مُقطتفة صغيرة وَالأُُولَى !!!
أقتربت منهُ بحذرٍ وبخُطوات هادئة مُرتبكة وهي تشعُر بتلك الغصة المريرة التي تقف في مُنتصف حلقها ، وتأبى النزول ، أرتجفت قدماها تلقائياً حينما أوشكت على الوصول إليه ، مدت يدها المرتعشة نحوهُ لتضعها على ذراعهُ المفتول بالعضلات ، وتمتمت بنبرة تلعثم :
_عـ ..عزّ أنااالم تجد أيّ كلمة تقولها ، هي تعلم أنّها أخطأت ، وهُو لا يغفر أيّ خطأّ ، والخطأ الذي أخطئتهُ بالنسبة إليه خطأٍ كبيرٍ ، أعتدل في وقفتهُ الثابتة بعد أن أرخى وأبعد مرفقيهِ ، والتفت برأسهُ نحوها ناظراً إليها بعينين ظالمتين كالظلام الدامس ، أبعدت يدها لتبعد تلك الخصلة المتمردة من على جبينها ووضعتها خلف أُذنها بتوتر ، رمقها بقسوة قبل أن يقول :
_عايزة إيه ؟!جف حلقها من فرط القلق والخوف من ردّ فعلهُ ، فتابع هو وقد تقوس فمهُ بابتسامة ساخرة :
_آخر حاجة أتوقعها منك ، إزاي تعملي كده ؟؟!ثُمّ هتف بقسوة صارخاً فيها بغضبٍ غيرُ مصدقّ :
_ إزاي ؟!!أنهمرت دموعها الحـــارة وهتفت برجاء :
_ والله ما كان قصدي ، بس أنا وعدتهُ و...جذبها من معصمها لتصطدم بصدرهُ الذي كالصلب وهو يقول بحدة :
_ أنا أوّل شخصٌ المفروض كان يعرف ، بس إنتي كدبتي عليا .تابع وهو يضغط على كُل كلمة بنفس النبرة :
_ وأنا مش بسامح اللّي بيكدب عليا يا ياسمين ، وإنتي للآسف كدبتي وخدعتيني .لم تبالي بذلك الألم الذي بدأت تشعُر به في معصمها ، كفكفت دموعها بكفي يدها الأُُخرى وهي تردف برجاء :
_أنا آسفة يا عزّ ، أناااقاطعها بصرامة وهو يترك معصمها :
_ خلاص خلص الكلام .لم تختفي نظرات الرجاء والتوسل من عينيها الخضرواتين ، ولكُنّ لم يبالي بنظراتها وبادلها هو بنظرات قاسية للغاية، ثُمّ قال بصوتٍ مليئ بالهدوء رغم تهجم ملامحهُ :
_من النهاردة إنتي هتنامي في الأوضة لوحدك ومفيش خروج طبعاً من البيت إلاّ بأذني .سألتهُ بحزنٍ :
_ طب وإنت هتنام فين ؟!ردّ عليها ببرود قاسٍ :
_في المكتب ، لأني مش طايق أنام جمبك ولا حتّى أشوفك.طعنها بتلك الكلمات القاسية ، ثُمّ تركها مُسرعاً وخرج من الشُرفة بخُطوات راكضة وكأنّــهُ يهرب من عدو ، حتًى خرج من الغُرفة بأكملها ، جلست " ياسمين " على المقعد بصدمة واضحة وهي تنظر في أعقابة مدهوشة على ما حدث ، وجهت بصرها على ذلك البدر ، ليخيل لها أن نورهُ الساطع أنّها في حلمٍ ثقيلٍ ، ولن تستيقظ منهُ إلاّ بعد معناهُ .
#مقتطفة_صغيرة
#الجزء_الثاني_من_رواية_على_ذمة_ذئبتفاعل حلو وإلا هزعل منكوا😂💔💔
وقولولي توقاعتكم بعد قراءة تلك المقتطفة النارية❤❤
أنت تقرأ
«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢
Romanceصراعُ حادٍ بَيْنَ ذَلِكَ الذَّئْبُ الشرسَ وَفِي ذَاتَ الوَقْتِ عِاشّقٍ مَعَ ذِئَابٌ أُخرى، وَلَكَنّ ظَلَّ صامدًا.. ثابتًا.. وَحارصًا عَلَى مَا يحدُثُ حولهِ، لَيسَ لِنَفسِهِ!!.. بِل لأَجْلِ معشوقتهُ، فَلَقَدْ ظهرت ذِئَابٌ تُريدُ أفتراسَها، وَذِئَابٌ...