الفصل السابع

10.6K 328 15
                                    

رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ"

"الفَصْلُ السَّابِعُ"

أنقبض قلبه بقوة في لحظة ما، نظر على الورقة الصَّغيرة لـ يعود بقرأتها مُجددًا، ثم ضغط بعُنف على بوق السيارة محاولاً تجاوز من هم أمامه، زاد من سُرعة السيارة محاولاً الوصول إليها قبل فوات الأوان، رغم غضبه المشحون منها إلا أن نصف قلبه الأبيض يرفض وبشدة تلك العقوبة، مسح على شعره بقوة وهو يدور بـ سيارته لـ يدخل إحدى الشوارع الجانبية، لحظات معدودة وكان يترجل من سيارته متوجهًا نحو مدخل البناية التي تقطن بها، ضغط بقوة على زرَّ أستدعاء المصعد لـ يكتشف بعطله، شعر بالغيظ الشديد ولكن لم يهتم، فـ شاغله الأكبر هو إنجادها، من براثن الذئاب....!!!..

تحرك مُسرعًا نحو الدَرَج راكضًا نحو الطابق الثالث حتَّى وصل إلى منزلها، ضغط على زرَّ الجرس بقوة، لم يستمع إلى أيَّ ردَّ أو حركة، كز على أسنانه بقوة ثم دق الباب عليهِ مرددًا بصيغة آمرة :
_إفتحي يا روان!!.. بقولك إفتحي!!.. طب رُدَّي عليـاا!!..

تضاعفت مخاوفه عليها فـ غمغم بقوةٍ :
_روان، روان!!!.. أنا كده هكسر الباب.

تعمد الصمت للحظات عسى أن يستمع إلى ردَّها أو أيَّ حركة، ولكن دون جدوى، فـ هدر بعصبيةٍ :
_أنا هكسر الباب يا روان!!.. هكســــــــره!!!...

تراجع خطوتين للخلف شاحذًا قواه لـ يندفع نحوه ضاربًا إيـاه بعُنف قاصدًا خلعه من مفصله، كرر تلك الفعلة ثلاثة مرَّات حتَّى فُتح على مصراعيهِ، وقف عند عتبته يلهث وهو يجول داخله ببصره، وجد المكان خالياً وهادئًا تمامًا، في ذات الوقت، كان المنزل الذي يقع بجوار منزل "روان" قد أنفتح ليظهر الزوج والزوجة عقب أستمعاهما إلى صوت تحطيم باب المنزل، شهقت الزوجة مُتسائلة بفزعٍ :
_مين ده؟؟!!..

أجابهـــــا الزوج بقلقٍ :
_مش عارف، أنا لازم أدخله، دي بنت وحيدة عايشة لوحدها.

تحرك "طائف" نحو غُرفتها مُسرعًا، كان الباب مفتوح، بحث بأنظاره عنها وهو يلج للداخل، ولكن كان فـــات الأوان، أصابته الصاعقة حيثُ أجتمع الذُعر والهلع بداخله في آن واحدٍ، حدجها بعينين مذهولتين خائفتين وهو يجد الأرضية غارقة بـ دمائها، حتَّى وقعت عيناه عليها وهي ممددة على الأرضية، مد يده لـ يرفعها منه، كانت فاقدة للوعي وجسدها بارد للغاية، وبشرتها شاحبة شحوبٍ مُخيف، تشنجت قسماته وتصلب جسده للوهلة غير مُصدق، صرخ برعُبٍ :
_روان!!!.. روان رُدَّي عليــاا!!..

هز رأسه نفيًا قائلاً بهلع :
_لأ، إنتي مستحقيش النهاية دي، روان قومي وكلميني زي ما بكلمك!!..

تجمع عدد لا بأس بهِ من جيرانها عقب شعورهم بالريبة والقلق في ما يحدث في البناية، أصدرت بعض من السيدات أصوات صرخات عالية، حملها "طائف" بين ذراعيهِ راكضًا نحو الخارج، غير عابئًا بتسؤلاتهم وبإزدياد تجمع المارة والجيران، أستمر في هبوطه على الدرج متجهًا بها نحو سيارته، فالثواني قد تشكل فارقاً هامًا في حياتها، فتح "طائف" الباب الأمامي وأسندها بحذرٍ على المقعد، دار حول السيارة ثم أستقلها لـ ينطلق بها نحو أقرب مشفى قبل خسارتها للأبد!!!..

«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن