5

3K 174 2
                                    

المشهد الخامس
صعدت الباص وهي تدعو الله أن تصل الي منزل عم والدتها "معتصم" في أسرع وقتٍ ممكن، لن تنتظر أن تذهب فيفات تلك قبلها وتسرق قلب العائله كما سرقت قلب كارم
لن تسمح بذالك أبدا

كما لن تسمح لكارم أن يتجنبها أكثر من ذالك
منذ ثلاثة أيام وهو يتجنبها تماما..منذ شجارهم الحاد في حديقة منزلها وهي لم تراه او يتصل بها
وكذالك يتجاهل رسائلها المتوعده له..يتجاهلها كلياً
وهذا التجاهل لن تقبل به أبدا

وضعت سماعات الأذن الخاصه بها وهي تحادث شقيقته قائله بجديه...
-نعم رغده..هل وصلوا!..حاولي أستفزازها بقدر ما تتمكني
نعم نعم..لا تقلقي دقائق وسأصل
وحساب شقيقك كَثُر معي..تصرفي ببلاهه..رغده لا تستفزيني أنا..هل أختلط عليكِ الأمر!..حسنا وداعا

أغلقت رغده علي الطرف الآخر وهي تضحك علي تفكير فدوه الأجرامي..هي تعلم أن فدوه تحب شقيقها ..ولن تترك المجال للأخري حتي وأن أطبقت السماء علي الأرض

نظرت بطرف عيناها الي تلك الفتاه التي يود كارم الأرتباط بها..لتضحك ضحكه مكتومه..ف فدوه قزمه وصبيانيه أمام تلك الفارعه الجميله..أنتبه كارم لضحكتها..ليهمس لها..
-هل خلفك مكيده يارغده!
أنا لست مطمئن لمكالمتك الهاتفيه أو بسمتك تلك

رفرفت بأهدابها ببرائه هامسه..
-مكيدة ماذا ياعزيزي..أنا كنت أهاتف فدوه أدعوها لتشاركنا أجتماعنا..أنت تعلم أنها تضيف بهجه خاصه في تجمعاتنا

وجم وجهه وعصر كفه بغضب هامسا..
-ألي أي درجه تنوين أنتِ وفدوه العزيزه أفساد خطبتي من ڤيڤيان..تحدثي يارغده

أقتربت من أذنه هامسه بضحك مكتوم...
-ألي درجه لن تتصورها ياكارم..فدوه أقسمت أغلظ الأيمان أنك لن تصبح زوجاً لغيرها..وما أدراك ماقسم فدوه

أعتلت الدهشه وجهه وهي يسمع كلمات شقيقته،التي تضاهي كلمات فدوه جرأه..صوت ڤيڤيان الناعم أخرجه من دهشته وهي تقول باسمه..
-أين العم معتصم ياكارم

أجابت والدة كارم والتي تجلس جوار زوجه شقيق زوجها
-أنه في صلاة العصر مع منتصر ياعزيزتي..دقائق وسيصلوا

قطع حديثهم دخول معتصم ومنتصر وهم يحاوطون فدوه التي تميل عليهم بدلال..وحاجبيها يتحركان بمكر في وجه كارم الصامت أمامها..وقفت زوجه معتصم وهي تقترب منها فرحه..
-أوووه فدوه الحبيبه..أشتقت لكِ يافتاه
لما لم تأتي طول الشهر الماضي

عانقتها فدوه وهي تقول بدلال..
-تعلمين يافطوم بطوله التنس..والتدريبات
والجامعه والأبحاث..والكثير من الأشغال

أمسكت فاطمه يدها وهي تتجه بها الي ڤيڤيان لتعرفها به قائله بخبث...
-فدوه..هذه ڤيڤيان..يود كارم الأرتباط بها
وهذه فدوه ياڤيڤيان..أبنة أبنة عم زوجي

صافحتها فدوه ببرود قائله..
-نعم نعم أعرفها

لم تعطيها ڤيڤيان أكثر من أبتسامه متكلفه
لتلقي التحيه علي معتصم والد كارم وعمه منتصر
لتقول فاطمه مشيره للمائده...
-تفضلوا الي المائده..لقد أنتهينا من أعدادها وانتم في الصلاه

تحرك الجميع الي الطاوله..لتهمس فدوه الي فاطمه..
-دبري لي مقعد جوار ولدك..لأنني أذا لمحت فيفات تلك جالسه جواره سأطعمها الي الكلام الجائعه في الخارج

أنطلقت ضحكه فاطمه..وهي تجر فدوه خلفها قائله بخفوت..
-ياخوفي منكِ أن تزوجتي ولدي..ستأخذيه مني بالخدائع
والحيل ياأبنة سُميه

ضحكت فدوه لتهمس وعيناها في أعين كارم الصارمه..
-لا تقلقي سأنظم جدول مُقسم بيني وبينك يافطوم

جلست فاطمه وهي تقول لڤيڤيان التي تجاور كارم..
-تعالي جواري ياعزيزتي..أريني كيف تتناولين طعامك مع نحافة جسدك تلك

وقفت ڤيڤيان وأتجهت اليها..لتحتل فدوه مقعدها جوار كارم سريعا..هامسه له..
-تتجاهلني ياكارم!
أنتظر قليلاً وسنري الي أي مدي تستطيع تجاهلي

قبض كارم علي مرفقها بخفيه قائلا بحده هامسه..
-لا تحاولين أفساد خطبتي بها يافدوه..كفي عن جنونك ذاك
أنا الي الآن صامت ومراعي لعقلك الصغير

تجاهلته تماما وهي تقول لمعتصم..
-هل شاهدت المباراه ياعمي!

-نعم يافدوه..شاهدتها لأجلك..ولكن مستواكِ في البدايه لم يكن مبشر..ولكن عكستي الأدوار سريعا..مبارك بنيتي

تحولت دفة الأهتمام من قبل الجميع الي فدوه بشكل تلقائي..بينما ڤيڤيان جالسه تتابعهم بضيق..والضيق الأكثر من فدوه..تلك الفتاه التي تتصرف بغرابه

وأفعالها تلك لا توضح سوي شيئ واحد..أنها تحب كارم
بينما كارم جالس جوارها يتابع عبارتها الفكاهييه كعادته
ولكن تلك المره لم يشاركها مزاحها او يعبث بشعرها القصير ليغيظها..الآن يطالعها بجمود..وعقله غير مصدق لما تفعله

تلك الفتاه تدخل في مالا بعنيها..متشبثه بوهمها الغريب أنها تحبه..كيف تحبه وهي لم تُظهر له مشاعر سابقاً
يعاملها كاشقيقته رغد تماما..يظهر لها مدي أهتمامه بها كاصغيره يدللها جميع أفراد العائله وأسرته أكثر من تدللها

هل عكست تصرفاته شيئا أخر!
هل فهمت أهتمامه لها بشكلٍ خاطئ

صار يفكر بصمت وهو يقلب طعامه دون أن يمسسه
ليلاحظ يدها المتلصصه وهي تضع في طبقه شرائح البصل التي لا تتحمل تناولها..وضعت شريحه..تلو أخري

فدوه"سلسله هى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن