بدأ يرتفع مقترباً منا، و قبل أن أدركَ ذلك، الجنُود أحاطُونا ببندقياتهم مِن كل جهة، ليظهر نائب القزم أمامنا مبتسماً، تباً.
-

--
ملاحظة صغيرة، بيتوقّف التحديث خلال الفترة الجاية، لكن انتظروا عودتي.

𝐀𝐑𝐄𝐀 51 || ㊊㊅㊄㊎ -K.Th/J.Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن