نهض ايلباب باكرا مرتباً ملابسه في خزانته ودخل ليستحم وليذهب بعدها للعمل
وهو يستحم اخذ يفكر كعادته تحت المياه
" علي الذهاب باكراً للعمل من اجل ترك انطباع جيد ولكن بعد ذلك بأشهر سأتاخر كثيراً ولن اذهب في وقت العمل ! اكره المثاليات جداً "
اخذ يدندن وهو يستحم فأكمل وارتدى بنطال اسود اللون وتي شيرت اسود اللون مع حذاء احمر
خرج يتمشى في هذه المدينه الجديده واضعاً سماعات الاذن موصوله بهاتفه وشغل معزوفة الشيطان لـ تارنتيني واخذ يفكر واضعاً يديه في بنطاله
هل حقاً ما قاله تارنتيني عن معزوفته ؟ انه رأى شيطان في منامه يعزف له هذه المقطوعه وعندما صحى من نومه شعر بما يشبه الجنون وراح يعزف ما يتذكره منها ! ام انه قال هذا فقط لانه يشعر ان على معزوفته ان تتميز بجنونها هذا
اكمل ايلباب مسيره من سكنه الى عمله وهي مسافة ما يقارب 20 دقيقه سيراً على الاقدام يمشي ويحدق في كل شيء كعادته ، البيوت ، البنايات ، السيارات ، الناس ، ولا حظ ان اغلب بيوت هذه المدينه هي بيوت صغيره وان دلت فهي تدل على حياة الناس المعتدله العاديه هنا الا بيتين كانا بجنب بعض كانا يشبهان القصور من الخارج ورأى داخل باحتهما الكبيره سيارات حديثه وهي سيارات تكاد لا توجد في هذه المدينه
ها هو ذا شاب يغطي يضع يديه في جيوبه مطأطئ رأسه يغطي رأسه في غطاء سترته الرياضيه وفي الجهه الاخرى اي الجهه التي يمشي فيها ايلباب هناك نساء وكأنهن انتهن من التسوق للتو وهن في طريق العوده الى بيوتهن ويبدون ثرثرات جداً لا يكفن عن الكلام والحركه ، نوع من النساء لا يطيقه ايلباب ولكن في طبيعة عمله فهن ممتازات جداً . مر ايلباب بجانب هاتان المرأتان الثرثارتان وكن ينظرن اليه بتمعن وتفحص والى حذائه ذواللون الاحمر الصارخ فأصبح امامهن واومئ لهن بأبتسامه لطيفه وحياهن وكانت نظراتهن متسائله حين رددن له التحيه فتعدى ايلباب هاتان المرأتان وقال في نفسه
" حسناً يبدون من اولئك النساء اللاتي يعرفن جميع اهالي المدينه ولهذا فهن حتماً يعرفن اني غريب هنا . ما الذي تجنيه النساء من هذه الاساليب والاطباع ؟ "
ابتسم ايلباب من هذه الفكره وقرر ان يستدير فأستدار وكن يراقبنه فارتبكن وشعرن بالخجل ابتسم ايلباب ورأى على الجهه الاخرى الشاب مطأطئ الراس ثانياً وهو عائد ولا حظ ايلباب انه شاب بكتفين عريضين ويبلغ طوله حوالي ال180 سنتميترا
حسناً يبدو ان ممارسة الشاب للرياضه اعطته هذا الجسد الرياضي المتناسق ويبدو ان يتمشى كثيرا ليحرق السعرات الحراريه
التفت ايلباب وبعد قليل وصل الى مقر العمل في ملابس شبه رياضيه وحذائه الاحمر ذو اللون الصارخ وحدق بهذه البنايه الواقعه امامه التي كتب على واجهتها ( مركز شرطة المدينه ) اغلق ايلباب معزوفة تارتيني لذلك الشيطان المهووس بالعزف ووضع سماعاته في جيب سترته وصعد تلك الدرجات الخمس ليدخل من الباب الرئيسي
دخل ورأى جمعاً من الشرطه يتحركون وكان المركز ضاجاً قليلاً بالحركه ولكن ليس صاخباً وتبدو وكأنها حركات روتينيه يفعلها الموظفين
سار داخل المركز محيياً برأسه كل من يصبح قريباً عليه ولكن تبدو النظرات غريبه له ربما بسبب حذائه الاحمر . ظل يخطو ببطىء وينظر لكل شيء الى ان استوقفاه شرطيان قال له احدهما
" ايها الشاب هل نستطيع ان نخدمك بشيء "
" مرحبا ً، نعم هل يمكنكما ان تخبراني اين استطيع ان اجد المدير سامي كريم ؟ "
نظرا لبعظهما بأستغراب
" ايها الشاب ان اردت ان تقول شيئا او شكوى او اي شيء فدعنا نقوم بمساعدتك لان المدير ليس الشخص الملائم لمثل هذه الامور فأخبرنا "
نظر اليهما ايلباب بوجه مبتسم
" طه وعلي انتما صديقين مقربين جداً ولن ازعجكما ولكن ساطلب من احدكما ان يذهب للمدير سامي ويخبره ان ( ايلباب اخاه ) هنا وسأنتظر الرد "
نظرا اليه فأراد علي الكلام لكن استوقفه طه واخبره ان يذهب للمدير. وما ان ذهب علي حتى تكلم طه
" ايها الشاب لفت انتباهي امران ، الاول انك عرفت اسمينا ولكن علمت انك نظرت الى بطاقة الاسماء فوق صدورنا ، على الرغم انه لن يفعل الكثير من الاشخاص هذا الى انك فعلت ، ولكن ما لفت انتباهي حقاً هو كيف علمت اني وعلي اصدقاء مقربون ؟! "
رد ايلباب
" حسناً في الامر الاول انت محق تماماً بالنسبه لبطاقة الاسماء "
فكر ايلباب في نفسه " هذا الرجل ذكي لانه فكر سريعا ولم يدع كل شيء للسؤال ، يستحق التقدير "
واكمل ايلباب جوابه
" اما الامر الثاني فهو عندما تكلمتما انتما الاثنان لم تتكلما سويه ، كان احدكما ينصت والاخر يتكلم وعندما يحدث العكس يتكلم الاخر وينصت الاخر بلا كلام . وبالرغم من تكلمكما كل على حدى الا انكما لم تتكلما بصيغة المفرد بل قلتما ( نستطيع ، نخدمك ، اخبرنا ) هذا يعني انكما سويه دائما حتى خارج نطاق العمل ، هل كان تحليلي موفقاً عزيزي طه ؟ "
كانت نظرة طه تدل على الدهشه كان يريد ان يسأل الشاب ( من انت ؟! )
لكن في هذه الاثناء عاد علي وقال لـ طه
" دعنا نأخذه امرني المدير ان نحضره الى مكتبه "
نظر طه لـ علي فأراد ان يفهم شيئا لكنه علم انه لم يفهم شيئا من المدير
اخذه الشرطيان الى مكتب المدير وشكرهما ايلباب بأدب
انتظر الشرطيان دخوله فقال طه لـ علي ما حدث وبدت علامات التعجب من هذا الشاب على وجه علي
ووقفا خارجاً الى ان خرج المدير سامي وايلباب . قال لهما المدير
" حسناً انكما هنا خذا السيد ايلباب أخاه الى مكتب المحققين الشاغر لدينا وليجهز مكتبه بكل ما ينقص "
اتسعت عينا طه وعلي
( شاب بهذه الملابس محقق !! )
فكر علي ( صاحب الحذاء الاحمر هذا محقق !! )
نظر اليهما المدير بعد ان تأخرا بتنفيذ الامر
" نعم انه المحقق الجديد ولا يغرنكم شكله فهو صاحب عقل ذكي وهذا ما يحتاجه عملنا وليس حذائه الذي في قدمه ، هيا دلاه على مكانه "
ابتسم ايلباب لكلام المدير الذي مدحه تواً فقط لانه قرأ السيره الذاتيه المرفقه بملف ايلباب وعلم انه هو الاول في كل شيء ولم يكن ايلباب الا شرطياً مرافقاً لمحقق ولاحظه ولاحظ رؤسائه انه يتمتع بعقل ذكي في كثير من القضايا ولم يبق شرطياً الا بضع اشهر حتى نجح بأختبار المحقيين كأصغر عضوٍ فيها ونجح بتقييمات جيده جداً وها هو ذا اتٍ لهذه المدينه ليشغل فيها مركز المحقق رغم كونها مدينه ليست بكبيره لكنهم قررو وضعه هنا وحده ذلك المحقق الذي لا يوحي شكله كذلك ابدا
اخذه الشرطيان لمكتبه وقال طه
" نحن نعتذر سيدي "
اجابه ايلباب " على ماذا الاعتذار صديقاي لا يوجد داعي للأعتذار صدقاني "
ابتسم ايلباب بوجههما وذهب ليجلس على مكتبه ووضع رأسه كرسيه واغمض عينيه واعاد وضع سماعات الاذن واعاد تشغيل مقطوعة تارتيني ( معزوفة الشيطان ) ، شابك يديه فوق حجره
ووقف بعد لحظات ليرتب مكتبه الذي يعلم انه سيخربه لاحقاً .
أنت تقرأ
خيوط قاتله
Mystery / Thrillerما لا يتناهى الى عقلك سيأتيك ما لا تعلم عندما لا تعلم انه قادم