الجزء السادس

1.7K 34 3
                                    

بعدما وجد مصطفى نفسه وقد حاول اهل ناني تصديق ابنتهم شيماء واستغلال هذا الموقف للضغط على ناني للطلاق والانفصال عنه .
نظر مصطفى الى ناني وقال لها لا اهتم بما قالوا او فعلت اختك او بما يخططون !
ما يهمني هو انتى يا ناني هل تصدقين ما قالته شيماء فوضعت ناني عينها في الارض وقد ملاءها البكاء وذرفت الدموع !
فقال لها تكلمي يا ناني ارجوكي .
اتذكرين حديثك لي ان شيماء تحبك .
وقد نفيت وقتها ذالك فقالت ناني نعم اذكر يا مصطفى .
فقال لها لقد اردت الا تكون بينكم فتنة بسببي !
وقلت انها مع تجاهلي لها ستعود الى رشدها .
اتذكرين عندما كانت عندنا فى منزلنا واضجعت امامي وامامك على الاريكه وقد تملكني الخجل .!
اتذكرين كذا وكذا وظل مصطفي يذكر ناني بمواقف شيماء السلبية!
فقالت ناني نعم اصدقك يا مصطفى فنظروا لها وتعجبوا كيف تقول هذا وتكذب اختها .وانهالوا عليها بالسب وقام والدها ولطمها على وجها .
فقالت ناني نعم هو صادق وانا اثق فية جدااا .
فقال والدها يجب ان تطلقها وتخرج من حياتنا . فقال مصطفى ليس من المستبعد ان تكونوا خططوا لذالك لكى انفصل عن ناني ونبتعد عن بعضنا البعض . خرج مصطفى من منزل عائله ناني وعاد الى منزله بعد رفض والد ناني ان تعود معه .
وثاني يوم اتصل عليه والدها من اجل الطلاق .فقال له لن اطلقها الا اذا طلبت ذالك بلسانها !
فنادى والد ناني عليها وقال لها اخبريه انكى تريدى الطلاق .
فاخذت الهاتف من والدها وحاولت ان تتكلم ولكن وجدت صعوبه كبيرة فى قولها لمصطفى فضربها والدها وضغطوا عليها حتى قالت لمصطفى نعم يا مصطفى اريد الانفصال .
فنزلت تلك الكلمات على مصطفى اثقل من الجبال الرواسي فقال لها حسنا يا ناني سوف احضر فى الحال.
ذهب مصطفى الى مكتب الماذون الذى كان قريب من منزل ناني. وكانت ناني مع والدها ووالدتها ينتظرون قدومه .فلما دخل عليهم لم تسطيع ناني ان تجعل وجها فى وجه مصطفى .فقال مصطفى لناني انا اشكرك يا ناني على تلك الايام الجميلة التى عشتها معكي .فقد كنتى خير زوجه وخير حبيبة .
وقد تحملتينى برغم عقمي .لن انكر فضلك فى تغيير حياتى للافضل . ولكن هذا قدر الله ان اكون عقيم !
. وليس بيدى ان اختار قدري .
كنت اتمنى ان اظل معكي الى الابد ويربطنا طفل يكون منكى ومني .يكون رباط قوي بيننا حتى لا يفرقنا احد .كان مصطفى يتحدث لناني وهو يحاول ان يظهر انه قوي جدا وكان يحبس دموعه وراء تلك القوة الظاهرة .
ولكنه كآن ثمة نار تحترق بداخله. استمعت ناني لمصطفى والدموع تتساقط منها بغزارة .
وقالت له ارجوك يا مصطفى لا تصعب علي الامر .
فقال لها انا اسف ولكن شعرت اني يجب ان اشكرك على كل ما قدمتية لي !
نظر الماذؤن لهما فقال انتم تحبون بعضكما فلما الانفصال والطلاق .الاطفال ليست كل شىء .
فقال له والد ناني الامر انتهى يجب ان ننهى الامر الان
وجه الماءذؤن بعض كلمات الطلاق لمصطفى فنطق بها مصطفى بصعوبة بالغة .
ثم توجه الماذؤن لناني لنطق صيغه الطلاق فلم تسطيع الكلام .حاول معها الماذؤن ولكن لم تسطيع النطق فلطمها والدها لطمة خفيفة لكى تتكلم .

.فتكلمت ورددت خلف الماذؤن الصيغة بصعوبة وعندما انتهت . قال الماذؤن تم الطلاق !
كلمة ثقيلة ومؤلمة حقا سمعها مصطفى وناني وكأنهما نائمان و يرون كابوسا .
لم يتخيل مصطفى وناني انهما افترقا الى الابد .وانهما لن يذهبا الى البيت .ذالك البيت الذى جمع بينهما اجمل الذكريات نظر مصطفى الى ناني نظرة الوداع ولكنها اخفت عيونها عنه ودموعها .
وقع مصطفى على اوراق الطلاق وانصرف من ذالك الطريق الذى كثيرا ما مشى فيه وشهد علية الليل والنهار .وكان هذا الطريق يرى ويشهد على حب مصطفى وناني. ذهب مصطفى الى بيت اهله .وسالته والدته عن ناني فقال لها ما حدث فبكت فتظاهر مصطفى بالقوة وقال يا امى هذا الزواج كان سوف يفشل عاجلا او اجلا .
انها يجب ان تعيش حياتها وتتزوح وتنجب اطفال هذا حلم كل فتاة ! ابتسم مصطفى فى وجه امه ووالده .ليظهر لهما عدم تاثره بما حدث !
ثم استأذنهما وانصرف الى بيته .حاول والده ان يجعل مصطفى ينام تلك الليلة فى بيت العائله. ولكنه رفض واصر على الذهاب والمبيت فى منزله منزل الزوجية .
وصل مصطفى الى البيت وما ان دخل واغلق الباب خلفه حتى انفجر بركان الحزن الذى بداخله وتدفقت دموعه ونزلت بغزارة تلك الدموع التى حبسها كثيرا .وتظاهر بالبرود والقوة !
ظل يبكي بشدة
ولما لا وقد انتظر تلك اللحظة التى يبكى فيها ويخرج تلك الهموم التى حملها !
تجول مصطفى فى بيت الزوجيه الصغير وهو يبكى فكل مكان فيه كانت به ذكرى جميلة مع ناني . كان مصطفى يرى ناني فى كل مكان فى البيت .على الاريكة فى المطبخ وهى تحضر له الطعام .وهى فى دورة المياة وتغسل له راسه بيدها فى غرفة النوم وهى تحتضنه.
وتطيب خاطره من مصاعب الحياة .
وكان يتجول فى البيت ودموعه لا تفارق عينه ثم جلس على تلك اللاريكة التى كانت تجلس عليها ناني وتحبها .ووضع رأسه بين قدميه وعلى يده وظل يبكى ،
ثم فجاة سمع صوت ناني تنادى عليه مصطفى مصطفى !
رفع راسه بسرعه لمصدر الصوت .فرح مسرور ولكنه لم يرى ناني
فظل يبحث عنها فى البيت بجنون ويقول اين انتى يا ناني !
ولكن لم يجدها ، فعلم انها ليست موجودة .وانه يتخيل وانها كسراب فقط يحسبه الظمأن ماء.
عندها امسك مصطفى بقطعه قماش ووضعها فى فمه .لكي يصرخ ولا يسمعه احد وظل يصرخ بشدة .
صرخة مكتومة جدااا !
مرت ايام وليالي سيئة جدا على مصطفى واصبح ليله نهار ونهاره ليل .وبعد مرور عدة اسابيع حدث شىء غريب ماذا حدث ؟

رجل الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن