8

7.5K 247 19
                                    

اصرت والدتهُ على ان تعود ديما معهم إلى المنزل لانها ليلتهُم الاولى وان مرضها ليس بالخطير ليمنعها من الذهاب ....لتقول لمحمد بصرامه :
- كلمتي مش هكررها ....وانت دكتور هنا في المستشفى مش هيقفوا قدامك يعني ...ابقى عالجها في البيت عندنا ..!!

تنهد بيأس فهو يعلم والدتهُ جيداً ويعلم انها لن تقبل إلا بتنفيذ كلماتها ...
ذهب لينهي أجراءات خروجها
اما هي فقد كانت شارده في حياتها القادمه فهي من اجل ان تتخلص من ورطه وضعت نفسها في ورطهٍ اكبر افاقت من شرودها على يد والدة محمد تُربط على ظهرها بحنان :
- أسمك ديما مش كده ..!!
تنهدت ديما وهزت رأسها بنعم
لتُكمل والدتهُ حديثها :
- عندك كام سنه يا ديما وبتدرسي ايه !!
تحمحمت ديما في محاوله لاخراج صوتها طبيعي :
- عندي 22 سنه في آخر سنه كليه الطب
رفعت نجات حاجبيها بأندهاش واعجاب بزوجه ولدها الحبيب ابتسمت بحنان :
- عارفه ان جوازك جه بسرعه وملحقتيش تفرحي زي البنات بس نصيحه مني متحطيش في بالك ابني رغم انه بارد وقاسي حبتين لكن طيب وحنين ...!!
صدح صوت شقيقه محمد قائله :
- ياأمي قولي بجد ...يا حبيببتي حبتين دول شويه قليلين احب ابشرك انك متجوزه ابرد وارخم واحد في العالم ..
تحمحم محمد بصرامه مصطنعه الذي استمع إلي حديث شقيقته التي انتفضت ما إن استمعت صوتهِ وهي إلى ديما :
- ابن حلال لسه كنا بنقول قد أيه انت حنين وهادي وجميل وقمر....
ابتسم لها محمد بحنان فهو إذا كان قاسٍ وبارد المشاعر فهذه القساوه تنتهي عند عائلتهِ :
- انا خلصت نقدر نمشي دلوقتي ....
مد يدهُ ببعض من الملابس لـ ديما :
- خشي التواليت ده غيري لبس المستشفى عشان نمشي ....!!
انصاعت لطلبهُ بوهن وهي تأخذ منهُ الثياب ذاهبه بهم إلي المرحاض الذي بداخل الغرفه ...
مرت دقائق بدلت ثيابها وقامت بتمشيط خصلات شعرها بالفرشاه الموضوعه في المرحاض وخرجت لهم تحثهم على الذهاب ...
نظرت للطريق من نافذه السياره فهي في الآونه الاخيره اصبحت تشعر بالضياع والتشتت اغمضت أعينها ما إن اتت ذكرى الاحداث التي مرت بها بألم وانزلقت دموعها دون إرادتها ، نظر محمد لها وهو يقود السياره ليشعر بلألم من أجلها مد يدهُ يمسك يدها في محاوله للتخفيف عنها وبدون شعورٍ منها تشبثت بيدهُ وهي ترسم دوائر وهميه عليها بشرود ،ظل قلبهِ يدق بعنف على فعلتها البسيطه تلك ....اةقف السياره يُعلن وصولهم هبطت شقيقتهُ سلمى يليها والدتهُ وشقيقهُ لؤي ..
تحمحم محمد وهو يقول :
- انزلي يالا وصلنا ...
رفعت أنظارها إليه وارتجفت أيديها ما إن تلاقت أعينهم اشاحت بوجهها وأمسكت بمقبض السياره لتهبط منها وتقف حائره لا تعلم ماذا تفعل اقترب منها واضعها زراعهِ على كتفها واتنفضت
هي آثر فعلتهُ ليقول بصوتٍ منخفض لا يسمعهُ احد سواها :
- انتي مراتي دلوقتي ....واكيد هيستغربوا لما يلاقوكي ومش طايقاني كده ...
رفعت أعينها إليه تنفي حديثهُ مبرره :
- لا والله الحكايه مش حكايه مش طيقاك لكن انا متعودتش على كده وانت قولتلي انه جواز على ورق ..!!
واخفضت رأسها خجلاً من نظراتهِ التي باتت تُحرقها :
- هو فعلاً جواز على ورق لكن قدامهم انتي واحده انا أعُجبت بيها واتجوزتها ..
هزت رأسها بتفهم وسارت معهُ للداخل قال لؤي بمرح :
- شيل مراتك لحد فوق يا محمد ولا انت خلاص عجزت ....!!!!
كادت ديماً ان تعترض بخجل لكنهُ صدمها حينما انصاع لحديث شقيقه قائلاً وهو يراقص حاجبيهِ بمرح يصتنعهُ امامهم :
- استعنا على الشئه بالله ... ليلتنا فل انهارده ....
واختتم حديثهُ بحملها كالاطفال وقد ادهشهُ خفه وزنها فقد تذكر عندما حمل شقيقتهُ بسبب وجع قدمها كاد ان ينكسر ظهرهُ دلف بها داخل غرفتهِ ليقفل الباب بقدمهِ بصدمه وهو يرى ان الغرفه مجهزه كأنهم على علمٍ بزفافهم ليدرك ان والدتهُ قد طلبت تحضير الغرفه من الخادمه ...فقد كان الفراش مزين بالازهار على هيئهِ قلب وتتناثر ورقات الازهار على الأرض بمظهرٍ لائق ويوجد زينه على الحائط اقترب بها من الفراش واضعاً إياها وذهب إلى المرحاض ليتوضئ من أجل الصلاه اما هي فقد كانت تجلس على الفراش بخجلٍ ورهبه وهي تفرك أيديها في انتظارهِ للخروج حتى تدلف هي ...دلف إلى خارج المرحاض يحثها على الدلوف قائلاً :
- ماما قالتلي انها حطالك هدوم في القوضه دي ....
قالها وهو يشير إلى غرفه الملابس ،،فقد كانت غرفتهم عباره عن غرفه بها حمام وغرفه اخرى ملتصقه بها للملابس
ذهبت إليها تبحث عن شئ لكنها وجدتهم جميهم يصيبونها بالخجل ابتسمت وهي ترى فستان مُحتشمٍ قليلاً فقد كان ضيق من الاعلى ويهبط بأتساع حتى ركبتيها لونهُ ابيض اخذتهُ وقد قررت أرتدائه رغماً عنها لكن سرعان ما أتت إليها فكره جعلت أبتسامتها تتسع وهي تركض إلى خزانه ملابسهُ وتُحضر تيشرتاً وبنطالاً قطني .. دلفت إلي المرحاض واغتسلت وأرتدت الملابس التي احضرتها وهي تُعطيها مظهراً يُهلك من الضحك كان البنطال طويلاً جداً بالنسبهِ إلى حجمها والتيشرت كان فضفاض ... رفع محمد نظرهُ إليها وهو يبربش بعينيهِ مصدوماً لتمسك هي بالبنطال حتى لا يسقط وتمنت لو كانت أرتدت الفستان قهقه محمد عالياً على غير عادتهُ ..اقترب منها بأبتسامه :
- هتصلي كده ....!!!
حركت رأسها نافيه لتقول بتقطع :
- انا مش لاقيه اسدال او حاجه ومش لاقيه هدوم اصلا ....انا ملقيتش غير بقايا الهدوم دي عشان كده لبست دول...
ضحك عليها وهو يرى أرتباكها :
- هروح اجبيلك اسدال من اختى وانتي خشي غيري اللي لبساه ده ...
ذهبت إلي غرفه الملابس راكضه ليلتف البنطال تحت قدميها بسبب طولهِ لتسقط قبل ان تصل إلى الغرفه ، انفجر محمد ضاحكاً وهو ممسك بمعدتهِ من شده الضحك نهضت هي بتذمر وقد تناست أي شئ لتمسك بنطالها بحنق وتدبدب بقدمها على الارض كالاطفال إلى غرفه الملابس أرتدت الفستان لتنظر في المرآه بخجل ووجنتان متورتدان ... لكنهُ تلاشى عندما رأت آثار الكدمه التى على ذراعها وتذكرت ركلاتِ والدها لها التي كانت تتفاداها بذراعها انزلقت منها دموعها لتجلس على الارض شارده في هذا الذي اقتحم حياتها وقد اتخذتهُ مفراً من عائلتها ...لكن...ما ذنبهُ هو ان يعيش هكذا ماذا فعل حتى لا يعيش حياه

شظايا الغرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن