الفصل الأول

23.6K 461 31
                                    

رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
((الفَصْلُ الأَوَّلُ))

صدح صوت آذان الفجر في جميع أنحاء المنطقة حتى وصل إلى قصره الفخم، تململت "ياسمين" في فراشها، وفتحت عينيها ليظهر لونهما الذي مثل لون الچنة، فركت عينيها وهي تشعر بذلك النشاط الذي يعتريها كالعادة، فهي مازالت شُعلة النشاط كما أطلقوا عليها.

أرتسمت على شفتيها إبتسامة صغيرة فور شعورها بأنه مازال مخلوط خصرها بقوة وكأنه يخشى فقدانها، أستدارت بجسدها ورأسها بحرصٍ لتكون قبالته، ومدت يدها نحو وجنته لتلمس ليحته الخفيفة برقة، أطلقت تنهيدة نابعة من قلبها، وهي تتأمل ملامحه التي لا تُزال يبدوا عليها القسوة والشدة، أقتربت برأسها نحو وجنتيه لـ تُقبله برقة وحُب مرددة بعشق :
بحبك أوي يا عزّ.

عقب أنتهاء من جملتها تلك، كانت تحرك يدها نحو ذراعه المفتول بالعضلات، وبدأت تهزه قائلة برفق:
_عزّ.. عزّ!!..

شعر بكفي يدها على ذراعه، وأستمع إلى صوتها العذب، ظهرت إبتسامة صغيرة على وجهه لكونه أستيقظ على صوتها، ولكن رد عليها وهو مازال مُغمض العينين قائلًا بنعومة :
_أيوة يا حبيبتي.

تمتمت بهدوء قائلة :
_يالا يا عزّ قوم عشان نصلي الفجر سوى.

فتح "عزّ الدين" عينيه عقب أستماعه لجملتها تلك، أتسعت إبتسامته أكثر حينما رأى وجهها الملائكي، أقترب أكثر برأسه وهو ما زال محاوط خصرها، ليطبع قُبلة عميقة على جبينها بث فيها عشقه الجارف لها، ثم أبتعد عنها وهو ينظر لعينيها الخضراوتين بعشق هاتفاً بهمس :
_صباح الخير يا حبيبتي.

ردت عليه بإبتسامة :
_صباح النور يا حبيبي.

تذكرت أمرًا ما وكانت تود إخباره به، ولكن حاولت أن تنفض تلك الأفكار مؤقتاً حيث عضت عل شفتها السُفلى بقوة، شعر "عزّ الدين" بتلك الحالة التي بداخلها وأنها تُريدُ أن تقول له أمراً ما، عقد حاجبيه بإستغراب قبل أن يردف بتساؤل وبلهجة جادة :
_في إيه يا ياسمين؟؟.. في حاجة عاوزة تقوليها؟!!..

أومأت "ياسمين" رأسها قبل أن تهتف :
_أنا فعلاً عاوزة أقولك على حاجة؟؟..

زادت دهشته وتعجبه ولكن أظهر العكس تمامًا حيث قال بجدية :
_طب قولي إيه!!.. إللي مانعك؟!!..

إبتسمت إبتسامة باهتة وهي تُجيب :
_مفيش حاجة منعاني، الموضوع تافه أصلاً.

فور أنتهاء من كلماتها تلك، كانت تبعد ذراعه المحاوط بخصرها، لتهبط من على الفراش وهي تعدل منامتها الحريرية -ذات اللون الأزرق القاتم-، رفع حاجبيه للأعلى بتعجب أشد عن ذي قبل، وأعتدل في جلسته ليظهر صدره العاري، ثم قال بصوت أجش :
_طالمًا حاجة إنتي عاوزة تقوليها تبقى مش تافه، قولي إللي إنتي عايزاه وأنا سامعك.

التفتت بجسدها نحوه وهي مازالت ترسم على محياها إبتسامة باهتة :
_عادي يا عزّ،أنا بس....

«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن