الفصل الرابع والعشرون 1

9.8K 353 25
                                    

رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ"

"الفَصْلُ الرَّابِع وَالعِشْرِونَ"
"الجُزء الأَوَّلُ من الفَصْلُ الأَخير"

أتسعت عيناه من هول الصدمة، تصلبت أطرافه وشعر أن دقات قلبه توقفت عن النبض للحظة، أغمض عينيه بقوة ثم فتحهما ليتأكد مما ألتقطته أذنيه، نظر له غير مصدق متسائلاً ببلاهة :
_حـامل!!..

هز الطبيب رأسه مُبتسمًا، سحب نفسًا عميقًا وزفره على مهل، حرك رأسه بإبتسامة مشرقة ثم أشار بيده قائلاً :
_الحمدلله، ألف حمد وشكر ليك يارب، شُكرًا جدًا يا دكتور على تعبك.

قال الطبيب "سامح" بودًّ :
_مفيش تعب ولا حاجة، المهم ألف مبروك.

بادله إبتسامة وهو يرد :
_الله يبارك فيك.

أخرج عدة أوراق نقدية من جيب سترته ثم أعطاه له وهو يشكره، تحركا ناحية باب المنزل بخُطوات هادئة ثم فتح "إيهاب" له الباب وهو يودع الطبيب بإبتسامة شاكرة، أنصرف الطبيب فـ أغلق الباب ثم مسح على شعره بقوة غير قادرًا على الإستيعاب، سار بخُطوات متعجلة نحو غُرفته، فتح باب الغُرفة بعد أن رسم على وجهه علامات الجدية، أعتدلت "مُنى" في جلستها وهي تحدق في وجهه الجاد بتوجس، سألته بريبة :
_في إيه يا إيهاب؟؟.. الدكتور قال إيه؟؟..

نظر لها بملامح غير مفهومة، صمت للحظاتٍ قبل أن يُجيب بنبرة عادية :
_قال إنك حامل.

ذُهلت.. صُدمت.. شهقت بعدم تصديق مرددة :
_إيـــه !!.. إزاي ؟؟..

أخفضت عيناها وهي تحاول الإستيعاب، سألها "إيهاب" بوجهٍ جامد :
_إنتي نسيتي قبل كده تاخدي الحباية؟؟..

ردت عليه على الفور بدون تفكير :
_لأ، أنا مفيش ولا مرة نسيت أخد الـحـ..

بترت عبارتها بغتةً حينما تذكرت ذاك اليوم الذي نست فيه أن تأخذها، أخفضت نظراتها وعضت على شفتها السفلى وهي تقول بأسفٍ :
_آسفة، بس أنا فعلاً نسيت مرة.

رفعت عيناها ناحيته لـ تسأله في شئ من الخوف :
_إنت مضايق مني؟؟.. بس أنا والله ما كان قصدي وكمـ...

قاطعهـــــا بصوتــه الجاد بعد أن رفع حاجبيه للأعلى :
_ومين قالك إني مضايق؟؟..

بلعت ريقها بخوفٍ وقلبها يُكاد يقف من كثرة القلق من ردة فعله بعدما علم تلك الحقيقة، تابع بإبتسامة مشرقة :
_أنا صحيح كنت مش عاوز أخلف دلوقتي، بس ده مش يمنع إني أسعد واحد فالدنيا عشان إنتي شايله حتة مني ومنك!!..

لمعت عيناها بـ بهجة لـ يُضيف بتنهيدة :
_في فرق يا حبيبتي إني عاوز أأجل خلفة، وإني مش عاوز أخلف أصلاً، أنا كنت عاوز أقضي أكبر وقت معاكي من غير مسؤلية العيال، بس ربنا أراد أننا نخلف، هنعترض!!..

«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن