-*دائمـــًا ما كنت أسمعــها من أبـي, واليــوم أصدقهـا بكـل جوارحـي, عندمـا يعشــق الرجــل امـرأة, يـتخلـى عـن كـل ما يمــلك ويضعــه تحـت قدميهــا, وأولهــم عينــيه وقلبــه متعهــدًا بأنهــم مــلكٌ لهــا, وللأبــد*-
**********
"بردو مصمم ما تسافرش معايا؟!, أنا بجد محتاجاك تبقى جنبي وتسندني, مش متخيلاك مش جنبي, دول 12 سنة يا عـمار"
"كارمــا, أنا مش زعلان, وإنتِ كمـان المفروض ما تزعليش عشان هاتحققـي حلمك اللي بقالك سنيــن كتير بتحلميه يا دكتـورة, و عايزك ترفعي راسـي, و بالمناســبة دي أنا كلمت عمــي و قولتلــه إني هاعزمـك ع الغــدا برة في مكـان شيـك كدة, و بعتـلك فستــان مع طـارق أخـوكِ, هديــة مني ليــكِ, ذكـــرى"
"عمار بتهزر صح؟!, عمار بجد أنا بحبك أوي, إنتَ أحسن أخ و صديق في الدنيا كلها, أنا هاروح أجهز سلام"
إبتســم "عـمار" في حنــان, و نظر لصورتهــا المُعلقـة ببرواز لهما سويــًا وهــو يحملهــا على ظهــره, كم كانـت و ما زالــت جميلــة, تزداد جمالــًا مع الأيـــام, ويزداد كـذلك حبــه وألمــه..
كـم مـن مــرة فكــر بجديـّـة أن يتقــدم لهــا رسميــًا, ليزول عنــه ألمــه ولو بعـض الشــئ, فهــو يعــلم أنهــا لن ترضــى به زوجًــا لها, لأسبــاب أهمهــا أنهــا اعتبرتــه أخــاها, صديــق طفولتهــا, جارهــا, كل المعانــي عدا حبيبــها..
قــرر أن تــلك الليلـــة ستكــون الفيصــل بينهمــا, هـي ستكــون أفضــل بدونــه, فهــو لا يمــلك القــدرة التـي تجعلــه يظــل بجانبهــا حتـى تطالبــه يومًــا بمصادقــة خطيبهــا وحبيبهــا, وأن يسعـــد لاستمــرار علاقتهمــا, هو ليــس بتــلك القــوة..
ارتـدى حُلتــه الســـوداء و ربطـة عنق أنيقــة, و صــفف شعــره بعنايــة ونمـَّـق لحيتــه, وارتــدي حــذاء من الجــلد الفــاخر وساعتــه المُفضلــة, التـي أهدتـــه إياهـــا..
اقتــرب بهــدوء من خزانتـــه, وفتحهــا ملتقطــًا العُلبــة المُغلفــة بعنايــة, وتنهــد في حــزن وخــرج من غرفتــه ليجــد والدتــه تقف أمامــه عاقــدة ذراعيهــا في عدم رضــــا, فابتســم و تقدَّم نحوهــا بحنــان وقبَّــل رأسهـا وأردف في ســلام داخــلي غــريب :
"بحبهـــا يـا أمــي, ومـش هاجبرهــا على حبــي, طـول الســنين اللي فــاتت أنـــا حبيتهــا زي ما هــي, بـس هـي ما حبتنيـش وده مش ذنبهــا, هاقولهــا على اللي في قلبــي وأبعــد, وده أحسنلهــا"
"روح, إعمل اللي إنـتَ عايــزُه, بس خليــك فاكــر إنك كنت دايمـــًا بتقــول إنهــا بنتــك, وحتـة منـــك, أنــا مش موافقـــاك على قرار سفــرك السريــع من غيــر حتى ما تسيبهــا تفكــر, إنتــوا ما تقــدروش تستغـ.."
أنت تقرأ
"أبيــض وأســــــود"
Romanceظلمنـا أنفُسنا كثـيرًا, أُجهد قلبينا بالسُهاد والإنتظار, كُنا الجُناة سويـًا والمجني عليهما, عوقِبنا بالألم والبُعد, وجدتُ عالمي بدونك مُنطفئـًا ليس مُبهجًا, وسعدت بأن وجودك به يجعله باللوني الأبيض والأسود, كالأفلام القديمة التي لطالما سهرنا سويـًا...