لم يبق لدى امي مال لتنفق لاطعامنا انا واخواتي
لم يكن لدى امي خيار سوى أن تذهب للعيش في منزل اخيهااخيها الرجل الصارم كان لديه ٤ أولاد لم أره من قبل مبتسم دائما كان عاقداً لحاجبيه
#الكاتبة مرام رفاعي
وزوجته زوجته التي كنت أراها بكل عيد تسخر من امي لانها لا تنجب إلا البنات
لم اعلم ما هذا الذنب ان كانت تنجب بنات
لم اعلم لماذا يكرهون البنات وهن أمهاتهمجمعت امي ملابسنا (بحقائب)!؟؟
لا بالطبع قد جمعته بأكياس نايلون
لم نكن نعرف عن اعمامي شيئا سوى أنهم يعيشون في المدينه كانت لي عمة وعمذهبنا إلى منزل خالي
كان يسكن في المدينه
التي كانت مليئة بالمنازل الكبيرة والقصور
ولكن خالي لم يكن لديه سوى منزل صغير يتكون من ٣ غرف وصالة للجلوس
#الكاتبة مرام رفاعي
الان عمري خمس سنوات وابي تركني اني واخواتي في بداية الطريق لم نعرف عنه شيئا سوى أنه تزوجدخلنا لمنزل خالي كان في بداية منزله قطعة ارض صغيرة فارغة تحيطها أسوار قصيرة
وكانت مملوءة بالتراب كان منزل خالي يختلف عن جميع منازل الحي فقد كان منزله قديم وصغير وامامه تراب
على عكس باقي منازل الحي
طرقت امي باب المنزل ليخرج ابن خالي
بسام عمره ١١ سنة
القى السلام على امي ومن ثم أخذ اختي امل بين يديه ويقبلها كانت اختي أمل جميلة جدا وبريئة تجلب الانظار
#الكاتبة مرام رفاعي
نادى بسام لامه خرجت ام بسام لتستقبلنا لكن هل استقبلنا بضحكة وترحيب محبب
لا بالعكس قد عقدت حاجبيها مثلها يفعل خالي بالضبط وقالت اهلا وسهلا مريم
وقد انزعجت أكثر عندما رأت أكياس الملابس بيدينا
يا إلهي ماذا نفعل لسنا مقبولين ابدا أينما ذهبنا
ماذا سيكون مستقبلنا هل سنبقى هنا ام سنعود لحياتنا سأعود لفتيات القرية لنلعب بالرمل ونبني قصور مستقبلناجلسنا في صالة المنزل
لتتكلم امي وتسأل
عن خاليمريم.. اين خالد
تجيب زوجة خالي
ام بسام...قد ذهب للعمل ما تريدين منه
مريم لا شيء لا تقلقي كنت اريده بأمر حسنا سانتظرهلم تتعب نفسها على الأقل لتسالنا أن كنا قد جعنا
او ان كنا نريد أن نرتاح بسبب تعب الطريق
عندما خرجنا من منزلنا امشي مسافه طويلة ونركب بالباص الذي يوصلنا للمدينه
وامي اخذت كرسي واحد لتجلس هي عليه وتضع اخواتي في حضنها اما عني فاقف بجانب الكرسي الطريق كله اي ساعه ونصف تقريبا وانا واقفه
وامسك بالاكياس بيدي خوفا من أن يأخذها أحدا ولا يبقى لدي ملابس خصوصا بنطالي الجينز الذي اشترته امي منذ ٣ أشهر من امرأة تاتي لبيع الملابس في القرية وقد اشترته امي لي
ولم البسه
فقد خبأته ليأتي العيد والبسه مثل باقي فتيات
القرية عندما يلبسن الجديد في كل عيد وقد كنت خائفة ان يسرق هذا البنطال ولا تشتري امي لي واحداً جديدا اخر#الكاتبة مرام رفاعي
جلست بجانب امي حوالي ساعة وأصبحت الساعه الواحدة ضهرا
عادوا أبناء خالي من المدرسة
لم يتكلموا معنا خوفا من امهم خوفا من امي خوفا من مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا
كنت صغيرة ولكن من العيب أن أتكلم مع ولد هكذا تعلمت#الكاتبة مرام رفاعي
أحببت حقائب أبناء خالي وكتبهم ودفاترهم
أحببت أن أدخل المدرسه وقلت لامي وقد وعدتني ان تدخلني المدرسة السنة القادمهوضعت زوجة خالي الطعام وجلسنا لنأكل
وكانت الأصوات تعلوا كل صوت
هذا ينادي أعطني خبز وهذا ينادي قرب لي الأرز
وكان الطعام سيهرب بعد قليل
كنت اكل ومرتبكة ومتوترة وانا اكل رجفت يدي لينسكب الحساء على الأرض من على الملعقة
تتكلم زوجة خالي.... هييي شبك كلي منيح وسختي الارض

أنت تقرأ
ضحية المجتمع الشرقي
Romanceفتاة عانت بسبب العادات والتقاليد من طفولتها حتا وصلت واصبحت بعمر الزواج وكان أكبر تضحيه تقدمها من أجل العادات والتقاليد