"أنا الكاذبة"

163 7 1
                                    

في الحقيقة أن قصتنا لم تنتهي كما تنتهي كل القصص في هذا العالم، فنحن إلى الأن نقف في المنتصف.. إلى الأن لا نزال نجهلُ شعورنا وأين نحن من بعضنا.. ولمَ بترنا بعضنا ليحيا ما لم نكن نظن أن يحيا! أعلم أنك لا تفهم ما أقول ولن تفهم فما الضير في ذلكَ! لطالما كان الغموض هو الطرف الثالث الذي يحولُ بيننا، لطالما كانت الأمور غير واضحة وغير مكتملة على نحوًا ما، دائمًا هنالك شيء ما ناقص أو مجهول الهوية يقفُ حاجزًا في محاولة فهمِ بعضنا البعض.. أو لربمًا إن للحقيقة وجه آخر لم يشاء إن يبوح عنه نفسهِ إلا بالفراق! أقولها قهرًا مع شديد الحزن إن يكون للفراق طريقًا بيننا، طريقنًا لم ننجح في تجاهلهُ أو تخطيه، طريقًا فرض ذاتهُ علينا فجعل منا شهداءٌ لهُ! أعلم جيدًا إنك لا تزال تخاف من كلِّ حقيقة ولكن هذه هي الحقيقة.. أننا ننتهي بطريقة مأساوية، نحن من اخترنا أن نضع علامة تعجب بدلًا مَن النقطة التي كانت هي المنقذ لأرواحنا من هذه النهاية التي لم نكن نظن إن نحيا بها! هل بات الآن كلامي مفهوماً؟ هل تستوعب ما أقول؟  هل تغيرت ملامح وجهك وعبست؟ هل ما زلت تنتظر مني أن أتراجع عما أقول؟ ولكن للأسف هذا المرة ليست كغيرها، أتعلم لمَ هي مختلفة.. لإنكَ إلى الأن لم تشعر أننا كنا ننتهي ونحيا.. نحيا ونحن نفقد ما ولد بيننا شيئًا فشيء إلى إن تلاشى شعورنا وأنتهنى فعلًا.. والسبب في ذلك إنكَ لطالما تجاهلت تلك النهايات التي سقطت في طريق حبّنا، دعنا نعترف بأنكَ أنت من سمحت لكل تلك الأمور إن تحدث بيننا، كان من المفترض إن تشعر بأننا ننتهي.. كان من المفترض إن تحاول وتحاول إلى أن ترمم ما أنهدم، ولكنك لم تفعل شيئًا سمحت لكل شيء أن يحدث وأنت مبتور الحيلة، إلى هنا وينتهي كل شيء، ويمكن لك إن تصدق وهم النهاية هذه المرة لأنني أنا من تكتب النهاية! أترى أني بترتكَ مني؟ لدرجة أنني أكتب نهاية قصتنا.. أي نهاية شعورنا.. أي نهاية كل كلمة من الممكن أن تجمعنا.. أي أنا الكاذبة والفاشلة في تخطيك، ويشاءُ لكَ أن تعتبرهُ الأعتراف لأخير!

في أمان غصّتي.

"مجموعة نصوص" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن