"الفصــــل الســابـع"

80 10 1
                                    

-*لكن إنتَ التوهان الوحيد اللي ما قدرتش أنهيه*-

**********

لكن إنتَ التوهان الوحيد اللي ما قدرتش أنهيه

"رااح, راح القلب الطيب راح, الحُضن اللي أنا فيه برتاح, سابلي حبيبي آلام وجراح, راااح"

جلست "نهال" في شُرفتها وقد انبعثت تلك الأغنية من إحدى المقاهي بشارعها, كانت تجلس كالجُثمان الهامد, ودموعها تهبط بسلام, ألقت برأسها على مسند كُرسيها وهي تتذكر ضحكه معها, مُزاحه وغزله بها كحبيب لها, احتوائه لها, رقصه معها, خوفه عليا, مساندته الدائمة لها..

"راااح مين هياخدني في حضني يا غالي.. مين يطمن على أحوالي مين هحكيله على اللي جرالي..

راااح خدت الحلو اللي في أيامي.. خدت معاك أجمل أحلامي وإزاي مش هلاقيك قدامي راااح..

متسبنيـــــــــــش"

دلف "زاهر" الشُرفة والدموع محبوسة بمُقلتيه وقد حمل معه الطعام, وما إن رأته حتى إنفجرت بالبكاء وهي تصرخ بنبرة مكلومة, فضمها له بألم, لتهتف هي بألم :

"يارب أموت, يارب أترحم من الوجع ده بقى, أنا لوحدي يا زاهر, هو روحي وروحي غابت عني, حبيبي مشي يا زاهر, سابني ومشي يا زاهر, يا ريتني كُنت مُت قبل ما اليوم ده ييجي, ضهري اتكسر وقلبي اتكسر وكل حاجة فيا اتكسرت في بُعدي عنه, آآآه يا قلبي, يارب خُدني عشان أرتاح, يارب"

"بس يا نهال كفاية بقى حرام عليكِ إدعيله بالرحمة, زاره مَلَك الموت وابتسمله يا نهال, أنا حاسس بيكِ بس أرجوكِ مش قادر أشوفك كدة, ولا هو كمان هايقدر يشوفك كدة ولا هايرتاح في تُربته, عشان خاطره هو كفاية بقى, استعيذي بالله من الشيطان وادعيله يا نهال"

نظرت له بيأس وراحت تستعيذ بالله من الشيطان بخفوت وتتابُع وشرود, بينما شرع هو في جعلها تتناول الطعام كما المُغيبة, تأكل من يديه وهي تنظر للفراغ بيأس, بينما تسقط دموعه من حالها, فلطالما أشعرته بالأمان, وأذاقته جمال الحُب لأول مرة بالحياة, أذاقته كل شئ جميل وهو الآن عاجز عن مُساندتها..

بينما هي كانت تنظر بالفراغ, تدعو له بالرحمة وشفتيها ترتجف, تتناول الطعام وهي لا تشعر, ترى كل مرة كان يراقصها بحُب, كل مرة كان يسُب زوجها المُستقبلي لأنه سيأخذها من بين أحضانه, كل مرة كان يتلو بها قصة حُبه مع والدتها وكم كانت تُشبهها, تذكرته وهو يُداعبها, حقًــا لن يأتي مثل الأب, فهو الحُب الأول والأصدق..

**************

فتحت "كارما" عينيها بفزع وهبَّت من فراشها على أصوات طرقات الباب المُتتابعة بإصرار, فتحت الباب بفزع لتجده "كريم", يقف وبجواره حقيبة سفرة, وبالمُصادفة فتح "عمار" الباب بنفس الوقت, ليسمع "كريم" وهو يُردف بنعومة وثُقل :

"أبيــض وأســــــود"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن