01

269 39 34
                                    


همس صوتها (برِقَّة وعذوبة) :

- تصبح على خير..

طبعت على جبينه قبلةً حانية وهمَّت بالخروج من الغرفة الصغيرة .. استوقفها صوته الفتيّ ..

هيوك جي (من فراشه البسيط على الأرض) :

- أمي .. لكنني لا أستطيع النوم !

التفتت الأم :

- أغمض عينيك.

هيوك جي (من تحت الغطاء بأسلوب طفولي) :

- حاولت لكنني لم أستطع.

تنهَّدت الأم (باستسلام) :

- حسناً.. (وعادت إلى ابنها).

استعد هيوك جي بفرح مُفسِحاً لها مجالاً في فراشه من الأعلى ، جلست الأم على ساقيها.

الأم (في محاولة يائسة لإقناع الولد) :

- بنيّ لم تعد صغيراً حتى أُغني لكَ تهويدة قبل النوم.

وضع هيوك جي رأسه على فخذها بارتياح مُغمِضاً عينيه :

- لكنني أحب سماع صوتك وأنا أغفو.

تسللت يد الأم وبدأت تداعب شعر ولدها لا شعوريّاً وبصوتٍ يبعث الإطمئنان إلى القلب :

- هل تريد أن يقول عنك باقي الأولاد أنَّك طفل رضيع؟

فتح هيوك جي عينيه ونظر إلى وجه أمِّه فوقه :

- وهل ستحكي للجميع أنَّك تغنين لي تهويدة؟

- لا .. لكنَّك يجب أن تكون رجلاً.

- أنا رجل .. لكنني أحب أن أسمع صوتك.

-عنيد!

قالتها بلهجة مُداعِبة وبعثرت شعره بحركةٍ من يدها.

لحظات وانساب صوتها العذب الصافي، انساب كما لو أنَّه ينساب من السماء، صوتٌ نقيٌّ ومريح وكأنَّه صوت ملاك.

أغمض هيوك جي عينيه بنفسٍ مُستكينة مُنصِتاً إلى ذلك الصوت الرقيق وتلك الكلمات..

تاران .. تاران .. تاران ..
أطلقوا روح الطائر المسكين لتطير للبعيد ..
تاران .. تاران .. تاران ..
للبعيد إلى عالم جديد ..

أخذت أنفاسه تصبح بطيئة .. بطيئة .. بطيئة، ومع كُلِّ نفس يشعر بأنَّه يطفو .. يطفو في الهواء ويرتفع نحو السماء..

تهويدة الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن