خلفَ القضبانِ تلاشى خيالُ تلك الفراشةِ الجميلةِ، والوردةِ الشَّذية.
كيف احتملَت القضبانُ أنْ تُواري جسدَكِ خلفَها دون أنْ تذوبَ خجلًا من صنيعها؟ لماذا طغَتْ؟ حروفُ كلمة الإجرام تخفض جناحيْها إليك وتطأطئ رأسَها خجلًا وذُلًّا أمامَكِ يا خالتي وأنت مَن جزمتُ أنَّ الشمسَ تُشرِق لتنال شرفَ السقوط على عينيْكِ. في زيارتي لكِ كمْ بدا جسدُك شاحبًا كوردة أنهكها اسودادُ الغمام وقهقهةُ الليل؛ فما كانَ منها إلا أنْ تذبلَ حزينةً، ورغم كلِّ شيء لا زالت معطاءةً تريد مني أنْ أنمو، أنْ أكون أقوى، وأنْ أُكمِلَ مسيرتي.
رغم كلِّ شيءٍ، ورغم أنني لم أستطِع النهوضَ من مستنقع المصائب الذي أحاطَ بي؛ كان عليَّ الحبوُ لأجل تلك الكلماتِ الخارجة من فيكِ يا خالتي، لأجل تلك العيونِ التي تلألأتْ فأوقعَتْ زُمرُّد، لكن اليوم! ليشهد يومي أنني لن ألعبَ دور المجلود، فاليوم أعلنُ لك يا عالَمي أنني سأكون جلادًا.