الفصل الثامن عشر

790 24 2
                                    

رواية غزالة الفرعون

Majda Taibi
الفصل الثامن عشر
عيني لم تنم يا غالي
ليالي الحب طويلة
والانتظار يقتلني كل ليلة
الشوق .. الشوق ..الشوق
بات قلبي كالبستان القحط
ما إن تدخله أنت يزهر
لا بالورد ...
لكن بالود

عم المساء .. سكن الظلام المدينة .. وسكن القلوب .. روح مذبوحةّ.. روح مجروحة..روح تنتظر .. روح تتألم .. ورح تتأمل .. سكنت النجوم عنان السماء .. من يراها يراها مضيئة مثل الشعاع مثل النور ..مثل الشمعة ... لكن ما تقترب .. تعمئ عيناك من ظلامها البهيم ... ظلام كاحل .. دامس .. حارق ... كانت حالتها الآن .. وهي تشعر بأن أحد معها في الغرفة .. عاجزة عن الحركة.. بسبب قيودها ..
اقترب ذاك القاسم منها بكل وقاحة .. بعد أن فصل جسمها بعيناه الخبيثة .. اللعنة على هكذا بشر .. اللعنة... مع اقترابه.. منها .. فتح لها تلك القماشة التي كانت تغطي.   فمهاو عيناها العسلية .. وما إن رأته .. حتى زاد ذاك الرعب في ثنايا قلبها .. زحفت بقوى ضعيفة إلى الخلف .. هاربة من أنيابه الجائعة .... ومع كل خطوة تخطيها .. يزيد هو في الاقتراب .. كان مثل المجنون .. مرة يضحك وهو يرى خوفها .. ومرة يكشر ملامح وجهه لتصير لوحة غاضبة .. وهو يتذكر أنها زوجة الفرعون
القاسم بخبث : دائما ابن عمي محظوظ في اختياره للنساء .. لكن أنت فقت الخيال أيتها الحسناء 
غزل بتوتر: اب. .. ابن عمك ..من تقصد ??
قاسم بعد أن أطلق ضحكة شريرة خبيثة: لا تقوليها أيتها الغزالة .. ألم يخبرك ابن عمي .. الذي هو زوجك بأن له ابن عم .. لو تعلمين أن العلاقة بيننا مثل الإخوة .. بل أكثر .. زوجك ذاك حبيب قلبي
غزل بفرحة ساذجة: حقا .. هل تعني أنك هنا لإنقاذي .. تع
ليقاطعها القاسم بضحكة أخرى أخبث عن التي قبلها ..
لم أتوقع أن تكون زوجة الفرعون بهذا الغباء .. هكذا صاح قاسم وأضاف بمكر شديد
هل تعلمين أنك أجمل من لينا .. إنه محظوظ حقا
غزل بتساؤل مريب وقد أوشك الخوف على شل قلبها الضعيف
من هذه .. لينا??
قاسم بعد أن أخذ كرسيا وجلس مقابلا لوجهها : لا بأس بأن ندردش مع بعض .. قبل أن نستمتع .. لينا هذه كانت خطيبة ...بل زوجة الليث ... وقد رماها و تخلى عنها ..مثلما سيفعل معك الآن يا حلوتي .. هل تعلمين أنني أفضل منه في التعامل مع النساء ..
كلمات قالها .. أشعلت زر الخطر في صدرها .. وأصبح تنفسها يضطرب... خاصة أنها تعاني من ضيق التنفس
أخرج قاسم .. حبة مخذر من جيبه و تناولها .. وأخذ بعدها ثلاثة أخرى.. صائحا وقد بدأ يعيب عن وعيه .. ويفقذ عقله : هيا يا صغيرة .. سأريك كيف يكون الحب
ابتعدت غزل عنه .. مبتعدة ..مبتعدة ..إلى صدم ظهرها بالحائط .. و لا مفر لها الآن .. خاصة وهي مقيدة الأيدي و الأرجل
رمى بقميصه .. إلى البعيد .. و أمسك بحزام سرواله .. لفه على يده ..
جحظت عينا الغزالة أكثر .. وبدأت ..تصيح فيه : ابتعد.. ابتعد أيها الحيوان .. الفرعون سيقتلك .. يا عديم الرجولة .. لن يتخلى عني .. ابتعد أيها الوحش الحقير ...
وما إن سمع كلماتها تلك كأنها صبت المياه على النار .. زاد غضبه .. وبدأ يضربها بذاك الحزام الجلدي على جسدها غير مكترث بصراخها أو بكائها ..
قاسم صائحا بحقد: كل شيء هو .. الليث فعل .. الليث عمل .. كن مثل الليث .. انظر لليث .. لديه الجمال و الوسامة و المال وو السلطة .. وكل نساء العالم تمدحه و تحبه .. حتى الغبية لينا بعد أن رماها مازالت تحبه .. كل شيء ليث .. ليث .. ليث .. أكرهه .. أكرهه بشدة .. وسأجعله يرى الويل ولكن لنبدأ بك أيتها الحلوة .. سأكسر غروره بشرفه .. بك أنت
ومع كل كلمة قالها .. كان يزيد من قوة الحزام على جسدها الصغير مثل الجلاد لا يرحم
_____________________________________________
بعد أن غفل الجميع و خاصة الغبية زوجته كما يلقبها .. صعد إلى غرفتها متسللا .. فتح الباب بكل حذر بدون صوت .. ثم دلف إلى الداخل .. وجدها مستلقية على السرير .. بعد أن تخلت عن حجابها .. ليرى شعرها رغم أن الشيب كساه لكنه ساحر .. بدأ يقترب من سريرها رويدا رويدا ... متفحصا إياها بعينان عاشقة .. غاضبة .. ثائرة .. منتقمة ... جائعة ..
شعرت روح بحركة داخل الغرفة لتهب جالسة منتفضة بخوف
وقبل أن تتكلم كان جعفر قد وضع باطن يده على فمها
جعفر بحدة : لا تخافي .. اصمت .. هذا أنا .. اصمت .. أسبعد يدي عن فمك .. أقسم إن صرخت أو افتعلت أي صوت .. سأقلب الطاولة عليك .. و أقول أنت من ناديتيني إلى حجرتك ... وسترين الفضيحة على أصولها .. خاصة أن لا أحد سوف يصدق كلامك
وبعدم قدرة ..و بخوف من القادم .. هزت روح رأسها .. موافقة .. أبعد يده عن شفتيها .. بعد أن تحولت نظرة عيناه إلى نظرة رغبة ... وشهوة ..
ابتعدت روح عنه بأكبر مسافة ... صائحة فيه بصوت منخفض: ماذا  تفعل هنا أيها الحيوان ... لعنة الله عليك .. ماذا تريد مني ..
جعفر بحقد : إياكي و لعني مرة أخرى .. أما بشأني ماذا أريد .. فأنا أريدك .. أريدك أنت .. وكان هذا منذ زمان .. منذ أن كن أطفالا صغارا في الصعيد .. وأنا تلك الطفلة روح ذات الظفرتين الطويلتين ... لكنك اخترت من هو أغنى مني .. اخترت المال و السلطة .. وفضلت سليم الغني ابن الاكابر على جعفر ابن بياع الفحم ..
روح بحدة: لا تذكر اسم زوجي على لسانك الحقير .. لانه أنظف منك ومن أقرانك عليك اللعنة .. وحتى إن لم أتزوج سليم .. كنت أفضل أن أبقى عانسا على أن ارتبط برجل مثلك .. سكير .. طماع .. زاني حتى الخادمة لم تسلم من نظراتك الخبيثة اللعينة .. لا أعلم لما أصرت سماح على أخذك ... رجل مثلك عقابه أن يبقى وحيدا .. وليس داخل أسرة نظيفة مثل هذه .. أيها الوسخ
اقترب جعفر منها بكره و غضب أعميا بصيرته قبل بصره : ذاك الميت الذي تتفاخرين به أنا من أنهيت حياته بيديا هاتين .. قتلته بدم بارد .. و وقطعت فراميل سيارته  وقد أخبرته حقيقة مؤلمة كان سيموت بذبحة قلبية إثراها حتى وإن لم أقطع الفراميل ... والآن حان دور أولاده .. ثم ستكونين لي ّ
حقيقة نزلت على آذانها مثل الصاعقة .. إنه يعترف بقتل زوجها بكل بجاحة .. لم تعلم من أين آتت بذاك السكين لتأخذه بقلب امرأة عاشقة غاضبة حزينة والأهم خائفة ..ثم غرسته في ..
_____________________________________________
كان الجد سالم .. مقبوض القلب خائفا .. لا يعلم لما السبب .. وصورة حفيدته الغالية تظهر كل دقيقة في ذهنه .. أخذ سجاد الصلاة بعد أن توضئ .. ثم بدأ يصلي بقلب رجل خائف على أغلى ما يملك ..
سالم بدعاء : يا الله .. احفظها لي .. يا رب إنها من تبقى لي  احفظها يا الله ..
ثم بعد صراع مع قلبه و عقله أمسك هاتفه ثم رن على حفيدته ....
لكن لا مجيب زادت دقات قلبه خوفا .. واضطراب .. خاصة أنه لا يعرف عنها أي شيء ما يزيد عن اسابيع عدة ..
كاد عقله أن يجن وهو يحاول الاتصال مرارا وتكرار ولكن بلا فائدة خاصة أنه لا يملك هاتف زوجها .. ّهب واقف تجاه الباب لبس معطفه الصوفي العادي و حذائه البيسط وقرر الاتجاه نحو شركة ال السيوفي .. فمهما كان تظل غزل سليمان سالم عطا الله
____________________________________________
بعد ساعة كاملة قضاها في الطريق وبأقصى سرعة مثل البرق خاصة أن المسافة كبيرة جدا من المخزن إلى الميناء وصل الفرعون أخيرا وصل ومعه جيش من الرجال كأنهم على استعداد لبدء الحرب .. توقفت السيارات محاصرة الميناء كله مانعة أي شخص مهما كان من العبور .. أصبحت المنطقة تحت رحمته الآن .. رحمة الفرعون
ترجل من سيارته بكل غطرسة وبرود وقوةوغضب .. في يديه سلاحين من النوع الأقوى
ليث بغضب : لا ترحم أحد مهما كان .. واحذورا أي يصيب زوجتي مكروه والا قتلتكم جميعا
ليرد الرجال بخنوع: مفهوم أيها الفرعون
_____________________________________________ عمار أرجوك أسرع قبل أن يتهور ذاك الثور
عمار بغضب : آلا ترى الزحام المروري الحاصل ... لا أعلم ما هذا ... حتى القوات المساعدة قد توقفت .. يقال أنها مظاهرة شعبية يا أدهم ... وهذا ليس وقتها اللعنة
أدهم بهدوء مزيف : حسنا .. لنحاول ان نهدأ الان ... و نرى مشكلة هذه الطرقات
عمار بحدة : والثور الآخر لا يجيب على الهاتف ... اللعنة عليك ايها الليث .. سيورط نفسه وزوجته و يورطنا نحن أيضا
_____________________________________________
دلفت عين إلى الحمام .. لكي تستحم .. بعد مساعدة صفية بها ... دخلت في بانيو الاستحمام .. لعلها تشعر ببعض الراحة.. أغمضت عيناها الرمادية وارخت جسدها لعلها ترتاح قليلا
عين بحزن :   سأنساك الآن ... لن تصبح داخل قلبي الغبي منذ هذه اللحظة ... سأنساك يا قاسم ... سأنساك ...
وبدأت تحاور نفسها .. فلا أحد يعلم مشاعرها .. تشعر بالوحدة .. فجأة ظهرت صورة ذااك الأشقر الوسيم في مخيلتها ذاك العمار الذي أصبحت الآن حرمه وزوجته ... وخلال أيام داخل بيته ....
ع..م..ر..ا..ر
رددت اسمه على شفتيها بهمس ... ليذبذب شعور جميل قلبها ... شعور لا اسم له

* كانت عين غافلة عن تلك التي تراقبها بعينين خبثتين مثل الحية و قد سمعت كلامها عن قاسم ابن خالها ..
شمس بمكر : كهذا اذن أيتها المقعدة .. تلعبين دور البريئة وأنت ثعبان .. تعيشين دور الهوى و الغرام ... عليا أن أفكر في حيلة جيدة جدا أستغل هذا النقطة .. وهكذا عمار سيطلقها بلا شك .. ولكن قبل سنلعب قليلا مع الجميلة عين ّ
ثم توجهت نحو قاطع التيار لتقطع الكهرباء على القصر كاملا و على حمام عين خاصة هذه الاخيرة التي تعاني من فوبيا من الظلام
شمس بمكيدة: حمام الهناء أيتها المقعدة  .. لافتح انبوب الغاز أيضا
ثم فتحت الانبوب .. كان أنبوبا صغيرا ووضعته تحت عتبة باب الحمام .. ثم رحلت متسللة غير مهتمة
"_____________________________________________

* دب الرعب في قلبها ... حاولت النهوض .. لكن مع عجز قدمها باتت بالفشل و سكنها الألم .. الجسدي أيضا
حاولت مرة واثنان وثلاثة ... لكن بلا جدوى .. ورائحة أنبوب الغاز ملئت الحمام
بدأت مقاومتها تضعف ..
وللمرة التي تجهل عددها يظهر في مخيلتها لتنادي اسمه بهمس و خفوت لعله ينقذها كما يفعل دائما: عمار .... ع.م..ا..ر
_____________________________________________ كانت عهد مستلقية بسريرها تنتظر قدومه فقد غاب كثيرااا ..
لتدخل روجينا عليها ..
روجينا بابتسامة مزيفة: هل يمكنني مشاركتك الجلوس
عهد بفرحة: تفضلي روجينا .. مؤكد فالملل قد قتلني
روجينا بمكر: لما الملل وأدهم معك يا حلوتي
عهد بحزن: اين أدهم منذ أن خرج وأنا محبوسة في الغرفة .. خاصة واني متعبة قليلا
روجينا بخبث: هذه ليست عادته ... فأنا عندما كنت أمرض أو أبقى طريحة الفراش لم يكن يتركني بتة .. رغم أني كنت أطلب منه ذلك .. لكن يرفض و يظل جانبي يداعب شعري و يواسيني. .. تعلمين أن المريض هذه الكلمات تجعله يخف ... و كثيرا كان يطعمني بيديه .. أقسم لك لم أرى في حنية أدهم مثل ... وأصدقاؤنا كانوا يظنون بيننا قصة حب ..
وبعد هذه الجملة أطلقت ضحكة طويلة
لترد بعدها  بخبث أكبر : كانت أفكار سذاجة يا حلوتي والآن عليا الذهاب للنوم فقد تأخر الوقت .. وانت أيضا نامي فأدهم لن يأتي لابد أنه مشغول جدا جدا جدا ثم غمزت لها و خرجت
* أصبح وجهها مثل الجمر من شدة الغضب و الغيرة أسكنت قلبها و صدرها ... كيف لا وهي تخبرها حقيقة كاذبة .. ظنت عهد أنها الحقيقة
عهد بغضب : اللعنة عليك أيها الأدهم و تقول لي أنك تحبني ... وتعشقني آيها الكاذب الحقير ... اه.. أكرهك أكرهك
ثم اتجهت مسرعة إلى ملابسه في الخزانة ماسكة ذاك المقص الاسود لتبدء في عملية القص بكل غل ّ
وكلمة واحدة تردد على لسانها : اكرهك اكرهك ...
____________________________________________
أيها القاسم .. لقد آتى الفرعون .. لقد هجم الفرعون على اليخث

رمى ذاك الحزام .. أرضا صارخا .. احمل هذه اللعينة والحق بي

أما تلك المسكينة فقد أصبحت شبيهة بالموتى ... كست الزرقة شفاهها .. والجروح ملأت جسدها الصغير .. ناهك عن تلك الخدوش الموجودة على وجهها .. والدماء غطت جسدها مثل صنبور مياه ثيابها ممزقة .. ورأسها دون حجابه و بعض من لحم يظهر ...
* أمر الليث في اطلاق النار على اليخث وو بدأت المواجهة بين رجال الفرعون ورجال قاسم
دخل الفرعون إلى الداخل متفاديا الرصاصات باحثا عنها بجنون
ليقف متسمرا وهو يرى ....
*














ّ
ّّانتهاء الفصل
بلييز كثروا التفاعل والله تعبت وأنا عم اكتب الفصل وخليته طويل شوية من أجل عيونكم ..  فخلوا التفاعل كبير لو سمحتو  وآسفة على الاخطاء  وعلى التأخيرررررررررر💙

رأيكم في الأحداث ..وتعليقاتكم
أحبكم في الله
#ماجدةالطيبي#
إلى اللقاء في الفصل القادم
غزالة الفرعون
ليث
غزل
عين
عمار
أدهم
عهد
😜😜😜😜

غزالة الفرعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن