"الفصــــل السادس"

84 10 1
                                    

-*يطــول ألمنــا, فهل الحُب باقٍ؟!*-

**********

جلس "عمار" خلف عجلة القيادة وقد غرق في دوامة التفكير, وجاورته "كارما" كذلك بحال مُشابه, مرَّ الوقت عليهما بسرعة في جو من الصمت المشحون, وما إن وصلا حتى ترجلا من السيارة بصمت تقاسماه سويًا, وجذفت في سيرها تهرب من الحديث معه..

مما جعله يتعجَّب كثيرًا, فهي بطبعها مُتكلمة مهما كان شعورها, تنهد بثقل وأصر على مُلاحقتها, ناداها مرات عدة لكنها لم تُجيبه, وما إن وصلت حتى شقتها لتجده يقبض على ذراعها في ضيق, فنظرت له باستفهام ليتحدث باستنكار :

"ما بترديش ليه عليا وأنا بندهك؟!, مالك في إيه عاملة كدة ليه؟!"

نظرت له نظرة باردة استنكرها, ثم أجابته في هدوء وثبات :

"مافيش, مُرهقة شوية ومحتاجة أرتاح, وماسمعتكش وانت بتنده"

نظر لها "عمار" في عدم اقتناع لتُفلت هي ذراعها من قبضته بعُنف وتدلف لشقتها وتصفع الباب خلفها, ليتنهد هو بعصبية ويدلف شقته كذلك ويصفعها خلفه, وانتهت تلك الليلة ببؤس من كليهما..

*********

استيقظت "نهال" من نومها في فزع, ووجدت الدموع قد أغرقت وجنتيها وهي تتصبب من العرق, التقطت أنفاسه وازدردت ريقها بصعوبة وهي تنظر حولها في هيستيريا, نظرت بجانبها وجدت أن دورق المياه فارغ, فبكت في ألم مرير..

ترجلت من فراشها وقد شعرت بجسدها تغزوه برودة قارصة من الفزع والخوف, بدَّلت ملابسها سريعًا وارتدت وشاح رأسها واندفعت من غرفتها وهي تركض نحو غرفة والدها وفتحتها في هدوء رغم إضطراب أعصابها, ذهبت نحوه في هدوء لتجده يتململ في فراشه, فذهبت وقد ارتاحت ملامحها وقبَّلت رأسه برقة..

ترجلت عن غُرفته واستندت على الحائط المُجاور وكتمت شهقاتها بكفها وراحت تبكي بألم, لتستمع لصوته الحاني الخافت وهو يُردف بهدوء :

"إيه يا نونو اللي مصحيكِ دلوقتي؟!"

فُزعت من وجوده ونظرت له بوجه مُحترق من البكاء فانعقد حاجبيه في قلق واتجه نحوها بفزع وأردف في صوت فَزِع :

"نهال إنتِ بتعيطي؟!"

التقطت كفه وابتعدت عن غرفة والدها وهي تأمره بأن يُخفض صوته حتى لا يستفيق والدها, لينظُر هو لها بضيق وعصبية ويستجيب لرغبتها وهمس :

"إوعي تكوني بتعيطي بسبب الحيوان اللي بتحبيه!!, قسمًا بالله ما أخلي فيه حتة سليمة"

إبتسمت إبتسامة أسي من بين دموعها, ثم مسحت دموعها وأردف في ثبات :

"لأ يا زاهر مش هو, مافيش يابني حاجة مُجرد كابوس مش أكتر ما تقلقش"

"أبيــض وأســــــود"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن