الفصل الثالث عشر

11K 359 19
                                    

رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ"

"الفَصْلُ الثَّالِثُ عَشَرَ"

إختفت الدماء من وجهه وظهرت عروق جبينه التي تنبض بقوة حتى أستطاع سماع ضخ الدماء، لا يصدق أن والده معدوم الرحمة بل وأكثر من ذلك، أعمال غير مشروعة!!.. وقتـــل!!.. لا يصدق ما سمعه، بلع ريقه سريعًا وهو يسأله بصدمة :
_إ.. إنت متأكد من كلامك ده؟؟!!...

أجابه الحارس بتأكيد :
-طبعاً يا باشا، ده أنا دفنه بإيدي وتلاتة تانين!!..

أنتفض "طائف" من مكانه وسيطر عليه الذهول وعدم الإستيعاب وسأله بقوة :
-دفنته فين المرة دي؟؟..

رفع حاحبه للأعلى مجيباً بإستغراب :
-هيكون فين يعني يا باشا؟؟!!.. في المخزن إللي تحت القصر.

سحب نفساً عميقاً وزفره على مهل لكي يُداري على توتره، نجح في ذلك حيث لم يلاحظ الرجل أي شيء، هتف بعبوسٍ :
_طب إنت مهمتك إنتهت دلوقتي، لو في حاجة جديدة قولي.

أشار الرجل بيده قائلاً :
-أنا تحت أمرك يا باشا يا باشا فأي وقت، وماتقلقش محدش هيعرف أي حاجة بالمقابلة دي.

_تمام.

أخرج من جيب بنطاله عدة أوراق نقدية لـ يعطيها له، أخذهم منه الرجل بإبتسامة واسعة وهو يتمتم بعد أن دس النقود بداخل جيب ستره العمل :
_من يد ما نعدمها يا باشا، أستأذن أنا بقى.

أشار له بإصبعيه قائلاً بصوتٍ محتد :
_زي ما قولتلك، لو في جديد كلمني في مكان يكون بعيد جداً عن رجالة أبويا والقصر بتاعه.

هتف بجدية :
-ماتقلقش يا باشا، يالا سلام.

ترجل من السيارة وهو يعدل ملابسه، بينما أدار المحرك ثم ضغط على دواسة الوقود بعنف لـ تنطلق السيارة تنهب الأرض نهباً.

**************

في المشفى، ظل يتحدث "عز الدين" مع سكرتيرته "روان"، كان يصغى إلى كل حرف تنطقه بإهتمام شديد وبدقة عالية منه.. ظل يقرأ تعبيرات وجهها ليشعر بعدها بـ صدقها، هتف بصوت ذات مغزى :
-بس أعتقد أن طائف جواه مشاعر تانية من ناحيتك؟!!..

هزت رأسها نفيًا قائلة :
-لا معتقدش، مشاعر إيه؟؟!!.. مش عشان أنقذني مرتين يبقى في غرض تاني من الموضوع.

تنهد تنهيدة حارة قبل أن يقول لها بصوتٍ جاد :
-طيب يا آنسة روان، مبدئياً كده إنتي ليكي مكافأة كبيرة جداً أول ما تقومي بالسلامة وترجعي تاني لشغلك.

هتفت ببسمة صغيرة :
-مفيش داعي يا فندم، ده واجبي والمفــ....

ضيق عينيه مقاطعًا حديثها بصيغة آمره :
-أنا قولتلك في مكافأة يبقى فيه، أنا مش برجع فكلمتي أبدًا.

«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن