حذاء خفيف في ليلة ماطرة .
وبينما ضاعفت مارغريت عويلها وصراخها , أندفع صبي هندي من بوابة البيت وراح يلهث وهو ينقل رسالة باللغة المحلية وهرع الدكتور باكستر ألى السيارة قائلا:
" حادثة عند مفترق الطريق , ويجب أن أتوجه ألى هناك فورا , أرجو أن تعالج الموقف يا جيمس".
وعندما أنطلق بسيارته , قام جيمس برفع مارغريت ألى داخل الدار , ثم عاد بعد مضي نحو ربع الساعة , وقال :
" أعطيتها مهدئا , والآن من الأفضل أن ألحق بالدكتور باكستر فربما يكون في حاجة ألى المساعدة ".
وفي الساعة العاشرة , كانت أندريا ما زالت تقطع الشرفة جيئة وذهابا عندما عاد الرجلان , ولما وصل الدكتور ألى دائرة ضوء المصباح رأت أندريا أن بنطلونه ملطخ بالدماء والقذارة .
وقال ردا على سؤالها الذي لم تفصح عنه:
" لقد توفي شخص وأصيب آخر بجراح خطيرة بسبب الدراجات البخارية".
أما جيمس فقد أتجه مسرعا ألى غرفة نوم مارغريت .
ووجه باكستر حديثه ألى أندريا فقال لها :
" أخبري الخادم يا عزيزتي أننا عدنا.... فمن الأفضل أن أغتسل".
وقد بدا أن الدكتور باكستر نسي تماما تصرفات أبنته الهستيرية , وكان الأرهاق يبدو على وجهه , وأومأت أندريا برأسها , وتوجهت داخل الدار عبر الحديقة الخلفية ألى المطبخ , وطلبت من الخادم أن يعد وجبة عشاء لشخصين.
وعندما عادت للدار مرة أخرى , فكرت في أن تدخل غرفة ومها , ألا أنها رجحت أن يرغب الرجلان في الأستفسار منها عما حدث في وقت سابق , ولذلك قررت أن تبقى.
كانت أندريا قلقة طوال الوقت وتساءلت كيف تستطيع أن تروي ما حدث من أنهيار عصبي لمارغريت دون أن تكشف عن السبب الحقيقي لذلك .
وحدث ما كانت تخشاه , أذ كان جيمس هو أول شخص يلحق بها الآن , كان شعره لا يزال مبتلا , وكان من الواضح أنه أخذ حماما سريعا قبل أن يغير ملابسه.
منتديات ليلاسوعندما أقترب من غرفة الجلوس , قالت له:
" أن عشاءك في الطريق أليك , هل أعد لك شرابا؟".
" لا..... أنني لم أتناول أي طعام منذ الغداء , وقد يطلبوننا مرة أخرى ".
ثم توجه بسرعة ألى غرفة الطعام , وأتجهت أندريا ألى النافذة , كانت وجبة غريبة , كانت أندريا تجلس في مكانها المعتاد تأكل قطعة من البسكويت والجبن , أما الرجلان فكانا يناقشان أثناء تناولهما عشاء كاملا , المضاعفات المحتملة في حالة الشخص المصاب , ولم يشر أي منهما ألى مارغريت .
وأخيرا قال الدكتور باكستر:
" أعتقد أنني سأتوجه ألى عيادتي قبل أن أعود ولا داعي لمجيئك يا جيمس , فقد نستدعى سويا قبل حلول الصباح".
وأندفع باكستر خارجا بدون أن يلقي تحية المساء على أندريا ,أما جيمس فقد ملأ فنجانا آخر من القهوة , وأعتدل في جلسته , وبدا كأنه نسي هو الآخر وجود أندريا في الغرفة.
ودخلت الخادمة الغرفة لتزيل آثار الطعام عن المائدة , وربتت على كتف جيمس تسأله أذا كان يريد فنجان قهوة آخر , وتنبه جيمس ألى وجودها فقال :
" نعم , وهل نجهزين لي سريرا , فسوف أمضي الليلة هنا ".
ولاحظ جيمس أن أندريا تجلس في هدوء على الناحية الأخرى من المنضدة , فقال لها :
" يجب أن تتوجهي ألى سريرك الآن ".
ولم تدرك أندريا ماذا تفعل , لقد كانت تتوقع من جيمس أن يبدأ في أستجوابها عما حدث بمجرد دخولها الغرفة , ألا أنه يبدو الآن وكأنه يريد تجاهل المحدث كله , وردت عليه قائلة :
" فعلا .... من الأفضل أن أنام الآن .....طاب مساؤك ....".
ورد عليها دون أن يلتفت أليها :
" طاب مساؤك ".
وبعد نصف ساعة سمعت أندريا رنين الهاتف ورد جيمس فورا , ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى سمعت صوت السيارة تنطلق.
وظلت أندريا مستيقظة فترة طويلة في الظلام لا تستطيع النوم كانت لا تستطيع أن تبعد عن خيالها صورة اللحظة التي ركع فيها جيمس ألى جوار كرسي مارغريت وأخذها بين ذراعيه وهي تبكي !
أنت تقرأ
تعالي إلى الادغال
Romanceروايات عبير القديمة تعالي الى الأدغال - آن ويل الملخص أعتادت أندريا على التجوال في مختلف أنحاء العالم مع شقيقها , ولم تثر فكرة مصاحبتها له في رحلة الى أدغال الملايو تستغرق ثلاثة أسابيع , أية مخاوف في نفسها .إلا أن جيمس فرغسون - الطبيب الذي يعمل مر...