الجزء الاول

193 5 0
                                    

استيقظت صباحاً على نفس الكوابيس الكوابيس نفسها منذ أربعة عشر سنة الكوابيس التي كلما أراها أتذكرهم أتذكر كيف رحلوا عني وتركوني لوحدي في هذه الحياة لا أعلم لم في ذلك اليوم طلبت الخروج من المنزل لو أنني أعلم بأن هذا ما كان سيحصل لما طلبت الخروج لزيارة جدي وجدتي....
ذهبت لأتوضأ وأصلي ركعتين لله عزوجل ثم عدت إلى سريري أكمل نومي....
لا أعلم كم مضى من الوقت على نومي استيقظت على صوت الخالة فاطمة تناديني لأتناول طعام الفطور فأجبتها من داخل الغرفة سأبدل ملابسي وآتي ....
بعد ذهابها توجهت إلى خزانتي أخرجت ملابسي عندما فتحتها تذكرت اليوم الأول الذي أتيت فيه إلى هنا انتبهت إلى نفسي وعدت أكمل ارتداء الملابس بعد أن انتهيت من الارتداء نزلت إلى عندهم ....
استقبلني عمي بترحاب كبير وقال : صباح الخير يا عزيزتي كيف أصبحت الآن ؟
فأجبته بابتسامة تشرق وجهي : صباح الورد يا عمي أنا بخير والحمدلله كيف حالك أنت ؟ ثم نظرت إلى البقية وقلت : صباح الخير لكم جميعاً ....
فقالوا : صباح الورد ....
جلسنا على الفطور كان مقعده فارغاً كما في كل مرة كنت أنظر إليه وكلهم ينظرون إلي بعد لحظات عدت أنظر إلى طبقي وبدأت بتناول طعام الفطور ....
بعد انتهاء الفطور حملت الصحون الفارغة وأدخلتها إلى المطبخ جلست قليلاً معهم ثم عدت إلي غرفتي جلست على سريري وقمت بتشغيل الموسيقى وعدت إلى ذكرياتي ارتميت فوق السرير وأنا أنظر إلى أعلى ....
سرحت في ذكرياتي أنا ومجد كنت أتذكر أول يوم أتيت فيه إلى هنا والسبب الذي أتى بي إلى هنا ....
كان عمري ست سنوات كنّا ذاهبين أنا وأمي وأبي وأخي لزيارة جدّي وجدّتي كنّا فرحين كثيراً لكنّه حصل أمرٌ فظيع ارتطمت السيارة التي كنّا نركبها بشاحنة كبيرة الحجم وعندما استيقظت كانوا قد رحلوا أمي أبي وأخي لقد تركوني ورحلوا لم يعد أحدٌ منهم موجود بقيت أنا كان عمي يبقى معي حين كنت بالمشفى لم يكن يتركني لوحدي كنت كل يوم أستيقظ أريد رؤيتهم ....
بعد مرور أسبوعان على بقائي داخل المشفى خرجت بصحبة عمي كنت أظن أنني سأذهب إلى منزلنا لكنني قد ذهبت إلى منزل عمي قاموا بالترحيب بي بشكل كبير ومفرح لكنني لم أشعر بالفرح بل العكس شعرت بألمٍ يجتاح كل جسدي ....
أخرجني من العودة إلى ذكرياتي صوت دقات الباب العالية فأطفأت الموسيقى وأذنت بالدخول للذي يدق الباب فتح الباب ودخل الذي بالخارج وكان عمي فابتسمت له فاقترب وجلس على حافة السرير فقال : هل أنتي بخير لماذا عدت إلى العزلة كنت تجلسين معنا فرحة لا تمر ساعة بدون جلوسك معنا ما الذي حصل لك هكذا بعد سفر مجد لم تعودي كما كنت ؟؟!
نظرت له وبكائي سبق كلامي فارتميت في أحضان عمي وقلت : أريد أبي أريد أمي أريد أخي أريد عائلتي يا عمي لم تركوني لوحدي أنا أشعر بالوحدة بدونهم هم كل حياتي لم رحلوا عني لم رحلوا ؟!
جفلت عيون عمي وهو ينظر للذي حصل أمامه منذ قليل كانت هذه أول مرة منذ أربعة عشر سنة أذكر عائلتي وأذكر أنني أريدهم فاحتضنني عمي داخل أحضانه وكان يجذبني إلى صدره ويقول : أنا عائلتك يا عزيزتي أنا أمك وأبوك وأخوكي أنا كل شَيْءٍ لك في هذه الحياة أنت ابنتي يا عزيزتي أنت ابنة أخي العزيز كيف لي أن أتخلى عنك وأن أترك رعايتك لشخصٍ آخر أنت ابنتي أنا ابنتي أنا وحدي ....
رفعت عيوني أنظر له وكانت نظراته تظهر خوفه عليّ فابتسمت وقلت : أنا آسفة لجعلك تقلق عليّ يا أبي لطالما كنت عائلتي ولم تشعرني بفقدانهم كنت أبي وأمي كنت أخي وكل عائلتي كنت صديقاً لي حبيباً وكل شخص يحتاجه الإنسان ليقف بالقرب منه كنت خير سندٍ لي في هذه الحياة أنا أحبك كثيراً يا أبي أحبك كثيراً ....
ابتسم عمي وقال : وأنا أحبك يا ابنتي لكنني سأنتظر عودتك كما كنت حينما كان مجد هنا ....
فابتسمت وقلت : بإذن الله يا عمي ...
خرج عمي من الغرفة وكنت أنظر إلى المكان الذي خرج منه قبل قليل وقلت : لن أسامحك على ما فعلته بي يا مجد لن أسامحك طوال حياتي ....

ذنب الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن