بدأَت الحرب، ذهبَ أبي للجيش، أمّا أُمّي وأشقّائي التوأم فقد ماتوا بكل بساطة في الحرب، ببساطة ودون أي مقدمات حتّى! هم فقط ماتوا! أثناء زيارتهم لجدّتي، التي انهار منزلُها بسبب القصف اللعين، ولم أعرف بعد الحرب أي شيء عن باقي أقاربي، وحتّى أبي لم أعرف عنه أي شيء، أمّا أنا فقد جمعتُ ما استطعت من الثروة التي في منزلي واتّخذت مخبأً لي، أَتنقّلُ كل يوم إلى مكانٍ أكثر أمانًا لعلّ قلبي يشعرُ بالاطمئنان ولو ليومٍ واحد، ولو لدقائقَ معدودة، بقيتُ على ذلك الحال إلى عام ٢٠٣٦ إلى أن انتهت الحرب، وانتهت طاقات الناس معها، وانتهى كل شيء آخر معها، لقد كان الترميم بعد الحرب صعبٌ للغاية، لكن الحياة لم ولن تتوقف رُغم كل شيء، لذا، وبعد ثلاث سنوات من المعاناة، انتهت الحرب، كنتُ منهكًا، كثيرًا، خاصّة بعد أن استلمت رسالة مفادها بأن أبي أيضًا قد مات في الحرب، أنا هذه المرة وحيدٌ حقًا، ذلك ما كان يتردّد في عقلي طوال الوقت، وفي قلبي، لِحسن الحظ أنّه قد تبقّى لي من الثروة التي جمعتُها، لذا اشتريتُ شقة صغيرة، ولكن أنا الفتى البالغ من العمر ٢٠ عامًا أنهكني كل شيء ، فقدتُ بيتي العزيز وعائلتي الحبيبة، فقدتُ بلدتي ومدرستي وكلّ شيءٍ آخر ممّا كنتُ أملك، لذا عقدتُ مع نفسي اتفاقًا غريبًا
" أنا والآن وبتاريخ ١٠- سبتمبر- لعام ٢٠٣٦ سأسمح لنفسي بالاختباء في المنزل، والبكاء طوال هذا العام، سأسمحُ لنفسي أن أذرف جميع الدّموع التي لم أستطع ذرفها قبلًا بسبب صدمتي، سأكونُ كئيبًا وجدًا ولكن بعد سنة تمامًا، وفي تاريخ ١٠-سبتمبر-لعام ٢٠٣٧ سأبدأ حياة جديدة وأنسى الماضي تمامًا"
على أي حال لقد ادّخرت أيضًا الكثير من المال لأجل مشروع سأفتتحه عندما أبدأ حياتي الجديدة، ف إن لم أستثمر أموالي ف إنها ستُهدَر بالتأكيد ومن ثم ستنفذ وسأموت جوعًا، هذا ما كنت أُفكّر به، ومرّت تلك السّنة بسلام، ولا أعني ذلك السلام الحقيقي، فلم أكن أتناول سِوى الرامن، ولم يمر يوم دون أن أبكي أو أتذكر الماضي وأحلم بكوابيس، لقد عانيتُ كثيرًا، تدهورت صحّتي وكدتُ أفقد عقلي أيضًا، ولكن الشيء الوحيد الذي حاولتُ بذل جهد لأجله هو البحث عن كيم تايهيونق، بحثتُ عنه على الانترنت وسألت كل المواقع التي استطعت زيارتها، ولكن أخباره اختفت تمامًا، قلبي كان يؤلمني خشية أن يكون قد مات، فَ أنا أشعر بأنه هو كل ما تبقى لي من بعد عائلتي، لا أريدُ فقدانه، أبدًا أبدًا، سأبحثُ عنه إلى أن أعرف ما حلّ به، كان هذا هو كل تفكيري، لكن وبعد أن انتهت تلك السنة وبكل صراحة لم أستطع أن أبدأ حياة جديدة، فالأمر لم يكن بتلك السهولة ، فالكآبة قد اكتسحت قلبي وأعلنت استقرارها به، لذا قرّرتُ مراجعة طبيب نفسي لعلّه يستطيعُ إنقاذي، فبالنهاية أنا بارك جيمين وأنا لا أُخلِف بوعودي أبدًا، لذا بدأت وبتاريخ ١١- سبتمبر-٢٠٣٧ الذهاب لطبيب نفسي، والذي أوصاني بالذهاب إلى طبيب آخر أيضًا، ليس لأجل صحّتي النفسية، بل لأجل صحّتي الجسدية، التي كانت متدهورة وبشدّة، لذا بدأتُ العلاج مع الطبيبين، الطبيب كيم نامجون لأجل صحّتي الجسديّة، والطبيب كيم سوك جين لأجل صحّتي النّفسيّة، والذي بدوره نصحني بنسيان كيم تايهيونق، لأنّ بحثي عنه على الأغلب سيكون بلا فائدة، وسيُعَلّقني بأوهام أكثر فحسب، لذا كنتُ ملزمًا على عدمِ الاستماع لأيٍّ من أغانيه إلى أن أُشفى تمامًا، وحتى صوره كان علي حذفها من هاتفي، لا كيم تايهيونق بعد اليوم، كان ذلِكَ صعبٌ علي وجِدًا ، حاولتُ إخبار الطبيب جين بذلك، حاولت إخباره بأن عائلتي قد ماتت لذا اقتنعتُ بعدم وجودهم حولي بعد الآن ، لكن تايهيونق ربما لم يمت، ربما هو موجود في مكان ما في هذا العالم، يغنّي لنفسٍه برثاء لحالِه الذي فقد ما فقد بالحرب أيضًا، لكن سوكجين أخبرني:
أنت تقرأ
حَرْبٌ سَرْمَدِيّة! | ڤيمين
Fanfictionكل ما هو مكتوب هنا مجرد مذكرات لفتى أنت لا تعرفُه حتى، ف هل أنت متأَكِّد أنك تريد تضييع وقتك على هذا يا هذا؟!! -بارك جيمين. السرمدي هو ما لا بداية ولا نهاية له، وكذلك كانت الحرب لي، إلى أن ظهَر أحدهم؟ ربّما! -كيم تايهيونق. *صداقة*