وهج الأدغال
كانت رحلة اليوم التالي في زوارق صغيرة , وأوفد شيخ القبيلة معهم أربعة رجال لكي يصطبوهم في النهر ألى الطرف البعيد من الوادي , وكان الثمن بعض سنانير الصيد وبعض البالونات الملونة والمسامير.
وكان من المعروف أن المسافة ألى الطرف الآخر من الوادي لا تستغرق ألا يومين أو أكثر قليلا أذا قطعوها على الأقدام , ولكن الرحلة عبر المياه تعتبر أسرع وأقل مشقة , , وأن كانت تنطوي على بعض المخاطر .
ذلك أن شمس الظهيرة الشديدة الحرارة , رغم أنها لا تتوغل ألى أعماق الأحراش , لكن حرارتها كما تبينت ذلك أندريا في أول يوم لها تصل ألى درجة أشبه بدرجة الألتهاب على سطح المياه المكشوفة.
وأستقل الزورق الأول بيتروجوي وكان جوييصور المشهد الذي حوله بينما كان بيتر يسجل وصفا له وتعليقا على الشريط , أما أندريا فرافقت الدكتور فرغسون في الزورق الثاني..... وهو أجراء ربما يكون أضاف توترا ذهنيا ألى التعب الجسماني الذي كانت تشعر به فعلا.
ورغم وهج الشمس , فأن فرغسون لم يكن يرتدي قميصا ويبدو أن درجة الحرارة الشديدة لم تكن تؤثر فيه ,وقد أصبح لون بشرتهداكنا أكثر من بعض أفراد قبيلة تميار أنفسهم.
وطوال الرحلة , ظل الأثنان صامتين حوالي ساعة كاملة ,وأخيرا قطعت أندريا هذا الصمت وسألت :
" متى نصل ألى الوادي حيث توجد الكهوف ؟".
وقال وهو يهز كتفيه بلا أكتراث :
" خلال يومين .... ألا أنني لا أعتقد أنه ستكون هناك كهوف , وما يحدث هنا هو مجرد وقت ضائع ومجهود بلا فائدة !".
وأضافت أندريا وهي تتابع بنظرها أصابعه الطويلة النحيلة بينما راح يقطع كتلة من الخشب بسكين تلمع في ضوء الشمس.
" لدي أنطباع يا دكتور فرغسون أنك لا توافق على هذه الرحلة فعلا......".
فنظر أليها قائلا :
" كنت أظن أننا تخلصنا من الرسميات ".
وتظاهرت أندريا بأنها تحدق في أشياء أخرى على ضفة النهر , أنه لشيء سخيف حقا , ولكنها لم تكن على يقين بأنها تستطيع أن تناديه بأسمه الأول فقط , كانت لا تزال تشعر أن الحواجز قائمة بينها وبينه , وأن كانت لا تدري مبررا لهذا الأحساس.
وأستطرد فرغسون قائلا:
"كلا.... أنت على حق... أنني لست موافقا على مثل هذه الرحلة , ويستوي عندي في الحالتين أن تكون هناك كهوف أو لا تكون , فليست هذه هي الثضية بالنسبة ألي , وأنما أعتقادي الذي لا يتغير هو أنه من الأفضل ترك الأهالي الأصليين دون أزعاجهم , ففيما عدا المعونة الطبية ليس لدى المدينة شيء ذو قيمة يمكن أن نقدمه لهم , وفي الحقيقة فأنهم عندما يضطرون ألى الأتصال بالعالم الخارجي – كما يحدث من خلال الرحلات السياحية المتزايدة – يتعرضون لأضرار كبيرة , أنه الشيء نفسه بالنسبة ألى كل الناس البدائيين فبمجرد وصول الشعوب الغربية تتفسخ الأخلاقيات عندهم ويفتقدون البراءة والأصالة ".
منتديات ليلاس" أذا كان هذا شعورك..... فلماذا وافقت على أن تقوم بدور المرشد لرحلتنا هذه؟".
" شقيقك يدفع لي أجرا عن هذا الدور والواقع أنني أحتاج ألى هذه النقود وألى المزيد منها , ذلك أن الأموال التي أخصصها للأبحاث ليست كافية لتغطي نفقات العلاج التي يحتاجها هؤلا الناس".
" فهمت....زز ولكن حول أي موضوع تدور أبحاثك ؟".
" أريد أن أستكشف أذا كانت الأدوي العديدة التي يستخدمها أهالي البلاد لها أستخدامات أوسع فمعظم الأشخاص العاديين لا يدركون أم كثيرا مما يسمى بالعقاقير الحديثة , أستخدمها في بادىء الأمر أطباء القبيلة الذين يطلق عليهم أسم السحرة".
" هل أنت تقصد مثلا مادة الكورار الأستوائية السامة؟".
" نعم , رغم أن الغرض الأساسي من الكورار كان القتل وليس أنقاذ الحياة ".
وعادت أندريا لتسأل من جديد وبأهتمام :
" وهل تم فحص السموم التي يستخدمها أفراد قبيلة تميار في رماحهم ؟".
" نعم , أنها تشبه مادة الكورار , وأنني أقوم في الوقت الحالي بأجراء أبحاثي على نبات يعرف بأسم بيتاي...... الأهالي الأصليون يستخدمونه كعلاج لمرضى السكري وكذلك يفعل الصينيون , وسكان الملايو , وربما يثبت أنها مادة ذات قيمة".
وقبل أن تتوجه أندريا بأسئلة أخرى عن أهتمامها , سمعت أحد أفراد قبيلة تميار الواقفين خلفها يتمتم وكأنه يقول شيئا.
وألتفت فرغسون خلفه وأومأ برأسه....... ويبدو أنه كان يتحدق لهجة أهالي البلاد الأصليين بطلاقة , فم يلبث أن أوضح لها ما يدور قائلا :
" هناك بعض التيارات المائية العنيفة ستصادفنا".
وأثار ذلك قلق أندريا , فعادت تسأل :
" هل يعرف الآخرون ذلك ؟ ستكون كارثة لو أنهم فقدوا محركهم !".
" حذرتهم من هذه الأمواج قبل أن نبدأ الرحلة......".
أنت تقرأ
تعالي إلى الادغال
Romanceروايات عبير القديمة تعالي الى الأدغال - آن ويل الملخص أعتادت أندريا على التجوال في مختلف أنحاء العالم مع شقيقها , ولم تثر فكرة مصاحبتها له في رحلة الى أدغال الملايو تستغرق ثلاثة أسابيع , أية مخاوف في نفسها .إلا أن جيمس فرغسون - الطبيب الذي يعمل مر...