الفصل الحادي عشر

2.7K 77 3
                                    


تجلس بجانبه في السيارة، متوهجة مليئة بالسعادة والخجل من قمة رأسها إلى اخمص قدميها..
تشبك أصابع كفها مع خاصته..
وبين كل حينٍ وآخر، يرفع كفها المُمسِك به إلى شفتيه؛ يلثمه بسعادةٍ.
فـ هو الى الآن غير مُصدِق لما حدثَ،
وهي كذلك أيضًا..
طيلة الإسبوع الماضي، كانت مشتتة مضطربة منذ أن اعترفت لـ "مالك" بـ حُبها لـ "علي"..
واليوم اكتشفت ان مشاعرها كانت مجرد إعجاب متهور وليس حُبًا أبدًا..
فـ عندما عرض عليها "علي" الزواج، لم تفكر سوى بـ "مالك" وماهية شعورها نحوه، ولم تتردد ثانية في أن تركض إليه، حتى لو لم يكن يبادلها شعورها، فقط يكفيها شرف المحاولة..
وما لم تكن تتوقعه انه يكن لها العشق منذ فترة، فترة طويلة للغاية!..
قاطع أفكارها صوته وهو يلثم كفها:
-سرحانة في ايه يا حبيبتي؟
ابتسمت بخجلٍ وداخلها منتشيًا بسعادةٍ؛ لأجل هذا اللفظ التحببي:
-حبيبتك!
أوقف السيارة بجانب الطريق، والتفت إليها بكليته، واحتوى وجهها بكفيه، قائلًا ونظراته تفيض عشقًا تحرر خارجًا اخيرًا:
-طبعا حبيبتي وحياتي ونور عيني وكل حاجة لىَّ
التمتعت عينيها الداكنة، وتلألأت فيهما النجوم:
-بتحبني من امتى؟
استدار كما كان، وتنهد تنهيدة طويلة تفيض بما يجيش بخاطره منذ سنواتٍ:
-ياااه، من امتى!! من كتر ما انا بأحبِك من زمان، نسيت انا حبيتك امتى، بس من ساعة ما شوفتك، وانا وقعت على جدور رقبتي.
ثم عقَّب بـ قصيدة لـ "نزار قباني"..

*حُبُكِ يا عميقة العينين..
تطرف، تصوف، عبادة..
حُبُكِ مثل الموت والولادة..
صعب أن يُعاد مرتين..
عُدي على أصابع اليدين ما يأتي..
فـ أولاً : حبيبتي انتِ
وثانيًا: حبيبتي انتِ
وثامنًا، وتاسعًا، وعاشرًا:
حبيبتي انتِ
ياربي قلبي لم يعد كافيًا؛
لأن من اُحبها تعادل الدنيا..
فـ ضَع بصدري واحد غيره..
يكون في مساحة الدنيا..*

ضحكت بخجلٍ واخفت وجهها بكفيها:
-طيب، متكسفنيش اكتر من كده
قهقه على مظهرها الخجول، وتمتم بعبثٍ:
دلوقتي مكسوفة، اُمال في الشارع…
و الخبيث ترك جملته معلقة..
ابعدت كفيها عن وجهها، وضربته بحنقٍ على صدره:
-انا غلطانة، نزلني عايزة امشي
بقهقهة لم يستطع منعها:
-خلاص خلاص مش هتكلم تاني
وادار مُحرِك السيارة مرة أخرى..

            ***

هائمًا على وجهه في الشوارع، لم يستوعب حتى الآن ما فعلته "كارين" به..
هل حقًا تركته وهو يعرض عليها الزواج!..
أ لم تحبه قَط!
أ كان "مالك" يسخر منه! ولكن ملامح الألم على وجهه في تلك اللحظة لا تدل على السخرية..
هل لَعِبَت على "مالك" حتى ترى غيرته عليها!..
السؤال الأساسي هو، هل تُحِب "مالك" حقًا!..
كيف يا الله! سـ يجن أو سـ يموت المًا، كيف تتركه، كيف لا تحبه!
لقد كانت تُحِب الحديث معه، كانت تُحِب صحبته..
لا لا، هذا كابوس..
جلس على أحد الأرصفة الموجودة في الشارع، بذلته الكُحلية كانت مجعدة، حالته كانت لا يرثى لها..
كـ المجانين..

 "حتى تحترق النجوم"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن