الفصل الثاني

4.8K 130 1
                                    


كان جالسًا بجانب "حازم" -في السيارة- يكاد يحترق،
يخبره مرارًا وتكرارًا أن يزيد من سرعة السيارة، حتى كادوا أن يصطدموا أكثر من مرة..
كانت السيارة أمامه بالفعل، واشارة المرور خضراء ولكن ما إن مرت وكاد ان يلحقها، الإشارة أصبحت حمراء!..
اللعنة.. كان يشتم وانفعاله كان واضحًا على وجهه، وتساؤلاته "من ذلك الشخص!" "ماذا تفعل في سيارته، والى أين ذاهبان!.."
اخرج هاتفه وطلب رقمها إلا أنه وجد تلك اللعينة تخبره "الهاتف الذي طلبته غير متاح الآن، رجاء الاتصال في وقتٍ لاحق"..

بعد قليل،
أصبحت الإشارة خضراء، ظلا يسيران لئلا يلمحا السيارة حتى، ولكنها كانت قد اختفت..!
أوقف "حازم" السيارة على جانب الطريق؛ حتى يتثنى لهما التبديل في أماكنهما،
قاد "مالك" السيارة وهو ضائع لا يعرف أين من المفترض أن يتوجه..

بعد فترة،
من القيادة سريعًا، قرر أن يعود إلى المنزل؛ لينتظرها فـ مع الأسف لا يوجد حل آخر..
اوصل "حازم" إلى منزله،
وتوجه هو الآخر إلى منزله؛ لينتظر تلك الـ "كارين" التي ستصيبهُ يومًا ما بـ جلطة في القلب؛ بسبب تهورها وعنفوانها اللا محدود.

ولج إلى الداخل، وجد توأمته، تشاهد مسرحية (العيال كبرت) وتضحك من الأذن إلى الأخرى..
-اضحكي اضحكي، ما انتِ مش حاسة بيَّ
تفوهت من بين ضحكاتها، ولم تنتبه لحالة الوجوم المُصاحبة له:
-تعالى بس اتفرج، أنتَ بتحبها اوي المسرحية دي
لمحَ (جهاز التحكم) - الخاص بشاشة التلفاز- على الطاولة، فـ اتجه إليه و أطفأ التلفاز..
استرعى انتباهها ما فعله، فـ وجهت نظرها اليه، و وجدته مُتجهم الوجه، فـ تساءلت بقلقٍ:
-في ايه يا "مالك"؟
-انا شوفت "كارين" راكبة عربية مع شاب
تشدقت بـ لا مبالاه:
-وبعدين!..
استفزته طريقتها الباردة، فـ هدر بصوته وقد بدأ يعلو:
-ايه هو اللي وبعدين! بقولك راكبة عربية مع شاب غريب معرفوش، والله اعلم رايحين فين!
-ايوه يعني أنتَ مالَك؟ هاا، قولي.. انتَ مش حبيبها مش خطيبها مش جوزها.. مش اخوها.. وحكاية صاحبها دي، بلها واشرب مايتها، فاهم!!
-انتِ ضدي ليه! انتِ عارفة اني بحبها، بس مقدرش اعترف..
انا ليَّ كُل الحق فيها، ااا.. اناا…
صمت ولم يجد ما يقوله،
اجلسته على الأريكة وجلست بجانبه وظلَّت تربت على كتفهِ بحنانٍ فيَّاض وقالت:
-"مالك" عشان خاطري حاول تنساها، ده لمصلحتك ولمصلحتها، لو هي مكانتش بتحبك واكتشفت حُبَك، هتتدمر، هتقعد تعيد كل تصرف ونظرة منك ليها، صدقني هتتجرح اوي، وهتحس انها اتخدعت فيك، بقى اللي كانت شايفاه طول حياتها اخوها وصاحبها ونظرته أخوية، تكتشف كده في يوم وليلة ان كل تصرفاته مش أخوية، وانك بتحبها حُب مش اخوي، صدقني هتتجرح قوي قوي.
وهو ردد بملامح بائسة:
-انا مش عارف انساها ازاي! مش عارف! انا هتجنن بجد..
-ابعد عنها، هي دلوقتي معتمدة عليك في كل حاجة، ابعد عنها عشان يبقى عندها شخصية.. خليها تحس بنفسها، خليها تتحط في مواقف تعرف تخرج منها لوحدها، وكمان خليها تروح الجامعة وحدها، هي مش صغيرة يا "مالك"، سافر يا حبيبي، مينفعش السفريات دي كلها تروح، أنتَ محتاج تسافر عشان تثبت نفسك في شغلك، أنتَ مهندس ديكور شاطر، والدليل على كدة فرص السفر اللي بتجيلك.. سافر، و اسمع كلامي ارجوك.
اغرورقت عينيه بـ الدموع، واحتضنها بشدة -كـ طفل يحتضن والدتهُ يحتمي بها، في أول يوم له بالمدرسة- قبَّلت جبهته ومسدت على شعره بحنوٍ..
سمعا في الخارج صوت باب شقة "كارين" يُفتَح ويُغلَق، فـ تصلب جسده و ودَّ ان يذهب ويسألها أين كانت ويعنفها وبعدها يعتصرها بين ذراعيه وكأنه يقول لها "هذا مكانك الأوحد"..
ولكن ليس كل ما يتمناه المرء، يدركَه…

 "حتى تحترق النجوم"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن