يصدح الصوت الحقود (لاذِعاً) :
- هل تعتقد أن تجهُّمك وبقائك صامتاً أمام الزعيم دون أن تردّ عليه سينتهي بما تريد؟ويشعر بضربة في وجهه وصدره، يحسُّ بالاختناق، يحسُّ بروحه تخرج من بين عينيه ببطء، يشعر بيد أمِّه تداعب شعره بحنان.
يسمع صوتها الدافئ ينساب إلى قلبه برقَّته وعذوبته، يواسيه، يطلب منه الصبر، يحاول أن يأخذ نفساً عميقاً كي يهدأ لكن ضربات السوط لا تفسح له المجال.
يُدَقٌّ باب الزنزانة فيتوقَّف السوط، يدخل جندي..
يسأل الرجل :
_ ماذا هناك؟- ألم يتكلَّم بعد؟
- لا، ولا كلمة.
- جِئتُ بقرار من الزعيم (يشير بذقنه إلى هيوك جي) يخُصُّه.
يستفسر الرجل بجديّة وحزم :
- ما هو؟- ليتجهَّز ليوم غد، تم تلفيق تهمة مناسبة له .. سيتم إعدامه شنقاً في ساحة القرية.
يلتفت الرجل إلى هيوك جي وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة مُتشفِية ثمَّ يلتفت إلى الجندي ويأمره بالإنصراف.
يخرج الجندي فوراً تاركاً قلب هيوك جي يغوص .. يغوص وكأنَّ روحه تهوي في حفرة مظلمة لا نهاية لها، يعود إحساسه بوجود أمِّه يشتكي لها..
- أمي سيقتلونني ..
يأتي صوتها واثقاً وهادئاً كما كان دوماً :
- لن يستطيعوا فعل هذا.- أمي أنا خائف!
- لا تخف .. أنتَ رجل وتعرف ماذا تفعل.
يناديها (برجاء) :
- أمي!تغني بصوتٍ منخفض جداً وهي تمسح على شعره وتهدِّؤه..
تاران .. تاران .. تاران ..
أطلقوا روح الطائر المسكين لتطير للبعيد ..
تاران .. تاران .. تاران ..
للبعيد إلى عالم جديد ..
تاران .. تاران .. تاران ..
جديد ينسى فيه صمته الحزين ..
تاران .. تاران .. تاران ..
الحزين الذي سيبقى يصدح تحت السموات برنين ..ما إن يتنهَّد هيوك جي بارتياح حتى يختفي طيفها ويتركه مقيَّداً في واقعه لا يستطيع الحراك وضربات السوط التي تهنؤه بمصيره تذيب جلده، لكنَّه يستقبل صدمته بجَلَد وروح مُستكينة.
يتركونه هذه الليلة بدون سوط في الزنزانة المظلمة الباردة لينام مُقيَّد اليدين، يتكتَّل هيوك جي جالِساً ويريح رأسه بهدوء على ركبتيه.
أنت تقرأ
تهويدة الموت
Fanfiction- أنت! .. دمرت كلَّ شيء دمرت كلّ ما حولي وكلّ ما بداخلي .. لكن لن أخسر لو حاولت دفعي للهلاك .. أنا لن أموت .. أنا سأبقى حيّاً لو قتلتموني! تحذير : القصة تحتوي على مشاهد عنيفة.