09| وِلاَدة و وَفاةٌ، الخُلودِ لَيس للجَميع

199 35 40
                                    

•| أعوذ بالله من العَجز و الكَسَل |•

°°°

قَبلَ انتِقالنَا للصَف النِهائِي بفترَة، قرَّرتَ تبنِي جَروِِ صغِير سمينَاهُ هانجِين و أن نَتنَاوب فِي الإهتِمَام بِه، أعتَقِد أن سبَب قرَارِك هُو لتَجنُب شعورِي بالوَحدة و الفرَاغِ حِين لا نكُون معاً.

كَانَت فِكرَة رَائعَة علَى أي حَال، طَاعتُه لِي و لُطفُه؛ و فَروُه الذِي ضاهَا شعرِي في نعومتِه
كَانت من الأسبَاب التِي جعلتنِي أتعلقُ بِه لِلغايَة، أهنِئكَ لأنكَ قَد وصلتَ بنجَاح لمسعَاك فِي فترَة قصِيرَة. فَـ سواء كَان عندكَ أو عندي؛ لطالمَا أحبَبت الإعتِناء بِه و تخصِيصَ أكبَر وقت مُمكن للَّعب معهُ.

لكِن السعَادَة لَم تكُن يوماً كاملَة أو دَائِمَة، فبَعدَ أسابيعَ لَم تعُد تستَطِيع إبقَائهُ فِي منزِلِكَ بسبَب حسَاسِية وَالدتِكَ الخَفِيفَة منهُ عكسَ مَا أظهَرتهُ مِن درامَا بخصُوصها.

وَ قرَرتُ أنا العِنايَة بِه بشَكل دَائِم، تحذِيراتُ و تهدِيداتُ أمِكَ كَانَت كثِيرَة بخُصوصِ الجَرو الصغِير؛ لكِن ذلِك لم يمنَعكَ مِن لقائِه و اللَّعب مَعهُ. إما فِي منزلِي أو فِي الحدِيقَة التِي اعتدنَا اللعِب بهَا مُنذ طفُولتنَا.

و لكَونِ هانجِين مُتواجِداّ ِطوال الوَقتِ عندِي، قرَرتُ أن أخرُج لشِراء لُعبَة جدِيدَة لهُ، لكِن إعتَرضَ طرِيقِي وَالِد أمِي الذِي لا يستَحِق سمَاعِ لقبِ جدِي مِني.
و لِسبَب تَافِه و لا أسَاس لهُ من المنطِق قَام بتَأنِيبِي و مُضايقَتِي؛ هذَا أمرٌ اعتَدتُه منذُ وفاةِ والدِي لكِن ما تلاَ ذلِك و تسبَب بتَلفِ أعصابِي كَان رَكلَه لـ هَان بكُل قَسوَة خَارجَ أسوَار المنزِل، لتَستَقبِله أرضِية الطرِيقِ اسوءَ استِقبَال ممكِن.

و بعدَ مُحاولَاتِه الفَاشلَة فِي النهُوض أيقنتُ أنهُ تأذَى بشَكلِِ سَيء،
وَ أسوَء مَا استَولَت إمكَانيَة حصُولِه علَى تفكِيرِي هُو مرُور شاحِنَة أو سيارَة فِي تلكَ اللحظَة بالتَحدِيد.

حَاوَلتُ تجَاوُزِ جسَد ذلِكَ الآدمِي لكِن بلاَ جدوَى، و آخِر مَا لمَحتهُ عينَاي الدَامِعتان كَانَت نظرَة الجروِ المتألمَة لِي بينَما يحَاوِل النهُوض ... للمَرة الأخِيرَة على الإطلاَق.

و أجل، حصَل ما يخطُر ببَالكَ الآن عندَ قراءَة هذِه السطُور، مرَّت شَاحنَة مُسرِعة بجنُون فَوقَ جسَده الصغِير العَاجِز.

مَا رأتهُ عينَاي بعدَها كَان أبشَع منظَر رأيتُه للَّحظَة، لَم يتبقَى مِن جِثَة الذِي فَارقَ الحيَاة شَيء وَاضِح و يمكِن تمييزُه عدَا أمعائهِ المنتشِرة فِي كُل مكَان عدَا المكَان الصحِيح لتوَاجُدها ... معدَتِه، و جُمجُمتُه المُهشمَة بشكلِِ يُوجِع مَن لا قَلبَ لهِم و لاَ ضمِير.

و بِركَة كبِيرَة ذَاتِ لَون أحمَر قُرمُزي أحَاطَت جسَدهُ بعِنايَة كمَا لم تَفعَل لهُ روحٌ طيلَة حيَاتِه،
يومَها بكَيتُ و بكَيتُ كمَا لَم أفعَل قَبلاً، و كَأنَ البُكَاء أعَادَ مَا فُقِد يوماً.

فِي وَقتِِ لاحِق، حِين سألتَنِي عن حَالهَا و صرَّحتَ بإشتِياقكَ الكبِيرِ لهُ رغمَ أنكَ لاعبتَهُ قبلَ أسبُوع علَى الأكثَر. أخفَيتُ الحقِيقَة المُوجعَة تحتَ كِذبَة قُرمُزِية كدِمائه قَائلَة أنهُ مَرِضَ للغَايَة و أنهُ قَد إرسَالُه مِن طرَف وَالدتِي لتَايلَاند عسَا أن يُشفى و يستَردَ عافِيتَه المَسلُوبة قَرِيباً.

تَأنِيب الضمِير يكَاد يقتُلنِي لأنِي لَم أصارِحكَ و أسَلِّم بأن قِلة كفَائتي و انعِدام مسؤُوليتِي كانَت السَبب فِي رحِيله بلاَ عودَة. لكِن رؤيَة مَعالِم وجهِك المُصفَرَّة الخَائفَة علَيهِ كَانت دافعاً كَي أدفِن الحقِيقَة فِي أعمَق مكَانِِ بقلبِي قبلَ عقلِي.

أنَا بِخَير، سأستَمر بالإبتسَام طَالمَا أنَا بِرفقَتك؛ حتَى لو كُنتُ أقَاسِي أشدَ الآلام أو الأحزَان


°°°

أطوَل بارت بكُل الرِوايَة إلى الآن، أقدملكم خالص اعتذاري إذا منحتكم مشاعر سلبية أثناء قراءة هذا الجزء البسيط الحزين

أستَودعكم الله وِيفلزِي ♥☄

 𝐈'𝐌 𝐅𝐈𝐍𝐄-𝐒𝐀𝐕𝐄 𝐌𝐄 || ㊐㊅㊄㊆㊌㊗㊎ -K.NJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن