رواية غزالة الفرعون
الكاتبة Majda Taibi
الفصل العشرونأيها القريب من العين ّ
البعيد عت القلب
ارأف بي
فقد سأمت الحياة
ارأف بي
فقد مللت الانتظار
ارأف بي
فالمر دنياي
لا ينتهي
آراك مع النجمة
وأنا الدميمة
آراك مع القمر
وأنا التميمة ّ
آراك مع الحسناء ّالشقراء
وأنا الغبية فالنسبة بك
لكن كلا
فكرامتي خط أحمر
أيها الوسيم...جمعت ملابسها .. والدموع قد غشت عنها الرؤية .. لابد أن ترحل .. لابد أن تتركه .. لكن هل قلبها .. سوف يتركه .. هل سيرحل معها .. أما يظل تحت رحمة ذاك الكاذب ..ذاك الذي ما إن اعترف بحبه لها .. وعشقه حتى شعرت أنها مثل ذاك العصفور المحلق في السماء .. أطعم إعترافه جوع قلبها .. وجعلها أسعد أنثى على وجه الكرة الأرضية .. آه لو يعلم أنها تعشقه منذ أن كانوا صغار .. تعشقه منذ أن كان يأتي إلى منزلهم للدراسة مع أخيها .. أدهمها كما أطلقت عليه .. أضافت له ياء التملك .. ليصبح لها ولقلبها وعقلها وروحها وعيناها .. لكن ها هي في لحظة واحدة .. واحدة فقط .. سقطت أرضا وهي تسمع ابنة خالته تعترف بعلاقة حبهما .. اذن يحب أخرى .. يعشق غيرها .. وهي من ظنت أنه بالفعل مغرم بها كما قال ليلتها ..
يا لك يا قلبي من ساذج .. تصدق من كلمة واحدة
وتذوب من نظرة
و تنهار من لمسة ّ
وتغيب عن الشعور من بسمة
يا لك يا قلبي من غبي
لا تفهم .. أو تعتمد عدم الفهم ..
أغلقت حقيبتها واتجهت راحلة نافضة الدمع من عيناها السوداء ... وما إن همت بالرحيل .. حتى توقفت وهي تراه مقبل عليها بجسمه الضخم الوسيم وعضلاته البارزة ّ...
لتسقط الحقيبة من يدها .. وتخيب فرصة ذهابها
_____________________________________________
صاعقة .. رعد.. بركان .. نار .. جحيم.. وغيرها سقطت على قلبه .. وهو يسمعها تهمهم باسمه منذ أن غفت .. رحل من الغرفة بعد أن تركها مع أمه و روح .. لم يستطع تحمل المزيد .. فهو أيضا بشر .. لكن لا بأس .. لن يضعف أمامها مرة أخرى .. لن يجعل عشقه له يذله و هو يرى حبها لذاك اللعين
ضرب يده بالحائط .. ضربة .. وراء ..ضربة .. وراء .. إلى أن نزفت الدماء .. ولكن الآن قلبه من ينزف وليس يده .. الألم ينهش صدره .. وليس يده .. الحرقة في مشاعره .. شعر بالخذلان والخيبة والضياع
وهل كنت تظن أنها ستقع في حب بستاني كما تعتقد .. هل ظننت بزواجك منها ستذوب بك عشقا .. يا لا ساذجتك يا عمار ويالا غباء يا عمار ويالا آسفك يا عمارأحيانا ما نسمعه غير كاف لمعرفة الحقيقة
أحيانا نقول ما لا يجب قوله
أحيانا على المرء الكذب
_____________________________________________
عاد بأذيال الخيبة إلى منزله ... سالم المسكين .. سكن قلبه الرعب الشديد عليها .. مكتوف الأيدي لا يعلم ماذا يفعل .. لكن قرر الذهاب لها إلى قصر السيوفي بعد صلاة الفجر ..
فلابد أن يطمئن عليها .. هو لا يعلم مكانه .. لكن من يسأل لا يتوه .. هكذا قرر و ذهاب لتوضأ .. ليناجي ربه لكي يحفظ فراشته المدللة .. لقد سماحها .. وسماحها من أعماق أعماق .. قلبه .. فقط تعود له ..
____________________________________________
مرت أكثر من أربع ساعات وهي داخل غرفة العمليات .. كلما تذكر منظر دمائها أمامه ينشق صدره .. كلما تذكر أنه هو من أطلق الرصاص عليها .. تنكسر روحه
عاد بذاكرته إلى الحادث الذي لم تمر عليه غير ساعات قليلة
*كانت بين ذراعيه لا حول ولا قوة لها .. برغم أنها غائبة عن الوعي لكن جسدها الهزيل يرتعش بردا .. حتى أنه كاد يسحقها بين أضلعه .. لكن مازال البرد يسكن جسدها .. كأن الموت يجاريها
الليث بصراخ: غزل .. غزل .. انهضي ... إسعاف أيها الأغبياء . اسعاف ..
خلع عنه سترته .. وغطا بها جسدها البارد .. ووضع حجابها على شعرها .. كانت تبدو شاحبة .. هزيلة .. متألمة .. وشفتاها مالت إلى الزرقة .. لم يستطع احتمال رؤية ضعفها .. لقد تعود عليها ثائرة
حملها بأيد مرتعشة .. وركض بها إلى سيارته فلا مقدور لديه على انتظار الاسعاف اللعينة كما نعتها
وقبل أن يرحل أمر حرسه بأخذ ذاك القاسم الحقير إلى إحدى مخازنه الموجودة أسفل الأرض فمازالت نار انتقام الفرعون لم تنشعل بعد
وأمر حرسه أيضا باخبار الشرطة أنه وجدها وحدها في اليخث دون آخر ...
وضعها في المقاعد لخلفية للسيارة .. و انطلق بسرعة فائقة نحو أقرب مستشفى .. كاد أن يفتعل عدة حوادث ... ولكن لم يهمه عمره أكثر ما تهمه هي .. هي فقط ّ
نهض من دوامة ذكرياته على يد ترتب على كتفه ولم تكن غير يد جده أسد
أسد بهدوء : ستكون بخير لا تقلق ... إنها تبدو قوية ّ
الليث بجمود : ماذا تفعل هنا ?? لابد أنك في القصر
الجد بثبات: كلا يا ابن الغالي .. ليس القصر مكاني .. إنما هنا بجانبك
الليث بجموده: وأنا لا أريد أحدا معي .. طوال حياتي وأنا وحيد .. ولا تقل ابن الغالي .. لا تنسى أنك السبب في موته .
الجد بهدوء : ألف مرة أخبرتك أنه لا علاقة لي بحادثة والدك يا ليث .. لقد أجبرته حينها على أن يتزوج .. ابنة عمه .. لمصلحة العائلة .. خاصة أن عمك كان يريد ذلك كثيرا ّ
الليث بغضب : أجبرته على الزواج من ابنة عمه .. وأنت تعلم عشقه الكبير لأمي .. تعلم أنها يموت عليها .. لكن لا .. لا أحد يستطيع .. رفص كلمة الشيخ أسد السيوفي .. الملك .. يا لا جبروتك يا رجل .. لولا غضبه منك .. ليلتها لما خرج بغضب .. وساق سيارته بسرعة فائقة أدت إلى موته
الجد بحزن: الجميع نسى .. حتى والدتك سامحتني .. غيرك أنت .. لما هكذا يا ليث .. لقد شرحت لك ما في الأمر .. لما
ثم بتر كلماته وهو يسمع لكلمات حفيده القاسية: كلا يا أسد باشا .. الفرعون لا يسامح .. لقد كنت سببا في موت والدي وأرغمته على الزواج للحفاظ على الثورة والاموال .... الثورة والأموال التي كادت أن تهد .. لولايا أنا .. أنا الذي أعدت كل شيء كما كان .. بل أكثر أنا من صنعت امبراطورية السيوفي .. حتى لم تتركني أحزن على موت أبي مثل الخلق .. لن أنسى أبدا ما قلته لي حينها .. إما أن تحافظ على الثورة ومال ونفوذ السيوفي أو أرمي والدتك إلى الشارع ..
حينها خفت منك لكن الآن لا .. لم أعد ذاك الطفل المراهق الذي تخيفه نظرتك يا أسد .. أنا الآن ملك السوق .. أنا الآن رجل الآعمال المشهور ليث سليم السيوفي ... أنا الآن الفرعون ّانهى كلماته وأوشك على الرحيل لكن عاد ليصيح من جديد ببرود: ولا تظن أني سمعت كلامك حين قررت تزويج عهد لأدهم و عين لعمار سودا لعيونك وحبا فيك .. لا يا أسد باشا قبلت الأمر بعد معرفة بأن هذا هو القرار الصحيح .. بعد أن فكرت أنا ... وعقلي .. ووافقت بناء على رغبتي أنا ..
ثم رحل بكل غطرسة وتكبر .. لكن في داخله أشواك تؤلمه و سكاكين حادة تذبحه
أما الجد وضع يده على قلبه .... فحقا مان ذاك الرجل والأب المتسلط و المتحكم والبارد ... وهاهو يرى صورته في حفيده لقد خلق بأنانيته و حبه للمال وحشا وليس بشرا .. خلق فرعونا ...
____________________________________________
اللعينة نجت هذه المرة .. لا أعلم هل هي بسبعة أرواح .. لكن لا بأس .. الخطة القادمة ستكون ناجحة يا شمس ... سوف يتركها لا محالة
_____________________________________________ّ استيقظت من نومتها الطويلة ... بدأ تبحث بعيناه عنه .. لاتعلم لما .. لكن ما .. ما تعلمه أن لديها رغبة في رؤيته .. لما هو .. لما ليس قاسم ..
تململت في فراشه صادر من ثغرها الصغير أنين .. خافت ّ.. دارت برأسها .. لتجده نائما على حافة السرير .. وبكاد الكرسي يسعه .. فهو ضخم البنية .. بارز العضلات .. أشقر الشعر .. هل حلمها الذي رأته فيه ... جعلها تتأمله هكذا .. لقد رأته في حلمها .. حيث كانت محاطة يبن مجموعة من الذئبا ليأتي هو وينقذها منهم ... ساحقا إياها بين أحضانه ... وآه كم كانت بحاجة إلى ذاك الحضن .. ذاك الامان
رفعت يدها لتضعها على وجهه .. ترسم ملامحه الوسيمة بأناملها الرقيقة .. كأنها غائبة عن الوعي .. ماذا يحدث عين .. ما هذه الخفقات يا قلبي .. ألم تكن تصرخ باسم قاسم ..
ليجيبها قلبها .. أنا لم أحب قاسم يا عين .. لكن ذاك العقل هو من آراده ... العقل من أحبه .. أو توهم أنه يحبه ... أنا أريد ذاك .. المغوار .. ذاك البطل .. يا عين ... اياك وسماع للعقل من جديد .. ستكونني أنت الخاسرة كما العادة ..
والألم الذي شعرت بها ... ليس على ذاك القاسم وإنما على غباء العقل يا عين
شعر هو بلامسات رقيقة على وجهه .. فاستيقظ .. ليبادلها بنظرات غامضة .. لم تفهمها ... كاد أن يرحل .. فقد آتى لها دون وعي منه فقلبه الساذج لا يتعلم أبدا .. اللعنة عليه
ليجد نفسه غافيا على الكرسي بجانبها
كاد أن يرحل .. لتمنعه يدها الصغيرة وهي تمسك بمعصمه .. كانت للمستها آثار على قلبه .. لقد أشعلت تلك النار من جديد .. لم تشعلها بل مازالت .. يا إلهي .. لا يقدر .. لا يستطيع .. كرهها شيء صعب .. بل مستحيل .. إنها وتينه .. حبل وريده ..
التف لها بجسمه .. ليرى نظرة ساحرة لم يفهمها في رماديتيها ّنظرة احتواء .. نظرة ترجي .. نظرة حب .. نظرة عشق مثلا
ومن دون وعي منه جلس بجانبها على السرير .. اقتربت منه عين .. كأنها منومة مفناطسيا .. كل ما تعلمه أنها تريده.. تريد أن تنعم بحضن ..مثل ما رأت في الحلم .. وهذا حقها .. إنه زوجها ...
زادت من اقترابها منه .. لترمي جسدها الصغير بين أحضانه .. مثشبثة في عنقه مثل الطفل الصغير ... والأحمق الآخر الذي أقسم على الابتعاد .. هاهو يبادلها الحضن .. زحفت يده إلى حجابها ليرميه على السرير .. ليغرق وجهه في خٌصلاتها القصيرة ذات رائحة الياسمين .. بل جسدها أكمل شبيه بورد الياسمين ..
___________________________________________
ما هذه الحقيبة ..? ّجملة واحدة صاح بها أدهم وهو يحذجها بنظرات غامضة ّ
لتجيب هي بعناد وتمرد: حقيبة رحيلي .. لم أعد أطق البقاء معك تحت سقف واحد .
تحولت عيناه إلى وهج إلى نار وهو يسمع جملتها ّ.. آلا يكفي التعب الذي يشعر به خاصة بعد قضائه ساعات طويلة في مخفر الشرطة فقد اتخذ زمام الأمور لعودة الليث
وهاهي هذه الغبية الحمقاء .. تخبره برحيلها
أدهم ببرود: حقا .. نكتة غير مضحكة .. والآن أريد النوم قفد تعبت
صاحت الأخرى بانفعال : قلت لك أريد الذهاب .. لا أريد العيش معك .. طلقني
إلى هنا ويكفي .. تريد تركه وهو يموت بها .. يشتاقها وهي بين أعينه.. يرغب بها يوما بعد يوم .. هي نور عيناه.. أكسجينه ...
اقترب منها .. فلم يظل غير شبر واحد بينهما ّليهمس في أذنها وأنفاسه الساخنة الغاضبة تهاجم بشرتها الناعمة
فصاح بصوت مثل الفحيح : ماذا قلتي الآن
ردت عليها بتمرد وتوتر من قربه : طلق
لم تكمل كلمتها .. إثرى قبلته القاسية التي أسكتها بها .. قلبة حارة .. غاضبة .. قاسية .. تحمل كل مشاعر الغضب ..
حاولت هي الابتعاد لكنها لم تفلح .. لقد حاصرها من كل الجوانب .. حاصرها بين أحضانه مثل الطفل الرضيع .. مقاومتها تحولت إلى مبادلة ... لقد نست ما أرادت فعله و قرارها على الرحيل و ما شابه
ابتعد عنها بعد حاجتهما للهواء
وضع جبينه على خاصتها .. غارقا في عشقها آه لو تعلم ماذا يفعله قربها به يبهدل كيانه
صاحت هي بصوت لا يكاد يسمع : أد.. أدهم
وهنا اختفت كل قوته لإبتعاد عنها ليميل نحو ثغرها من جديد .. كأنه العسل بالنسبة له ... وما إن شعر أنها تبادله قبلته القاسية العنيفة بلا خبرة حتى زادت رغبته بها و ضرب بكل مشاعره عرض الحائط .. فهي الأهم .. هي الكل .. وهي أرض ضربت بقرارها عرض الحائط لتنعم بهذه اللحظة التي تجمعهما .. حملها إلى الفراش ومازالت قبلتهما لم تنتهي
وضعها بكل رقة كأنها جوهرة غالية .. باهظة الثمن
لميل فوقها يقبل كل انش في وجهها .. أنفها .. عيناها .. خذها المتوردان .. ويده تلعب بخصلاته الفحمية .. لقد جعلته مجنونا بها .. مهوسا بها ..
توقف أدهم لكنه لن ييتعد سائلا إياها سؤالا تمنى أن تكون إجابتها لا تجعل قلبه ينكسر
أدهم بهمس : عهدي .. هل أبتعد ??
لم تجبه لخجلها الشديد .. ليجد هو الجواب الذي يريده في فحم عيناها .. التي باتت تفيض بعشقها له
ومن هذه الليلة أصبحت زوجته أمام الله وأمام الناس .. و أمام قلبه ... لتصبح ملكة عرش قلب أدهم النجارنهاية الفصل
بدي تليفون ما يسكت من التفاعل يعني والله بكتب في فصل حوالي ساعات طويلة ... لايك مع تعليق 😜😁😁😘
رأيكم في الأحداث
وأحب شخصيات لكم
أحبكم في الله #ماجدةالطيبي#
أنت تقرأ
غزالة الفرعون
Aksiغزالة الفرعون رواية جديدة لي وأول مرة أجرب الكتابة على الواتباد غزالة الفرعون كاتبة #ماجدة الطيبي# وفي حرب مسلوبة الراء قد استعدت القلوب لأجل الحرب لأجل معركة الحب معركة تتشكل أنغامها داخل أجواف القلوب عشق عميق نشأ بين أبطالنا كانت بدايته التحدي...