-*أمتنُّ لها حتى وإن لم تكن أنا, أمتنُّ لحبيبتك التي ساندتك طويلًا, أمتنُّ لها مع أن ذكراها تؤلمني كثيرًا*-
**********
طرقات متتالية سمعها شوشت عليه رؤياها بمنامه, إنزعج كثيرًا و زفر بضيق, لكن لم تدم الطرقات كثيرًا, إذ شعر بيد صغيرة تدفعه برفق, ففتح عينيه البُنيتان ليجده "تيم", و برغم إنزعاجه الشديد إلا أنه ابتسم بحنان, عندما رأى وجهه الجميل الطفولي البرئ, ليردف "تيم" بحماس :
"يلا بابا, كارما اجت ومعها الفطور وناطرتنا"
رفعت "عمار" إحدى حاجبيه باستنكار لدقائق, ثم شرد يستوعب كلماته, استلقي مجددًا على الفراش بأريحية وهو ينظر للسقف بشرود, وبدون سابق إنذار إستمع لصوت موسيقى راقي يأتي من الخارج, إبتسم بنعومة ليُدرك أنها أم كُلثوم, تنهد بثقل ولا يعلم ماذا يفعل بوجودها بجواره بعد هروبٍ منها طال لأعوام..
نهض من فراشه مُتجهًا للمرحاض المُلحق بالغرفة, بينما ترجل "تيم" من الغرفة وإتجه نحو المطبخ, ليجد "كارما" تقف وهي مُنشغلة بتحضير الفطور بالأطباق وعمل المشروبات المُفضلة لثلاثتهم, وما إن أنهت ما تقوم به حتى إبتسمت برضا وهي تضع الطعام على الطاولة الصغيرة بالمطبخ, ليدلُف "عمــار" مُردفًا بإبتسامة هادئة :
"أم كُلثوم؟!, ده إزاي ده؟!"
إبتسمت "كارما" بإنتباه لدلوفه, ثم إبتسمت بهدوء وهي تجلس بجوار "تيم", وتابعت هي بضحك :
"ده أساس كل يوم عندي, بشغل السماعات بتاعتي على أغانيها كل يوم عشان أعرف أبُص في وش الناس, أقعد افطر, شكشوكة وجبنة قديمة وبطاطس مسلوقة ومشروب السكالانس بتاعك, كترحيب بسيط بس ما تتعودش على كدة"
جلس "عمار" وأردف بسعادة عندما رأى فطوره, وأردف بعدم تصديق :
"إنتِ لسة فاكرة فطاري المُفضل, ياااه بقالي زمن ما فطرتش الفطار ده"
وما كادت أن ترد عليه, لكن قاطعتها أم كُلثوم مُجيبة إياه عندما تعالى صوتها..
أنساك.. ده كلام؟!..
انساك.. ياسلام !!..
أهو ده اللي مش ممكن أبدًا..
ولا أفكر فيه أبدًا..
دا مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك أبدًا..
أهو ده اللي مش ممكن أبدًا..
إبتسمت "كارما" إبتسامة متألِّمة وارتشفت من قهوتها هاربةً من نظرات عينيه, بينما ازدرد هو ريقه بصعوبة من كلمات الأغنية التي اخترقت قلبه كسهام لم تُضل غايتها أبدًا, حاول تجاهل الأمر, وإبتسم مُجاملةً وبدأوا في تناول الطعام في هدوء حتى أفسدت أم كُلثوم هدوئهم من جديد بكلماتها..
أنت تقرأ
"أبيــض وأســــــود"
Romanceظلمنـا أنفُسنا كثـيرًا, أُجهد قلبينا بالسُهاد والإنتظار, كُنا الجُناة سويـًا والمجني عليهما, عوقِبنا بالألم والبُعد, وجدتُ عالمي بدونك مُنطفئـًا ليس مُبهجًا, وسعدت بأن وجودك به يجعله باللوني الأبيض والأسود, كالأفلام القديمة التي لطالما سهرنا سويـًا...