الجزء والثامن والتاسع والاخير

2.4K 64 17
                                    

بعد ان قابل مصطفى  ناني امام  العمل  وكانت فى انتظاره  وعلم  كل طرف منهما  ان الاخر  ليس  بخير
ذهبا الى حديقة  لها  ذكريات  جميلة معهما  .فقد شهدت  أشجارها  وأزهارها   على حبهما  .
ولاول  مرة  يدخلان  ولا يمسك  مصطفى  بيد  ناني.بسبب   الجدار الذى وضع  بينهما   والحاجز المعنوي  والشرعي
لانها  اصبحت  ليست زوجته .
دخلا  وأصرت  ناني  على الجلوس  تحت  تلك الشجرة التى كان يحب مصطفى الجلوس تحتها  وبعدما  جلسىَ
نظر  كل منهما  للاخر   وسكتت الوجوه  وتكلمت  العيون
فقالت  كل ما خشي  اللسان  ان يبوح  به.
وطال الصمت وبقيت العيون تتحدث  حتى  نزلت دموع  ناني  فقال  لها  مصطفى  ماذا بكى يا  ناني تحدثي ؟
فأمسكت بأصابع يده   وقالت  انا  لا  استطيع  ان  اكمل حياتى  من غيرك  يا  مصطفى ، لقد تركت  فراغا  كبير جدا يا حبيبى  لم يعد للحياة  طعم  ولا رائحة .
قاطعها  مصطفى  قائلا  ارجوكي  يا ناني  لا  تُصعبي على الامر اكثر  من ذالك لقد  كنت عبئا  عليكى  وعلى اهلك .
عندها قالت  لا تكلمنى عن اهلى  لقد انهرت  فى البيت بعدما  تم الطلاق و تشجارت معهم  وظللت فترة كبيرة  بدون طعام  ولا اتكلم  معهم  بسبب انفصالى عنك.
فقال مصطفى  ولكنك  وافقتيهم  وصدقت اختك  مع يقينك انها  كاذبه ، 
ردت ناني  لقد تحملت ضغوط كثيرة  لا يستطيع ان يتحمله  بشر  و فى لحظه  ضعف  وافقت  ولكن  لا تعلم ما حدث  لي  بعد الطلاق والانفصال. لقد اخذت روحي معك يا  حبيبى .
وبقيت  جسد  فقط يتحرك بلا روح .
فكر  مصطفى بكلام  ناني ولكن  علم ان  عودة ناني له  تعنى انها  ستحرم من الاطفال الى الابد . وانه برغم  قسوة البعد  ف نار الفراق  ارحم  من جنة  الرجوع . وفكر مصطفى بعقله   وأصر ان يواصل  الابتعاد  .خاصة انه تجاوز اصعب  لحظاتها  .وهى الطلاق  
ففضل ان يعطى ناني  حقها فى الانجاب وان تكون ام
حتى لو على حساب  قلبه  وسعادته.
فنظر لها  وقال  ناني  انا  تزوجت  وسعيد  مع زوجتي
واحبها كثيرا  وهى معها  اطفال  احبهم  ويحبوننى  وانا مسؤل  عنهم  امام الله!
ظن  مصطفى ان ناني  ستبتعد عنه  بعد ما علمت  بزواجه. ولكن  ناني  قالت  له  الله  قد احل  لك  الزواج  من اربعه  نساء . نتزوج  ولا اريد منك  سوى ان تكون معي لا  اريد  اطفال   ولا اريد  اهلي  اريدك  انت  وظلت  تبكي .وأرتمت  فى حضن مصطفى .
شعر  مصطفى ان قلبه  يكاد  ينفجر  من الالم  و الحزن  و الاشتياق ولما  لا  وقد كانت  ناني    الهواء  الذى يتنفسه  مصطفى . وكانت  قلبه الذى ينبض و دمائه التى فى شريانه. تمنى مصطفى  ان لا تبتعد  ناني  عن  حضنه  وقلبه  فقد  شعر  انها  مثل الدواء الذى  اغلق  جراحه
وبدأت السعادة تملاء  قلبه  ويشعر انه  على قيد الحياة .
فبدأ  يضعف وهم  ان  ياخذ  ناني  ويعقد  عليها  عند المأذون .ولكن  تماسك   وحبس  دموعه  وقال  لناني
ارجوكى  ابتعدى عني  واتركينى  اعيش  حياتى  من غير الم  او عذاب . لا تجعلينى اتعذب وانتى  بعيدة عنى كما كنت اتعذب  وانتى معي  .واشعر انى اتسبب لكي  بالحرمان  ان  تكونى ام   ولكى ابناء !
ارجوكى ابتعدى  واستمرى بحياتك  فسيرزقك  الله  بخير  مني وافضل  مني .
و انصرفت  باكية .  ولم  تودع  مصطفى  وقالت  سيكون مصيرى مجهول  بسببك  فلقد جاء لي اكثر من  عريس ورفضتهم  جميعا  من اجلك  ثم  انصرفت !
حزن  مصطفى جدا  وشعر ان  ذالك  الذنب  لن  يغتفر  سواء  بقى مع ناني  او فارقها . وانصرف  حزين  الى جحيم  شاهندة   واطفالها .
مر  عامان  على زواج  مصطفى  وشاهندة  وكان الشجار والحزن  وعدم التفاهم  بينهما كبير  وتسلط  شاهندة   وبخلها   وإهمالها  لمصطفى  ذاد  عن الحد الطبيعى.
وتشجيعها  على إساءة  الاطفال  لمصطفى  .
مع العلم  انه يعاملهم  كأب  وحنون جدا  معهم .حتى جاء يوم  واخطاء الاطفال  فى مصطفى  فاراد  مصطفى ان يعاقبهم  مثل  اي  اب  يعاقب اولاده .  وكان العقاب  ان يحرما  من الكمبيوتر ولكن  رفضت الاطفال واشتد الحديث  معهما  .وفجاة  جاءت  شاهندة   وقالت  لمصطفى .ليس من حقك  ان  تعاقبهم  هم ليسوا اولادك.ولا تعلم  هذة المشاعر   لانك لم تجربها  قبل ذالك .!
كانت تلك الكلمات  الصادمة  والجارحة لمصطفى  القشة  التى قصمت  ظهر  البعير !
فقرر مصطفى  الانفصال عنها  وقال لها  شكرا   لقد استنفذتى  كل الفرص لاصلاح  العلاقة بيننا  والحفاظ على هذا الزواج .  وذهب الى والدها  واتفقا  على  الطلاق .وحاول اهلها  إثناء مصطفى عن الطلاق ولكن الامر قد  انتهى  نفسيا  بالنسبة  له . تم  الطلاق . وبعد مرور  شهر فقط رن هاتف  مصطفى  من رقم  غريب !
رد  مصطفى   الو  من ؟
المتصل  كيف  حالك  يا مصطفى
الحمد الله  من معي ؟
المتصل  انا  شاهنده كيف  حالك ؟
مصطفى  انا  بخير الحمد الله
شاهندة  مصطفى انا  افتقدتك  كثيرا   وتركت فراغ  كبير . ولم  اعرف  قيمتك  الا  بعد  الابتعاد  عنك  شعرت انى فقدت  شيئا  كبيرا  بحياتى .
رد  مصطفى  شكرا على هذة المشاعر النبيله  يا  شاهندة  ولكن  لن يجدي  هذا  .فقد كانت حياتنا  عذاب   وتجريح
ارجوكى اتركي   بعض الذكرى الجميلة  بيننا .
بكت شاهندة  وقالت  كنت اظن انك ستسامحنى   وتعود لي فانا احبك  جدا  .
اعتذر مصطفى    واغلق  الهاتف  والامل  فى جهه شاهندة .والذكريات  السيئه  والجراح!
وبعد مرور عام  اخر  وفى احدى ايام  العمل   سمع  مصطفى من صديقة ناني ايام  مزاولة  العمل معهم  انها  تزوجت  وانجبت  طفلا  جميلا  واسمه  مصطفى
وانها  انفصلت  عنه  لانه  لا يقوم بدورة  فى البيت  كرجل  .ولا يعمل   ويضربها  ويهينها  . وانها  هى التى كانت تعمل  وتنفق على البيت .
فشعر مصطفى  بالحنين   لناني  بالرغم  من حزنه  عليها  وعلى ما حدث  لها  .ففكر  انها  الان معها طفل  والامر اصبح  جيدا   لو عاد اليها  .فسال  مصطفى  عن مكان عمل ناني من صديقتها  واخبرته عن مكانها .
فى صباح  الغد  ذهب  مصطفى لعمل  ناني  وكانت جالسه على مكتبها  وراسها  وعيناها  فى بعض الاوارق  وتكتب  بالقلم  .فوقف  امام  مكتبها   ونظر لها  وابتسم   . كانت ناني  تعرف  رأئحة  العطر الذى يضعه  مصطفى   ولما  لا  وهى من اختارته  له  اثناء الخطوبه بينهما  . فشمت  رائحته  وفكرت قليلا  هل معقول  هذا  ام شخص  اخر   فرفعت  راسها  لترى صاحب العطر المميز .وكانت مفاجاة   لها  كبيرة  جدا  من ؟   مصطفى 😱😱  فوقفت   مذهوله  والسعادة تملاء  وجهها ، فمد مصطفى  يدة  لها  لكى يمسكها   وهو مبتسم   فاعطته  يدها فقبلها   واندفعوا الاثنان  فى احضان  بعضهما  .وبداء التصفيق  الحار  من الحاضرين .
اخيرا بعد كل الفراق  هذا  عاد مصطفى  وناني  الى  بعضهما  وعاد الحب الكبير  الى مكانه الطبيعى  كانت  لحظات مؤثرة  جدا  بينهما  بكت  ناني  وهى تحتضن مصطفى وبكي مصطفى   واصبح الموقف يشتد  حراره   ودفء . وتعاهد  الطرفان  ان لا يفرقهم  اي شىء مهما  حدث .واصبح مصطفى  اب  حقيقى  لمصطفى الصغير  ابن ناني  وعاشوا  فى سعادة بالغه  .#النهايه 😆😆

رجل الاحزان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن