الفصل الرابع والعشرون 2

18.1K 549 81
                                    

رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ"

"الفَصْلُ الرَّابِع وَالعِشْرِونَ"
"الجُزء الثَّانِي من الفَصْلُ الأَخير"

كانت الساعة تدق الثامنة مساءً، حينما عاد "طائف" إلى منزلـه، تنفس بـ عُمق وهو يشعر شئ من الضيق والحُزن، فقد علم مُنذ ساعة بأنه تم نقل والده إلى المشفى بعد إصابته بـ جلطة في القلب، حُزن عميق سيطر على تعابير وجهه رغم جموده، أحنى رأسه حُزنًا، أخذ يصدر تنهيدات مريرة، وظل على تلك الحالة المنكسرة لـ بعض الوقت، كان ينتفض فؤاده من بين أضلعه كلما تذكر حقيقة والده السيئة.

بعد قليل، حرك رأسه ينفض تلك الذكريات عن رأسهِ، نهض من مكانه متوجهًا نحو غُرفته، فـ جسده منهكًا وهو بحاجة إلى راحة، ولكن قبل أن يتجه إلى غُرفته، أستمع إلى صوت رنين جرس باب المنزل، نفخ بضجر ثم سار نحوه بخُطوات بطيئة، أمسك بالمقبض وأداره فـ أنفتح الباب على مصراعيهِ، ظهر "إيهاب" من خلف الباب وعلى ملامح وجهه القلق، رمقه "طائف" بتعجب وظهر ذلك بوضوح في لهجته حينما قال إسمه :
_إيهاب!!..

دخل "إيهاب" المنزل وهو يتسائل بتبرم :
_إيه يا طائف؟؟.. بقالي خمس ساعات بتصل بيك وموبايلك مقفول!!..

رد بإقتضاب :
_معلش، الموبايل فصل شحن.

كاد أن يغلق الباب ولكن منعه "إيهاب" بذراعه وبقوله :
_إستنى، في ضيوف معايا.

رفع حاجبيه بدهشة :
_ضيوف!!..

ألتفت "إيهاب" بجسده نحو الباب وهو يُصيح بصوته الرجولي القوي :
_تعالوا يا جماعة.

ضيق "طائف" عينيه بإستغراب وقد أعتراه الفضول، تلاشى ذلك التعجب وأحتلت ملامحه الذهول عندما وجد الذئب يدلف داخل المنزل برفقة زوجته، أتسعت عيناه أكثر وهو يرى زوجة "إيهاب" تدخل برفقة معشوقتهُ "روان"، إشتعل الحماس بداخله حينما رأها بينما هي طأطأت رأسها بخجلٍ، رمقهم بنظراتٍ مذهولة عاجزًا عن التفكير، أشار لهم بإتجاه غُرفة صالون، فـ تحرك الجميع وهو خلفهم.

دقيقة واحدة.. وكان الجميع جلس وعلى شفتي كُلاً منهم بسمة صغيرة ماعدا "عز الدين" الذي قال وهو يسترخى أكثر في جلسته :
_طبعًا مستغرب وجودنا هنا.

حدق فيه "طائف" بتوتر حائر، في حين تابع "عزّ الدين" بإبتسامة واثقة :
_إحنا هنا عشان نبقى جنبك.

زوى ما بين حاجبيه متسائلاً بإستغراب :
_مش فاهم!!..

رد "إيهاب" عليه موضحًا بإبتسامة :
_طائف، أوعى تفتكر إنك لوحدك بعد إللي حصل لأبوك، إحنا كلنا معاك، إنت شخص كويس جدًا، عندك مبادئ وقيم مش موجودة في الزمن ده، وربنا مش هيسيبك أبدًا لوحدك.

«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن