عندما وصلنا إلى المشفى أسرع الأطباء بي إلى غرفة العمليات كان عمي ومجد وأدهم ينتظرون بالخارج فقال عمي : أين مجدي لمَ ليس هنا ؟!!
فقال مجد : ماذا تريدون منه من الأفضل أن لا يأتي....
فقال عمي : أنت اصمت لا تظن أنني لن أحاسبك على ما فعلته بها وميس لن تكون لك يوماً ستكون لمجدي فقط....
نظر عمي لأدهم وقال : اتصل به ليأتي إلى هنا إلى عند زوجته....
فابتسم أدهم وقال : حسناً....
أمسك الهاتف واتصل لكن هاتفه كان مغلقاً فاتصل على عمتي ميس فأجابت فقالت : من يتصل في هذا الوقت المتأخر ؟!!
فقال أدهم : هذا أنا يا عمتي أدهم أتصل بمجدي ولا يجيب عليّ أريد التحدث إليه حالاً أرجوكِ بسرعة....
فقالت : ما الذي يحصل يا أدهم هل حصل مكروه ؟!!!
فقال : ميس يا عمتي....
فقالت : ماذا بها ميس ؟!!
فقال : لقد أصيبت بطلقٍ ناري في صدرها ونحن الآن بالمشفى....
كانت عمتي تركض إلى غرفة مجدي فتحت الباب لكنه لم يكن موجود فقالت : هو ليس في غرفته يا أدهم....
فقال : اذهبي إلى الغرفة التي كانت تبقى فيها ميس سيكون هناك....
ذهبت عمتي دون نقاش وعندما فتحت الباب كان مجدي ينام على السرير ويحتضن ملابسها....
قامت عمتي بايقاظه وهي تبكي وتقول : أدهم يريد التحدث معك....
فقال : لمَ تبكين يا أمي ؟!!
خرجت عمتي من الغرفة متوجهةً إلى غرفتها لتيقظ زوجها ليذهبوا للمشفى....
أجاب مجدي وقال : ماذا تريد أدهم ؟!!
فقال : تعال إلى المشفى حالاً....
فقال مجدي : لماذا ما الذي حصل ؟!!
فقال : ميس....
عندها شعر مجدي بألم كبير يجتاح جسده وقال ويكاد صوته أن يختفي : ماذا بها هل اشتد بها المرض ؟!!
كان أدهم يبكي ويقول : لا....
فقال مجدي : إذن متعبة أليس كذلك ؟!!
فقال : لا....
فقال مجدي : ماذا بها أجبني ؟!!
فقال : لقد أصيبت بطلقٍ ناريّ في صدرها والأطباء يقولون أن وضعها حرج ووالدي أخبرني أن أتصل بك لتكون مع زوجتك الآن....
نزل الكلام مثل الصاعقة على مجدي ونهض مسرعاً عن السرير ثم للأسفل متوجهاً إلى سيارته فقلبه الآن من يعمل وليس عقله ركب سيارته وتوجه إلى المشفى لحقه والداه إلى هناك....
مضى بضع دقائق ووصلوا المشفى دخل مجدي مسرعاً إلى المشفى يبحث عن خاله فلم يجده سأل الاستعلامات فقالوا له : انه في الطابق العلوي في آخر الممر في قسم العمليات....
توجه مجدي ووالداه إلى هناك وفي آخر الممر كان يجلس عمي على الأرض ويقف بالقرب منه مجد وأدهم....
اتجه مجدي ناحية أدهم وسأل عنها ولم يكد يجيبه أدهم حيث خرج الطبيب من غرفة العمليات....
أوقفه مجدي وسأله عن وضعها فقال : وضع المريضة حرج الرصاصة أتت بالقرب من القلب ويوجد نزيف بالقرب من قلبها وعلى أثر وقعتها أرضاً نخاف أن يكون قد أصابها شيء كما تعلمون أنها مريضة في دماغها لذا حالتها حرجة لا أستطيع أن أخبركم شيئاً لذا استعدوا لأي شَيْءٍ قد يحصل معها خلال الساعات القادمة....
ذهب الطبيب ومجدي لا يزال يستوعب كلامه ثم نظر حوله وقال : يسخر منّا أليس كذلك ميس بخير لن يصيبها أي شيء ستستيقظ لن يحصل لها شيء لن أسمح بأن يحصل لها شيء....
وقع عمي أرضاً يبكي وعمتي أيضاً أمسكها زوجها في آخر لحظة أدهم ومجد كانوا يقفون لا يتكلمون ولا يتحدثون فقط يتذكرون ما قاله الطبيب....
مرّ على بقاء ميس خمس ساعات أو أكثر عندما خرج الأطباء كانوا لا يزالون أمام الغرفة وقف مجدي وقال : ما هو وضعها ؟!
نظر الطبيب لهم وقال : كما قلت لكم من قبل عليكم أن تكونوا مستعدين لأي شيء قد يحصل نحن قمنا بفعل اللازم الباقي لجسدها وعقلها اذا ارادت الحياة ستعود بإذن الله وحده....
ذهب الطبيب وتركهم مصدومين مما قاله كانوا ينظرون لبعضهم البعض....
لم يتحمل مجدي البقاء خرج من المشفى مسرعاً وجلس بالخارج يبكي وقال : لم يكن عليّ تركك لوحدك لو يكن عليّ الاستجابة لك كان يجب عليّ البقاء معك لن ترحلي عني أرجوك أنا لا استطيع البقاء بدونك لا أستطيع تصور الحياة دون وجودك فيها....
كانوا كلهم يشعرون بالأسى والحزن على ميس كان مجدي يبقى معها بالمشفى ولا يتركها....
مجد وخطيبته غادروا البلاد بعد أسبوعان من الذي حصل وبدات امتحانات الجامعة وميس لم تستيقظ بعد كانت ملك كل يوم تزورها لتطمئن عليها ومجدي كما قلت من قبل لم يتركها لحظة....
مرَّ شهرٌ وثلاث أسابيع على بقاء ميس داخل المشفى ذات يوم في الصباح بدأت تقوم بفتح عيناها الاثنتان لتشعر بيدين فوق يديها نظرت ناحية اليمين رأت مجدي ينام على الكرسي ورأسه على السرير فسحبت يدها منه ووضعتها على رأسه
شعر مجدي بشيءٍ يتحرك على رأسه فرفع رأسه لتلتقي عيناه بعينيها فابتسم ووضع يديه على رأسها وقال : أنت بخير أليس كذلك ؟!
فقلت : نعم أنا بخير لا تقلق....
فقال : الحمدلله على سلامتك....
فقلت : شكراً لك....
قمت بوضع يدي على صدري في مكان الرصاصة وقلت : كم بقيت هنا ؟
فقال : لك شهرين تقريباً....
فنظرت له وقلت : ذهب شهرين من عمري أيضاً أريد الخروج من هنا إلى منزلي....
فقال : أي منزل ؟
فقلت : منزل عائلتي والداي....
فقال : هل جننتي ؟!
فقلت : نعم جننت لن أبقى في ذلك المنزل....
فقال : ان كان ذهابك بسبب مجد فهو قد ذهب منذ فترة....
نظرت له وقلت : حقاً هل ذهب ؟
فقال : نعم لقد ذهب....
شعرت بالسعادة فأكملت : ان كنت تريد الذهاب الان اذهب لن استطيع إبقاءك معي بعد كلامي....
كان ينظر لي وقد ظهرت علامات الغضب على وجهه وقال : انت حمقاء أتعلمين هذا انا انتظر بك لكي تستيقظي منذ شهرين وعندما استيقظت تريدينني ان أذهب هذا لن يحصل لن أنفذ ما تقولين....
فقلت : انا اسفة....
أتى ليقول شيء لكنه صمت فأتيت لأنهض عن السرير لكنني لم أشعر بقدماي فنظرت له فقال : ماذا ؟
قلت : قدماي...
قال : ما بهما ؟
لا تشعرين بهما هكذا قال الطبيب بعد ان دخل إلى الغرفة
فقلت : نعم أنا لا أشعر بهما....
نظر الطبيب لمجدي الذي كان ينظر بحزن وأسى فأمسكت بيده وقلت : لا تقلها أرجوك أرجوك مجدي....
سحب يده من يدي وأتى ليخرج فصرخت : لا تفعل كما فعلت تلك الليلة أنا أريدك معي أنا بحاجة لك....
نظر لي فأكملت : لم يخطر أي شخص في ذلك الوقت سوى أنت لا تتركني كما المرة الماضية أرجوك....
كان يبكي وأكمل سيره فصرخت : لا تخرج لا تتركني....
كان الطبيب يحاول تهدئتي لكنني لم أصمت وعندما فتح الباب نهضت عن السرير لكن قدماي لم تساعدانني فوقعت على الأرض....
فقلت : مجدي لا تذهب أرجوك....
لكنه خرج لم يأبه لكلامي وأتت الممرضة لتساعدني بالجلوس على السرير....
فقلت للطبيب : متى يمكنني الخروج ؟!
فقال : سوف نقوم بعمل فحوص عامة وشاملة بعدها يمكنك الذهاب اذا أردتي.....
فقلت : حسناً....
بعد بضع دقائق أتى عمي وعمتي وأولادهم عدا مجدي كنت أريد رؤيته لكنه لم يكترث لي....
كنّا نجلس مع بعضنا البعض عندما فتح الباب كانت مفاجأتي لا تقل عن مفاجأة من يجلس معي عندما دخلت خالتي....
فقلت : خالتي هذه أنت !!!!
فقالت : نعم هذه أنا يا حبيبة خالتك....
أتت مسرعة ناحية سريري واحتضنتني " كما يقولون الخالة نصف أم كنت أشعر براحة كبيرة في حضنها " بدأت دموعي تسيل كنت أبكي في حضنها فقلت : اشتقت لك أمي!!!
كان الكل يحدق بي عندما قلت هذه الكلمة رفعت رأسي عن صدر خالتي ونظرت لهم لكنني لم أستطع البقاء هكذا أعدت رأسي إلى صدرها أبكي....
أنت تقرأ
ذنب الحب
Romanceروايتي تتحدث عن الحب والذنوب التي تقع على عاتق كل من المحبوبان وما أثره على الآخرين وكيف يستطيع المحب من تخليص نفسه من آلامه💚😘أتمنى أن تستمتعوا بقرائتها😍🥰