البارت الثاني

44 2 0
                                    

لم يبق لدى امي مال لتنفق لاطعامنا انا واخواتي
لم يكن لدى امي خيار سوى أن تذهب للعيش في منزل اخيها

اخيها الرجل الصارم  كان لديه ٤ أولاد  لم أره من قبل مبتسم دائما كان عاقداً لحاجبيه  
#الكاتبة مرام رفاعي
وزوجته زوجته التي كنت أراها بكل عيد تسخر من امي لانها لا تنجب إلا البنات
لم اعلم ما هذا الذنب ان كانت تنجب بنات
لم اعلم لماذا يكرهون البنات وهن أمهاتهم

جمعت امي ملابسنا (بحقائب)!؟؟
لا بالطبع قد جمعته بأكياس نايلون
لم نكن نعرف عن اعمامي شيئا سوى أنهم يعيشون في المدينه كانت لي عمة وعم

ذهبنا إلى منزل خالي
كان يسكن في المدينه
التي كانت مليئة بالمنازل الكبيرة والقصور
ولكن خالي لم يكن لديه سوى منزل صغير يتكون من ٣ غرف وصالة للجلوس
#الكاتبة مرام رفاعي
الان عمري خمس سنوات وابي تركني اني واخواتي في بداية الطريق لم نعرف عنه شيئا سوى أنه تزوج

دخلنا لمنزل خالي كان في بداية منزله قطعة ارض صغيرة فارغة تحيطها أسوار قصيرة
وكانت مملوءة بالتراب كان منزل خالي يختلف عن جميع منازل الحي فقد كان منزله قديم وصغير وامامه تراب
على عكس باقي منازل الحي
طرقت امي باب المنزل ليخرج ابن خالي
بسام عمره ١١ سنة
القى السلام على امي ومن ثم أخذ اختي امل بين يديه  ويقبلها كانت اختي أمل جميلة جدا وبريئة تجلب الانظار
#الكاتبة مرام رفاعي
نادى بسام لامه خرجت ام بسام لتستقبلنا لكن هل استقبلنا بضحكة وترحيب محبب
لا   بالعكس قد عقدت حاجبيها مثلها يفعل خالي بالضبط وقالت اهلا وسهلا مريم
وقد انزعجت أكثر عندما رأت أكياس الملابس بيدينا
يا إلهي ماذا نفعل لسنا مقبولين ابدا أينما ذهبنا
ماذا سيكون مستقبلنا هل سنبقى هنا ام سنعود لحياتنا سأعود لفتيات القرية لنلعب بالرمل ونبني قصور مستقبلنا

جلسنا في صالة المنزل

لتتكلم امي وتسأل
عن خالي

مريم.. اين خالد
تجيب زوجة خالي
ام بسام...قد ذهب للعمل ما تريدين منه
مريم لا شيء لا تقلقي كنت اريده بأمر حسنا سانتظره

لم تتعب نفسها على الأقل لتسالنا أن كنا قد جعنا
او ان كنا نريد أن نرتاح بسبب تعب الطريق
عندما خرجنا من منزلنا امشي مسافه طويلة ونركب بالباص الذي يوصلنا للمدينه 
وامي اخذت كرسي واحد لتجلس هي عليه وتضع اخواتي في حضنها اما عني فاقف بجانب الكرسي الطريق كله اي ساعه ونصف تقريبا وانا واقفه
وامسك بالاكياس بيدي خوفا من أن يأخذها أحدا ولا يبقى لدي ملابس خصوصا بنطالي الجينز الذي اشترته امي منذ ٣ أشهر من امرأة تاتي لبيع الملابس في القرية وقد اشترته امي لي
ولم البسه
فقد خبأته ليأتي العيد والبسه مثل باقي فتيات
القرية  عندما يلبسن الجديد في كل عيد وقد كنت خائفة ان يسرق هذا البنطال ولا تشتري امي لي واحداً جديدا اخر

#الكاتبة مرام رفاعي
جلست بجانب امي حوالي ساعة وأصبحت الساعه الواحدة ضهرا
عادوا أبناء خالي من المدرسة
لم يتكلموا معنا خوفا من امهم خوفا من امي خوفا من مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا
كنت صغيرة ولكن من العيب أن أتكلم مع ولد هكذا تعلمت#الكاتبة مرام رفاعي
أحببت حقائب أبناء خالي وكتبهم ودفاترهم
أحببت أن أدخل المدرسه وقلت لامي وقد وعدتني ان تدخلني المدرسة السنة القادمه

وضعت زوجة خالي الطعام وجلسنا لنأكل
وكانت الأصوات تعلوا كل صوت
هذا ينادي أعطني خبز وهذا ينادي قرب لي الأرز
وكان الطعام سيهرب بعد قليل
كنت اكل ومرتبكة ومتوترة   وانا اكل رجفت يدي لينسكب الحساء على الأرض من على الملعقة
تتكلم زوجة خالي.... هييي شبك كلي منيح وسختي الارض

ضحية المجتمع الشرقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن