ضحية المجتمع الشرقي

البارت الرابع

بدأت امي بالعمل في المنازل لتوفير مصرفنا واصبحت تتذمر كثيرا في وجهي وكانني انا من جعلتها تعمل لا بل بسببنا نحن البنات ابي تركها

في ليلة قررت ان اتظاهر بالبرد والمرض ام اني انا هكذا مريضة
اصبحت ارتجف من البرد
واطقطق اسناني لاصدر صوتا وتاتي امي لتلتمس جبيني
وتقول بلطف ما بك يا ابنتي حبيبتي
وتاخذني في حضنها وتركض بي مسرعة بي الى خالي
وياخذاني للمستشفى تلك التي رايتها في الصورة الموجودة في كتاب ماجد ابن خالي

يا امي اسعفيني ليس لتلك المستشفى بل اسعفيني من اوجاعي وتعبي

لم تسمع امي صوتي كما تخيلت اصبحت اصوات شهقاتي تعلو
حتى اذا اتت سلسبيل لم تتكلم ولكن نضراتها تجاهي خوف
ترفع يدها الصغيرة لتمسح دموعي
يا اختي ليت العالم في براءة عينيك وفي لطف يديك

الان اصبح عمري السادسة اليوم اول يوم لي في هذا العام
كم اتمنى ان اكون فيه سعيدة
ان اعود لمنزلنا للقرية في هذا العام
اتمنى ان يعود ابي
وان يحبنا وان اخبره ان لا يحزن لانه لم ياته ولد لانه بالطبع سيكون فخورا بي في المستقبل
اتمنى ان اخبره ان في عينيه الامان حتى في اثناء غضبه
وان في يديه حنان حتى في اثناء ضربه

اول يوم لي في المدرسة
انها جميلة
امي اخذتني بيدها الى المدرسة
لانني كنت اخاف ولا اعرف كيف اذهب للمدرسة
رايت فتيات كثيرات
امي كانت تتكلم كثيرا وان اتجنب جميع بنات المدرسة
لم يكن تركيزي معها كان متشتت من لباس الفتيات هذه التي تلبس حذاء الاميرة سندريلا وهذه لديها ذات فستان بياض الثلج

ما اجمل حقيبة هذه وقميص هذه
استيقظت من شرودي على صيحة امي
ادخلتني الى صفي وبعد قليل اتين باقي الفتيات كنت خائفة جدا
لا اعرف احد منهم
اين انا تائهة خائفة لا اعرف الى متى سابقى هنا وما الذي سافعله
كنت اظن ان المدرسة فقط هي صور ملصقة في كتاب

بعد قليل هدء الطلاب رفعت وجهي واذا ب .....