النهايه

7.2K 208 84
                                    

هلع الجميع عليها ...وانتابهم حاله من الفزع عاداها هي يمنىٰ رفيقه دربها ،،وضع محمد يدهُ اسفل رأسها والاخرى في منتصف قدمها وهو يحملها ،،ذهب بها الي اقرب اريكه ليضعها بها وفي هذه الاثناء ذهب لؤي واحضر كوباً من الماء يمدهُ لمحمد الذي ما أن امسك بهِ حتى قام برش قليلاً منهُ على وجهها الذي شحب بربشت بأعينها قليلاً حتى تعتاد على الضوء بعد هذه العتمه الذي اقتحمت كيانها الصافي وزلزلتهُ ،،نظر محمد الي بؤبؤ عيناها بأبتسامه هادئه بعض الشيء تلاشت عندما وجد ملامحها ساكنه هادئه تخلو من المشاعر نهضت بهدوء استشف انهُ هدوء ما قبل العاصفه .. لكنهُ لم يكن يعلم انهُ وبفعلته تلك كان القشه التي قسمت ظهر البعير فجعلتهُ متألماً داخلهُ يصرخ ويصيح بصوتٍ اجش
" يــــكـــفـــى ...الـــرحــمــه أرجــــوكـــم "
لكنها لم تتفوه بشئ فقد اكتفت بالصمت ،الصمت الذي من الواضح انه سيطول وسيكون رفيقها ....
ابتلع محمد ريقه وشعر انهُ بموقفٍ لا يُحسد عليه تحدث اليها بتوتر قائلاً :
- ديما ممكن نتكلم شويه على انفراد ...؟!!
ولــم يــجــد مــنــهــا ســوى الـــصــمـــت
تنهد مطولاً :
- ديما بلاش تاخدي الامور بالشكل ده انتي عندك صدمه عصبيه حاده عشان كده لازم تهدي وتهدي اعصابك ...!!!
رفعت انظارها لهُ ببرود وخطت نحو الاعلى لتذهب الى غرفتها تنفرد بنفسها ...دلفت الي الداخل وحاولت البُكاء لكنها لم تستطع
حاولت الصراخ ولكنها ايضاً لم تستطع شعرت بالألم يجتاح كيانها شعرت انهُ سيظل معها إلي آخر نفس ،،لاحت امامها فكره الانتحار لكنها سرعان ما استعاده وعيها واستغفرت ربها وقررت أن تقوم بالصلاه علها تُسكن من آلامها
وبالفعل ما هي الا دقائق وقد كانت تقف بين يدي خالقها تُناجيه وتدعوه أن يمدها بالصبر ....انهت صلاتها وامسكت بكتاب الله تقوم بقراءه آياتهُ لكنها اكتشفت انها لا تستطيع النطق حاولت ولكنها فشلت لتكمل ما بدأتهُ بدون صوت لتقف عند آيه ظلت تقرءها عده مرات

" يَـٰٓأَيَّتُهَا النَّفسُ المُطمَىِٕنَّةُ ارجِعِىٓ إِلىٰ رَبّـِكِ رَاضِيَةً مَّرضيَّةً فَادخُلىِ فىِ عِبَـٰدِي وَادخُلىِ جَنَّتىِ "

شردت قليلاً تتأمل تلك الكلمات لتغمض عينيها حامده ربها بسرها وقد شعرت أن تلك الايه تُعيدُها لرشدها من جديد وتنهدت تنهيده عميقه راضيه بقضاء الله لتقول داخلها " وعسىٰ أن تكرهو شيئاً وهو خيرٌ لكم " ...،،اتت الخادمه تحثها على الهبوط لتغلق المُصحف مصدقه وتذهب خلفها بهدوء وراحه حقيقيه لكنها قبل أن تخرج ركضت تُجلب دفترها وقلم تخط بضعه كلمات فيه :
- يا أيها التائه بين شوارع الظلام والقسوه اذهب الي ربكَ فَهُناكَ تجد النور ينتظرك برحابهِ صدر .....
تركتهم بابتسامه وهي تهبط الدرج براحه توغلت داخلها ،،ما أن ذهبت خلف الخادمه إلي غرفه الطعام حتى وجدت الطعام على المائده والجميع حولهُ منتظرين هبوطها جلست على مقعد عشوائي غير عابئه بنظرات الجميع لها لينهض محمد ويجلس بجانبها بأبتسامه بسيطه رادفاً بصوتٍ منخفض يصل لاسماعها فقد :
- انا اسف عارف اني جرحتك ممكن تديني فرصه اشرحلك ...؟؟!
نظرت اليه مطولاً ثم ابتسمت بهدوء وهي تهز رأسها بعنى نعم ...اتسعت ابتسامتهُ تدريجياً وقد علم انها لم تهز رأسها فقد لكنها هزت كيانه وقلبتهُ رأساً على عقب مد يدهُ وامسك ايديها بحب حقيقي شعر به مؤخرا ،،، اما تلك التي احمر وجهها الابيض وهي تغلي بجانب ديما التي امسكت بالشوربه  ابتسمت بهستيريه ومدت يدها في الخفاء الى طبق الشوربه الساخن وتسكبهُ على نفسها بصراخ :
- انتي غبيه انتي عايزه تمويتني .......اااااااااا ايدي مش قادره ....!!!!؟
اتسعت اعين ديما بصدمه ونهضت تنظر اليها  بسخط تحول الي ذهول تام عندما وجدت محمد يصفعها بقوه ،امسكت بوجنتها التى مال لونها للاحمرار ،، نظرت لهُ والدموع تكسو عينيها بألم لكنها لم تستطع التحمل اكثر وفرت من امامهِ راكضه لخارج المنزل بأكملهُ تبكي وتصرخ بداخلها - يـــارب - وها هي ابعدت بخطواتها الراكضه من امام المنزل تاركه لدموعها العنان وقد لاحت غشاوه امام اعينها جعلتها تعجز عن الرؤيه بوضوح لكنها لم تتوقف بل ظلت تركض ولم تلاحظ محمد الذي ادرك خطأه ولحقها منادياً بأسمها
وما هي الا لحظات ...
لحظات مرت امامهِ كالدهر وهو يرى تلك السياره الكبيره ترطتم بجسدها بدون رحمه

توقف الزمن امامه وشعر بروحهِ تحتضر ففقدانها قد يصيبهُ بالجنون لا يعلم كيف ركضت قدماهُ اليها وقد تجمع الناس من حولها  وصدح صوتهم
- لا حول ولا قوه الا بالله ...
- إنا لله وانا اليه راجعون ...

اقترب احدهم منها يجس نبضها .....لكنهُ توقف كأنها وجدت مبتغاها وتشبتت به
نظر لهم جميعا بأسف مرددا :

- مــــاتــــت .....

اما عن محمد فقد كان كالصنم ثابت لا يتحرك فقد تُذرف عينيه الدموع
حمد ربه أن شقيقتهُ قد اتى خلفه ورآه يتجه نحوها بدهشه مرددا اسمها نظر لؤي لمحمد المتجمد وقد فهم ما يمر به الان ليحملها ويذهب بها او بالأحرى جُثمانها إلي المنزل ....
وهو يقول إلي محمد :
- محمد فوق ...خلاص ده قضاء ربنا لازم ندفنها ....
وجه محمد نظره تجاهه ما أن انها جملته ليذهب خلفه كالمغيب،، دلفوا المنزل وسط صراخ سلمى التي بدأتهُ ما أن رأتها بحالتها تلك ...
قال لؤى لوالدتهُ بحكمه وآسى :
- اتصلي يا امي بأهلها عشان يغسلوها واتصلي بواحده تكفنها عشان الدفنه ....
هزت لوالدتهُ رأسها بدموع وهي تفعل ما قاله لها

دقائق وقدموا اهلها والانكسار والالم يكسوهم
وبالفعل غسلوها وقاموا بتكفينها ووضعوها في صندوق الموتىٰ ليصدح صوت والدها متشحرج قائلاً :
- المغرب هيآذن .....هنصليه عليها الجنازه في سيدنا الحسين هي بتحبه اوي ...
واجش في البكاء ،،بالفعل ذهبوا يصلوا عليها صلاه الجنازه في مسجد سيدنا الحسين
وصدح صوت المصلي يدعوا لها بعد صلاه الجنازه :
- اللهم اعتق رقبتها من النار ...اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين اللهم اغفر لموتانا موتى المسلمين اللهم اسكنها في فسيح جنات

- آمين

وذهبوا الي المدافن يقموا بدفن جُثمانها جثمان تلك الفتاه التي لم تفعل الا كل خير وقد قابله الاناس بالشر والحقد
وقابلهُ الله برحمه ومغفره
فـ " اللهُ غفورٌ رحيم "

" يَـٰٓأَيَّتُهَا النَّفسُ المُطمَىِٕنَّةُ ارجِعِىٓ إِلىٰ رَبّـِكِ رَاضِيَةً مَّرضيَّةً فَادخُلىِ فىِ عِبَـٰدِي وَادخُلىِ جَنَّتىِ "

*******

تمت بحمد الله

شظايا الغرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن