الجزء الثاني عشر

34 2 2
                                    

خرج كل من كان يجلس وبقيت خالتي معي كنّا نتحدث أنا وهي وتطمئن على حالتي مضى ساعات وأنا أجلس معها كان جسدي هنا لكن عقلي مع مجدي كنت أفكر به أين هو وأين ذهب لم تركني وحيدة أنا أحبه وأريد البقاء معه لا أريد أن يحصل معي كما حصل معي منذ سنوات....
أخرجتني من خالتي من تفكيري عندما وضعت يدها على وجهي فنظرت لها فقالت : ماذا بك عزيزتي يوجد كلام تريدين قوله هيا أخبريني يا عزيزتي....
فقلت : هل هاتفك معك ؟
فقالت : نعم....
فقلت : هلّا أعطيتني إياه أريد أن أتصل بشخص وهاتفي كما تعلمين لقد كُسِرَ في تلك الليلة....
أعطتني خالتي الهاتف فاتصلت بمجدي سمعته يقول وقد بدا التعب في صوته : السلام عليكم من يتصل ؟
فقلت : انا....
فقال : من أنت ؟
فقلت : ميس....
صمت ولم يجبني فقلت : لمَ ذهبت لم تركتني لوحدي وأنا بحاجة شديدة لك لمَ فعلت هذا ؟
فقال : انا آسف لكنني بحاجة للبقاء بعيداً قليلاً....
لقد شعرت بغصةٍ في قلبي : كما تريد افعل ما تشاء أنا أعتذر لأنني أزعجتك أراك على خير إلى اللقاء....
كدت أغلق الهاتف لكنني  سمعته يناديني فقلت : ماذا ؟
فقال : أنا سوف أسافر بعد قليل انتبهي على نفسك....
فقلت : إن شاء الله تصل بالسلامة....
أتى ليقول شيئاً لكنني أغلقت الهاتف بسرعة كانت خالتي تنظر لي وانا نظرت لها وصرت أبكي فاحتضنتني فقلت : خذيني معك أرجوك....
نظرت لي وقالت : هل حقاً تريدين الذهاب معي ؟
فقلت : نعم...
فقالت : كما تريدين يا عزيزتي....
خرجت خالتي ودخلت عمتي كانت تقول لي ان مجدي مسافر اليوم وسيعود بعد فترة ليست بقصيرة....
فقلت : لا تقلقي عليه سيكون بخير....
دخلت خالتي والممرضة وكرسي متحرك لأجلس عليه فقالت عمتي : إلى أين ؟
فقلت : عند خالتي....
فقالت : أنت مسافرة إلى دولة ثانية أتعلمين هذا ؟
فقلت : نعم عمري يسمح لي بالاختيار أين أذهب وأنا تعبت هنا لذا سأذهب للبقاء هناك....
فقال عمي : لن تبتعدي كثيراً عني أليس كذلك ؟
فقلت : لا تقلق لن أستطيع الابتعاد سأتكلم كل يومٍ معك....
احتضنني عمي وزوجته ثم عمتي وقلت لها : لا تخبريه بأنني ذهبت وإن سأل عني فأخبريه أنني أتعالج ونادراً ما أجلس بالمنزل....
خرجت أنا وخالتي والتقيت بأدهم عند باب المشفى الذي أحضر حقيبة ملابسي معه فأمسك بي وأوقفني على قدمي وهو يمسك بي واحتضنني وقال : سأشتاق لك كثيراً لا تطيلي الغياب علينا....
فقلت : لن أطيله أعدك....
ركبت السيارة أنا وخالتي متجهين إلى المطار ركبنا الطيّارة متجهين إلى دولة أخرى وأشخاص آخرين....
عندما وصلنا كان ابن خالتي رامي ينتظرنا " خالتي اسمها مجد " ساعدني للجلوس بالسيارة وهو كان يقود لقد كان ينظر لي من المرآة فقال : لقد كبرتي كثيراً ميس لم أظن أنني سأراك هكذا....
فابتسمت وقلت : شكراً لك يا رامي....
توجهنا إلى المنزل حيث تسكن عائلتي كان جسدي معهم نعم لكن تفكيري كان كله بمجدي ماذا يفعل هل وصل متى سيعود هل سيبقى هناك....
كان رأسي قد بدأ يؤلمني فوضعت يدي عليه فقال رامي : هل انت بخير ؟
فقلت : لا تقلق انا بخير رأسي يؤلمني فقط....
بعد القليل من الوقت وصلنا إلى المنزل نزلنا من السيارة إلى المنزل وانا اجلس على الكرسي المتحرك لم أستطع التحرك فكان رامي يدخلني وانا على الكرسي إلى الداخل عندما فتح رامي الباب قفزت فتاة صغيرة ناحيتنا وصرخت : أمي!!!!!
فقالت خالتي : ميس حبيبتي تعالي....
حدقت بهما وهي تحتضنها شعرت بغصة كنت أتمنى ان تكون امي هنا لكي احتضنها وابكي على صدرها....
دخلنا إلى المنزل فقلت لخالتي : أين أريج لا أراها هنا ؟!
فقالت : ستأتي انتظري....
وضعت يدان على عيوني فرفعت يداي لأنزلهما ونظرت للشخص فكانت أريج فابتسمت لها واحتضنتني وقالت : يا الهي كم اشتقت لكي لقد مر زمن طويل على رؤيتي لكي لقد كبرتي كثيراً لكن لماذا تجلسين على هذا الكرسي ؟!!
كدت ان أقول لها لكن خالتي قاطعتني وقالت : ميس تحتاج للراحة رامي ساعدها بالصعود إلى الأعلى وأنت يا أريج فلتهتمي بها جيداً....
فقالت أريج وهي تبتسم : لا تقلقي عليها هي في أيادٍ أمينة....
كان الدرج طويل جداً فقال رامي : سوف أقوم بحملك للأعلى وأعود لأحضر لك الكرسي بعده....
شعرت بالخجل منه وكدت أن أعترض لكنه قام بحملي وصعد للأعلى لا تزالين خفيفة الوزن كما كنت وأنت صغيرة هذا ما قاله رامي بعد أن قام بحملي....
نظرت له وأنا أبتسم فقلت : هل ما زلت تتذكر ذلك ؟!
فقال : نعم لم أنسى شيئاً تغير شيء وحيد فقط وهو أنك أصبحت فتاة كبيرة وأجمل بكثير من ذي قبل....
فقلت : ليت أمي هنا😭😭
فنظر لي وقال : ميس أنت لست على طبيعتك هل حصل معك شيء ؟!
فقلت : لا لم يحدث أي شيء....
وصلنا للغرفة فقال : هل تستطيعين فتح الباب ؟
فقلت : نعم وقمت بفتحه أراد أن يضعني على السرير فقلت : أنزلني هنا أنا سأمشي إلى هناك....
فقال : لكن قدماك ولم يكمل عندما رآني أنظر لهما والدموع في عيناي فقال : انا اعتذر لم اكن اقصد اَي شيء....
فقلت : لا باس لم اغضب منك....
اقترب مني وقبلني على رأسي😳كم شعرت بالخجل عندما نظر لي وابتسم فابتسمت لا إرادياً....
خرج من الغرفة ودخلت أريج بعد دقيقتين أحضر رامي الكرسي وكان ينظر لي ويبتسم جلس قليلاً معنا ثم خرج لكي نتوجه إلى النوم انا وأريج....
خالتي مجد شقيقة أمي التوأم
رامي ابن خالتي الكبير ويبلغ من العمر ٢٥ عاماً هو شاب وسيم طويل القامة...
أريج ابنة خالتي هي في مثل عمري تدرس إدارة أعمال وهي امي الثانية في تفاصيلها وملامحها وطريقة كلامها وابتسامتها لذلك أحب رؤيتها.....
ميس وهي أيضاً ابنة خالتي تبلغ من العمر سنتين ونصف هي فتاة مرحة بكل ما للكلمة من معنى وهي جميلة تشبه رامي في جمالها....
زوج خالتي توفي منذ سنتين بسبب مرض خبيث....
هذه هي عائلة خالتي هي خالتي الوحيدة أحبها كثيراً لأنها ما تبقى لي من أمي....
خلدنا إلى النوم أنا وأريج لكن هاتفي جاءه اتصال ففتحته دون أن أنظر إلى من المتصل فقلت : الو بصوت ناعس
فأتاني صوته : كيف حالك  هل أنت بخير ؟!
فقلت : مجدي بصوت متقطع
فقال : نعم انا مجدي كيف حالك هل انت بخير ؟!
شعرت بوخزة في قلبي لكنني لم أكترث فقلت : انا بخير لا تقلق وانت كيف حالك ؟!
فقال بعد أخذه لنفس طويل : لا اعلم
فقلت : كيف لا تعلم ؟!
فقال : لا اعلم هيا إلى اللقاء انتبهي على نفسك...
فقلت : لكن لا لا يوجد شيء إلى اللقاء...
أقفلت الهاتف وجلست أبكي استيقظت أريج على صوتي وانا ابكي فقالت : ميس هل انتي بخير ؟!
نظرت لها وقلت : اريد امي....
نظرت لي وقالت : اهدئي عزيزتي اهدئي سوف أحضر لكي بعض الماء....
كانت غرفة رامي مقابل غرفتنا كنت أكتم صوت بكائي لكنه استيقظ على صوت شهقاتي التي بدأت ترتفع ففتح الباب ورآني أجلس على السرير وأبكي وأكتم أصوات شهقاتي فدخل بسرعة وقال : ماذا بك ميس لم تبكين هل أنت بخير ؟!
حضرت أريج ومعها خالتي كانت تنظر لي بقلق فقالت : عزيزتي أنت بخير فارتميت في أحضانها وكنت أبكي وأقول أريد أمي يا خالتي أنا تعبت لم يعد لي طاقة للبقاء أنا حقاً أشعر بالتعب لا أستطيع التحمل اكثر اخبريني لم ذهبوا وتركوني وحيدة لم بقيت انا لم لم اذهب معهم انا حقا اشتاق لهم أمي أبي وأخي أيضاً انا اشتاق لهم كثيراً كثيراً يا خالتي.....
كانوا ينظرون لي ويبكون فقالت خالتي لرامي وأريج أن يخرجوا لكي تبقى معي وتهدئني قليلاً فخرجا من الغرفة ووضعتني خالتي في أحضانها وتقرأ على رأسي آيات من القرآن الكريم لكي تريحني حتى نمت وأنا بين يديها قامت بوضعي على السرير ومن ثم خرجت وأرسلت أريج إلى عندي....

ذنب الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن