Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيم

32 : مشاعر متضاربة

.......﴾﴿ مشاعر متضاربة 💘 ﴾﴿........

   مريضة جداً.. تبكي بحرقة و جسدها يشتعل.. تتعرق.. تشعر بالبرد و التعب.. عيونها ذابلة.. هذه حالها منذ أعلن للجميع أنه سيتزوجها.. بل و حدد التاريخ كذلك!

دخل عليها يصرخ في غضب فترتعب : هل تردين ان تموتي!! أنتي كلللللل يوم تمرضين ! تذبلين! .. الممرضة ايتها الخرقاء قالت أنك لم تأكلي شيئاً منذ يومين!! و ترفضين الدواء.

  اقترب منها بوجهه المتجعد من الغضب حاجباه يتعانقان في سخط.. لتبكي بحرقة اكثر و تلتفت بعيداً عنه.. تشيح نظرها .. تسمع شهقات غضبه صدره يعلو و يهبط من شدة الغضب " اتركني.. أريد أن أموت.. أريد للمرض ان يسقم و يثني عظمي.. لماذا أعيش أصلاً!!!! ..

أخذ نفساً شعرت به يجلس قربها على السرير تستطيع سمعاه يزفر أنفاسه بانزعاج من حماقتها و تصرفها الطفولي..
مد يده ناحيتها.. كم يتمزق عندما يراها هكذا.. لاول مرة بحياته يراها مريضة هكذا بهذه الصورة السيئة.. و تأبى الدواء أيضاً.. تعاقب نفسها برفض الطعام تكره حياتها . قبل ان تلمسها اصابعه دخلت الممرضة تئن من البكاء صينية الطعام في يدها خدها احمر و شفاهها ممزقة.. واضح كالشمس انها تلقت صفعة قاتلة على اهمالها قبل ان تدخل..

تتراقص الأطباق بين يديها .. تمشي برعب قرب هذا الرجل بعد كل الاذى الذي تعرضت له تضع الصينية في مكانها بالطاولة قرب السرير.. تحاول الانصراف نظراتها للأرض.. لا يزال وجه دلال للحائط هي لم ترى وجه الممرضة المليء بالكدمات..

" تعالي .. أين تظنين نفسك تذهبين " بهدوء كالموت ابتعلت ريقها باشرت الممرضة بالتوسل

: سيدي.. أسفة.. حقاً اسفة اغفر لي اهمالي ... لكنها حقاً صعبة الارضاء و ترفض كل شيء ..

: هي ليست صعبة الارضاء .. بل انتي ممرضة فاشلة!! زمجر فيها يصعق قلبها و قلب دلال بصوته الاجش.. لتترتجف الممرضة بشكل جنوني..

: أسفة أسفة.. سامح هذه الفاشلة. لن يتكرر سأهتم بها جيداً!!

.......

شعرت به ينهض من قربي.. فجأة ارتعش قلبي لسماعه تلك الصفعة التي دوت في الافق.. التفتُ اليه.. كان يمسك وجه الممرضة المتورم يغطس أصابعه فيه ارتجفت بخوف " هل أدفع لكِ هكذا الراتب خيالي لأجد حبيبتي تتدهور كل يوم ايتها الفاشلة!! انها مريضة جداً.. مع اهمالك هذا ان حصل لها شيء ان أرحمك! "

و هنا سمعت صدمة عمري!! يا مصيبتي.. كلمة "حبيبتي" هذا يعني أن هذا الرجل لن يتركني و شأني..
استيقظت من صدمتي عندما وجدته غطس اصابعه أكثر بفكها لتتأوه بقوة و ألم.. تضاريس وجهها معثرة بالجروح.. كل جسمها ينتفض من الوجع و يرتعش من الخوف يبدو انه عذبها.. " أتــركـــهـا!! " لم اشعر بنفسي الا و ان اصرخ أن يتركها عندما رفع يده عليها مجدداً.. هي محشورة بركن الغرفة بلا حيلة تحمي وجهها بيديها جسدها ينتفض من البكاء شهقاتها تقطع قلبي.. في النهاية تركها فرت من براثن هذا الوحش المفترس..