رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
((الفَصْلُ الرَّابِعُ))أقتربت منه ببطء وهي تحدق فيه بنظراتها الصادمة على ذلك الوشـم، كان إسمها هو المكتوب بلغة الإنجليزية، رفعت أصابع يدها نحو الوشم لتلمسه بعدم تصديق، أغرورقت عيناها بالدموع، شعرت بجنون عشقه الجارف، رفعت عيناها الدامعة لتنظر له وهي تهز رأسها بذهول، غمغمت بصدمة :
_ليه يا عزّ ؟؟.. ليه عملت الوشم ده؟!!.. أنا عارفة إنك بتحبني بجد، ماكنش في داعي خالص إنك....أحتضن وجهها براحتي يده، وهو يقاطعها بخفوت :
_هُششش، أنا عارف إنك حاسه وواثقة من حُبي ليكي، بس دي علامة حُبي الأبدي.أغمض عينيهِ بضيق مرددًا:
_إنتي مش متصورة أنا حاسس بإيه كل ما أفتكر إني في يوم من الأيام لما مديت إيدي عليكي، مش متصورة إحساسي عامل إزاي لما أفتكر أنا السبب في نزول دموعك قبل كده، أنا نفسي أنسيكي الأيام دي.تساقطت دموعها مغمغمة :
_هي صحيح أيام صعبة بس أنا قربت أنساها وإنت كان ليك عُذر، وعشان كده سامحتك.حاوط خصرها بنعومة بذراعيه ليحتضنها بقوة وهو يتمتم بهمسٍ :
_آسف، آسف يا قلبي.هتف آخر كلمة ليطبع قُبلة صغيرة على عنقها، أبتعد عنها ليحدق في عينيها الخضراوتين وهو يتشدق بـ:
_أنا أجبرتك تتجوزيني، بس لازم تعرفي إنك ملكي، أوعي تبعدي عني، وإلا يبقى أتحكم عليا بالموت.أضاف بهمسٍ خطير :
_بحبك، بحبك يا ياسمين.ختم آخر حرف بقُبلة لشفتاها المنفرجة أمامه، إلتهم شفتاها بعشق..بنعومة.. وهو يحيطها برفق، بعدها بدأ يقُبَّل وجهها ببطء ليعود يلتهم شفتاها بعشق أكبر، لمساته الخبيرة كانت تؤثر فيها، فـ أستسلمت تماماً، لتبدأ ليلة عاشقة سيتم تسجيلها في عالم العشق الخاص بهم.
************
تأوهت بألم وهي تحرك رأسها للجانبين، شعرت بصداع عنيف يقتحم رأسها، ظلت تصدر تأوهات خافتة مُتلاحقة تنطلق من صدرها، شعرت بـ الآلم الشديد يضغط حول معصميها، حاولت فتح عيناها مراراً حتى أستطاعت بعد مُعاناه، فتحت عينيها بتثاقل شديد، حاولت التعرف على مكان وجودها ولكن فشلت في ذلك حيث كانت الرؤية مشوشة من أثر المُخدر وأدى ذلك إلى تداخل كل الصور وأمتزاجها بشكل مُزعج، بعد دقائق كثيرة فتحت عيناها تماماً، شهقت بقوة وأزدادت ضربات قلبها برعُب بعد أن تذكرت كل شئ.
أطلقت صرخة قوية مليئة بالهلع، أغمضت عينيها وهي تشد بيديها بقوة وبجنون، شهقت للمرة الثانية حينما وجدت الباب على مصراعيه، دخل شخص في مُنتصف الخمسينات بخطى ثابتة متوجهاً نحوها وخلفه ثلاثة من رجاله، أشار لأحد رجاله الذي لبى رغبته وأحضر له مقعداً ليجلس عليه قبالتها، جلس بهدوء ووضع ساقاً على الأُخرى، إبتسم بخُبث مُتلذذًا وهو يرى الرعُب في حدقتيها، أردف بإبتسامة ماكرة :
_ماتخفيش يا حلوة.
أنت تقرأ
«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢
Romanceصراعُ حادٍ بَيْنَ ذَلِكَ الذَّئْبُ الشرسَ وَفِي ذَاتَ الوَقْتِ عِاشّقٍ مَعَ ذِئَابٌ أُخرى، وَلَكَنّ ظَلَّ صامدًا.. ثابتًا.. وَحارصًا عَلَى مَا يحدُثُ حولهِ، لَيسَ لِنَفسِهِ!!.. بِل لأَجْلِ معشوقتهُ، فَلَقَدْ ظهرت ذِئَابٌ تُريدُ أفتراسَها، وَذِئَابٌ...