المشهد التاسع
شبك أصابعه علي الطاوله..بعد أن أنتهي طعامهم
منتظراً بدأ الحديث..ليتنحنح قائلا...
-فدوه..أنا أحبك للغايه..ولكن كاشقيقه صغيره
أحبك كالُعبه صغيره أهدتنا أياها والدتك فور مجيئك الي الدنيا..وتعلمين قدرك بقلبي ولكن..انا لا أكن حب المُحبين لكِ ...أسف لهذا..ولكن عليكِ أدراك هذا الأمرتماسكت أمام كلماته الصريحه،والجارحه في الوقت ذاته لتقول بصوت هادئ...
-هل أنت موقن..أنك لا تُحبني..او اي شعور خاص نحويتلجلج لسانه خشيه من حزنها..ولكن حسم موقفه وتحدث بصراحه مطلقه..
-لا أكن لكِ سوي الحب الأخوي فدوه..أنا أسفحركت رأسها بأيجاب وطبقه الدموع الشفافه تطفو في عيناها البُنيه لتقول بخفوت..
-أن كنت تريدني أن أكف عن محاصرتي لك
عليك أن تختفي من حياتي تماما..أنت وحبيبتك..لن تختفي مشاعري ألا بأختفائك،ستكون في أمان تام عن نوبات جنوني..ما رآيك!أنكمش وجهه بحده ليقول..
-أتعاقبينني بالبُعد،أن لم أبادلك مشاعرك!-أنا لا أعاقبك ياكارم..أنا أحصن قلبي من الوقوع لك أكثر
فاعليك أن تساعدني بهذا..أن كنت تحبني كاشقيقتك بحقتنهد كارم بضيق..
-أتمني أن تستفيقي من نوبة جنونك سريعا..ولن أريكِ وجهي ثانيه يافدوهقضمت فدوه شفتاها قبل ان تقول بصوت متهدج..
-تحت أي ظرف ياكارم..لا أود رؤيتك الي أن أتوقف عن حبك..ستعدني وستوفي بعهدكوقف وهو يلملم اشيائه واضعا المال علي الطاوله..ليقول بوجه جامظ بلا تعبير..
-أعدك وسأبدا من الآن..ألي لقاء يافدوهسار بعيدا عنها بعصبيه
هي تدرك حجم غضبه منها..ولكن لن تكذب..ستتعذب للغايه أن رأته مع حبيبته..وربما ستسوء حالتها أكثر
ولا لا تريد جرح..هي تريد أمل في الحياه..أمل ينتشلها من ظلمات اليأس الطاحنه التي تدهس خلايا جسدهاأشارت للنادل بدموع مكبوته قائله..
-كأس ماء أذا سمحتثوان وصب الماء اليها..وعيناه تملح دموعها بفضول..
-لتهمس بحزم لتبعد فضوله..
-أشركسار النادل مبتعدا عنها..لتحاوط كأس الماء بيدها
وعيناها مُسلطه علي مقعده الخالِ..مقعد حلمها الأخير
كارم..ذاك الرجل الطموح..الذي أسس أسمه في عالم المال والعلم سريعا..ليس بالرجل الوسيم للغايه..ولكنه كارم
ذكر أسمه بمفرده يجعل قلبها يطرب دون توقفتوقف بوهن..وأخذت شهيق كبير..يملئ رئتيها..ثم وضعت نظارتها الشمسيه..وأنطلقت الي منزلها..تود الأرتماء في أحضان والدها الحبيب ...تحتاج أليه للغايه
أكثر من حاجتها للراحه المنشودهأستقلت الباص ،وأختارت مقعد جوار النافذه..لتفتحها الي أخرها لتداعب وجهها..ثم وضعت سماعات الأذن لتشرد بأغنيها المفضله
دقائق ليست كثيره وتوقف الباص أمام منزلهم
لتنزل منه بكتفان متهدلان..وأعين ذابله
دلفت الي المنزل..لتلمح والدها جالس أمام التلفازه..ولكنه عندما لمح وجهها الواجم..جعد حاجبيه بقلق
لترفع كفها قائله..بغصه بكاء في حلقها..
-مرحباً..أبيرصدت عيناه حركه الدموع بعيناها..ليفتح ذراعيه قائلا بقلق...
-تعالي ألي بابا ياحبيبة أباكِلم تنتظر أكثر وهي تتجه اليه وتلقي بثقلها بين أضلعه..وعيناها تفيض بالدمع..وماعليه سوي أن ربت علي ظهرها هامسا برقه..
-اهدأي جميلتي..بطلتي..وبطتي الجميله
حبيبة أياكِ وعمره..سند أباها عندما يصبح عجوزاً
من تجرأ وأحزن بطلة أباها!تمسحت في أحضان والدها دون رد..ليصفع رأسها بخفه..
-أدللكِ..وأقول جميله وبطه وبطله..وأنتي كالبقمه تبكين فقط..أريحي قلبي مابكِ يافتاههمست بصوت متهدج..
-أشعر بالوهن ياأبي..أصرفه عني ياأبي..لا أريد الشعور بههدهدها بحنان هامسا بحده..
-أذهب ياوهن..لا تقترب من أبنتي الجميله..هيا أنصرف
فتياتنا قويات لا يشعرن بشيئ قبيح مثلك
هيا تحرك وألا ضربتك..وضربت فدوه أيضاضحكت دون رغبه من مزاح والدها وطريقته في التخفيف عنها..ليربت علي ظهرها قائلا بدعاء..
-أدام الله ضحكتك لي..وجعل يومي قبل يومك ياحبيبة أباكِ..أموت ولا يصيبك أذي وأنا بالحياة يافدوهتجمد وجهها من حديثه الحزين..لترفع وجهها عن صدره هامسه بصوت مهتز..
-هل علمت!لمحت الدموع بأعين والدها وهو يهز رأسه بصمت
ثم شاركها هزة صوتها قائلا..
-علمت..وسنجد حلاً..سنفعل كل ما بوسعنا
وستكونين في أفضل حال..أنا اثق في الله
أنا وحُسين نسعي للسفر و..قاطعته وقد تجمد الدمع بعيناها لتقول بعد صمت..
-لا تخبر أحداً ياأبي..هل أخبرت أمي!هز رأسه بنفي لتقول..
-ولا تخبرها..لا أود أن..أنعجز الكلام عن خروج..أمام عيناي والدها الدامعه
لتقول وهي ترتمي في صدره من جديد..
-أبي لا تفعل بي هذا..لا تضعفني أرجوووكأكتفي بأن يربت علي كتفها دون حديث
وأحشائه تتلوي بعنف..صغيرته العنيده تعاني
وتعاني من ألم مُميت لا يعلمهُ الا اللهتنهد قائلا..
-تبسمي وتفائلي بالخير ياصغيره..فاكل شيئ بالأمل يزدهر
...............
أنت تقرأ
فدوه"سلسله هى"
Romanceقد تكون أنتي..في حاضرك او مستقبلك..أو أنتي في ماضييك كل ماعليكي فعله..أنتي تغمضي عيناك البهييه وتندثري تحت طيات نفسك وتقرأي بأمعان قد تكون حكاتك القادمه التي تعبر عن قوتك، وجمالك،وذكائك أرجو تنالي أعجاب نفسك فأنتي "هي" ...