الجزء الاول

4.2K 52 0
                                    

مصطفى شاب وسيم مبتهج للحياة ، خفيف الظل دائم الضحكة والمزاح لا يكترث بمصاب الحياة .
اشتهر وسط أقرانه وبين اقاربه.بالفكاهة والضحكات الجميلة،
لا يحلو مجلس إلا به ولا رحلة بدونه ،
يرسم دائما الابتسامة على وجوه الناس ، وكان دامس الخلق شديد الحياء ،متحمل لمسؤلياته، عندما يجالس من اكبر منه عمرا تجده حكيم وذو رأى قاطع ، وكان شديد الرومانسيه ،مرهف الاحساس ، يتمنى ان يجد من يعشقها وتعشقة ،و يغدق عليها بحبه و بحنانه ودفء مشاعره ولكن ليست كل النساء يهواها ،فهو يريدها تشبه فى صفاته او تكمل نصفه الاخر ،يريدها جميلة زكيه خفيفه الظل ..الخ !
و ذات يوم مرض" مصطفى " مرضا شديدا وذهب مع والده لاكثر من طبيب ولكن دون جدوى لم يتحسن ابدا فأخذه والده لي اكبر الاطباء وكشف عليه وأعطاه الادويه الازمه لمرضه وبعد فترة تحسن مصطفى وذهب لطبيب لكى يرى فاعلية الدواء فطلب منه بعد التحاليل الشاملة !
و بعد ان انهى مصطفى تحاليله  وذهب الى طبيبه .
رأى الطبيب نتيجة التحاليل، اصابته الدهشه ، فقال لمصطفى تحاليلك جيدة وبخير الحمد الله ، ولكن !
فنظر له مصطفى وقال ولكن ماذا ؟
قال الطبيب : يوجد تحليل ليس جيدا !
فرد مصطفى اي تحليل
الطبيب :  التحليل المنوي ! للاسف ليس جيدا وقد يترتب على هذا عدم قدرتك على الانجاب " عقم "
فاصابت مصطفى الصدمة والدهشة وقال للطبيب لا اظن هذا لعلهم أخطأوا فى نتيجة التحاليل !
فهدا الطبيب .مصطفى وقال له اهداء .
سوف ارسلك الى احد افضل المعامل لتجري تحليل اخر ،فذهب مصطفى الى هذا المعمل واجري التحليل مرة اخرى وبعد ثلاثه ايام ظهرت النتيجه واخذها وذهب لطبيب مرة اخرى فلما شاهد الطبيب نتيجة التحاليل.

ظهرت على وجه ملاح الحزن والآسى وقال لمصطفى اسف يا استاذ مصطفى نتيجة التحاليل سلبيه ومطابقه للتحاليل القديمة ،وتثبت عدم توفيقك فى الانجاب ،
ولكن لا تيآس من رحمة الله
.الله قادر على كل شىء وكريم ،
ابتسم مصطفى للطبيب والحزن يتملقه وقال الحمد الله على كل شىء ،
وقد كان مصطفى فى بدايه حياته وريعان شبابه ، فذهب الى البيت ودخل على اهله صامت على غير عادته ،
فقد كانت عادته ان يحدث ضجة عند دخوله ويضحك ويمزج مع من بالبيت ، شعرت والدته بشىء غريب به فاقتربت منه وقالت ماذا بك يا مصطفى ؟
فتبسم ابتسامه تخفي خلفها اﻵاام الرهيبة .
وقال لامه لا شىء يا امي انا متعب فقط ،
ثم دخل غرفته واغلق عليه بابه ، وجلس وقد سبقته دموعه على وجنتية ،فقد احس بهوان نفسه عليه وقال لنفسه ماذا تخبئى لي الايام يا ترى؟
بعد عدة ايام صار مصطفى لا يضحك وتغير كثيرا.
فاصبح شخص غير الذى يعرفه الناس شارد الذهن قليل الابتسامه يخيم الحزن عليه ،
حتى لم تعتاد امه ولا اهله السكوت على حاله ،
فدخلت عليه ذات مرة وقالت يا ولدى ماذا بك لقد اتعبنى حالك فلم تعد ابنى الذى اعرفه قل لي ارجوك ولا تعذبنى ! فنظر لامه وقد ملاء الحزن عينيه ،
وكأنه اراد ان يبوح لها بهذا الحمل الثقيل ، ولكن تردد فشعرت امه بتردده ، فقالت له استحلفتك بالله ان تقول لي ما بك ولا تدعنى اتعذب بسببك يا ولدى ، فرق قلبه لامه ونظر لها وقد هرب بعبنيه من النظر اليها ،
وقال التحاليل اثبتت ان عندى عقم يا امي بسبب مرضى ، فذهلت امه وصكت وجها ، وقالت كيف هذا ؟
هذا غير صحيح بالتاكيد . فقال مصطفى لامه ارجوكى اهدئى يا امي هذا ما حدث صدقينى .
فجلست امه تبكى بحرقه وبالم على ابنها الذى كانت تتمنى ان ترى له ابناء فقد كان بار لها مطيعا وكانت تحبه حبا جما ، خيم الحزن واﻵسى على البيت بعد ما علموا بالخبر . كان مصطفى موضع اعجاب لكثير من الفتيات ، وكان يفاضل بينهم فى ارتباطه باحداهن .
ويقول لامه لن اتزوج إلا عن حب وانا لم اجد من احبها حتى الان ، مرت فترة كبيرة على هذا الحال .حتى جأءت ام مصطفى اليه واخبرته بوجوب ان يتزوج ويعيش حياته الطبيعيه ، فاعرض مصطفى عن الفكرة وقال لامه كيف اتزوج بواحدة واحرمها من الاطفال . ومن هى التى تقبلنى على هذا الحال ،
ارجوكى يا امى لا تتكلمى بهذا الامر مرة اخرى ، قالت له يا مصطفى كثيرا من الفتيات يتمنونك ويرغبون بالزواج منك لدماثه خلقك وشخصيتك الجميله المرحة !
فقال لها هذا كان بالماضي لكن لو علموا بالامر لن يقبلوا ان يعيشوا بدون اطفال !
هذة غريزة باى انسان يا امى
من حق اي فتاة ان تكون ام .
فقالت اذا تزوج ابنه خالتك "رباب " فتاة طيبه وجيدة جداا وهى تحبك حبا كبيرا ولن تمانع ابدا فى الزواج منك ،
فقال لها رباب يا امي فتاة جيدة ولكن ليست جميله وهى اقل واحدة بالعائله عقل وجمال وليس بيننا اي تكافؤء ابدا فى اي شىء ،فنظرت له امه وكانها تقول له إرض بالامر الواقع .
وقالت هى من ستتحملك يا بني صدقني . ثم قالت سوف اذهب لهم زيارة وافتح لهم امر الزواج ،
فقال لها و حديثيهم لهم عن موضوع العقم يا امي ولها حريه الاختيار ،
ذهبت والدة مصطفى الى منزل اختها لطلب يد ابنتها "رباب" لمصطفى .
وعندما دخلت عليهم وسلمت ، وجلسوا يتسامرون ، قررت والدة مصطفى ان تبوح بما جاءت من اجله ،
فقالت : ان مصطفى اراد ان يخطب ويتزوج وظل يفكر كثيرا من تناسبه وتكون شريكة حياته !
فقالت اختها مصطفى شاب مثالي وتتمناه اي فتاه ، وكانت رباب تجلس واختها بجوار والدتها وهى تحدث نفسها عن تلك المحظوظه التى ستتزوج مصطفى وتكون شريكة حياته .
وتقول بالتاكيد ستكون جميلة جدا ورائعه مثله
وبينما تحدث نفسها .
قالت والدة مصطفى انا اخترت له عروسة من العائلة وهو وافق عليها
.فقالت رباب من ياترى سعيدة الحظ التى وافق عليها مصطفى ؟!
فانا اعرفه له اختيارات صعبة كثيرا .
فقالت ام مصطفى لقد اختارنا رباب .
ففكرت خالته وابنتها رباب بكل من اسمها رباب بالعائله غيرها هي !
فقالت : رباب ابنة من ؟.
فقالت والدته ، رباب ابنتك انتى فتملك الدهشه خالة مصطفى ورباب واختها !
وصمتوا وكأنهم لا يصدقون ابدا ما قيل !
فقالت خالة مصطفى معقول رباب ابنتى هو من اختاراها عندها نهضت رباب بعد خجلها ولم تسطتع ان تخفي فرحتها ودخلت الى غرفتها وظلت ترقص فى غرفتها ولا تصدق ان مصطفى اختارها وتقول انا اكيد نائمة .
هذا مستحيل
مصطفى سيتزوجني انا !
كم كنت اتمنى ان امر فقط بخاطره وليس اكون زوجته. بعد دخول رباب غرفتها قالت والدة مصطفى لي اختها على وضع مصطفى وقالت هو اصر على ان اخبركم بكل شىء ولكم حريه الرآي .
فصمتت خالة مصطفى حزينه على حال ابن اختها .
وقالت سوف اخبر رباب واري ماذا تقول !
وبعد مرور وقت قصير تركت والدة مصطفى اختها وانصرفت الى بيتها فى انتظار رد رباب واهلها .
وقالت لمصطفى لقد تكلمت معهم وفى انتظار الرد .
وبعد مرور ثلاثه ايام اتصلت خالة مصطفى على والدة مصطفى تخبره بالموافقه .فسرت والدة مصطفى وفرحت جداا وابلغته .
ولكنه لم يفرح بل كان الامر لا يمثل له شيئا هام.
فاخذت والدة مصطفى ابنها وذهبت لزيارة العروسة .
ولما دخلا حاول مصطفى ان يظهر سعادته حتى لا يجرح رباب .
وظلا يتحدثون .فقالت له رباب متعجبة. !
بصراحة الفتيات وكل من عرف بالخبر يقولون كيف خطبك مصطفى ؟
ولما انتى بالذات ؟.
وكأنهم يحسدوننى عليك !
فقال لها مصطفى انتى فتاة جيدة وصالحة وعلى قدر المسؤليه ورضيتى بظروف عقمي !
فقالت له رباب اي فتاة تتمناك والاطفال ليست كل شىء انت تكفيني .
انا احيانا لا اصدق نفسي امسك مصطفى بيدها وضغط عليها برفق .
ثم انصرفوا واتفقوا على موعد حفلة الخطوبة .
وجاء موعد.الحفلة بعد مرور بضعه ايام وكان كل من بالحفل يتعجبون ومندهشون لما اختار مصطفى رباب وهى بعيدة كل البعد عنه .
وكان مصطفى يهرب من نظراتهم واسئلتهم ؟!
عن اختياره لرباب .وبعد مرور شهرين اتفقا على الزواج والبناء بها
. وعند اقتراب موعد الزفاف . حدث امر هام ! ماذا حدث ؟
تابع

رجل الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن