الفصل الثالث: شروط صاحب الأرض..!

111 6 8
                                    

"في بعض الأحيان نضطر أن نفعل أشياءا لم تكن لتخطر علي بالنا قط، أشياءا إذا ذكرها أحدا ما أمامنا فأننا سننفر من كلامه ولا نصدق أنه فعل مثل هذه الفعلة البشعة! ولكن كما قلت في البداية..ستظل الرغبة في البقاء أقوي من أي شئ.."

*****

سراج يحكي ما حدث بعدما وقع هو و"سلامة شديد" و"كالتر رنييه" في الحفرة المتواجدة في المنطقة النائية:
كانت مجرد ثواني معدودات تلك التي سقطنا فيها ولكني كنت أشعر كأنها كالدهر وأنني قد عبرت الي منطقة الزمكان مثلا أو أنني ذهبت في رحلة الي مركز الأرض! تلك القصة الحمقاء التي كنا ندرسها بالصف الثالث الأعدادي! ولكني أشعر جدا أنني البروفسير "ليندبروك"! ومن "أكسل" يا تُري؟! سنعرف بعد دقائق من الأن!
كما أنني -كما قلت- في البداية أشعر أنني أصبحت واحدا من هؤلاء المراهقين البؤساء أبطال قصص "صرخة الرعب"، فلقد كنا بتخييم وجو المعكسرات هذا يسود المكان، ومن ثم وصلنا منطقة نائية..وانتهي بنا الأمر في حفرة مظلمة ينبعث منها ضوء شديد الخفوت..
بعدما سقطنا بالأسفل حاولت النهوض من علي الارض فلقد كان ارتطاما شديدا، أخذت أسعل بشدة من جو الأتربة الذي يسود المكان..وعلي أثر الضوء الخافت المنبعث من الحفرة فوقنا رأيت "كالتر" و"سلامة" يحاولان النهوض، وما أن نهض كالتر حتي وجدته فجأة ينقض علي سلامة ويمسك به من ياقة قميصه! تفاجأت مما يحدث بشدة ووجدت هذا كالتر يسبه بالأنجليزية وهو يقول في غضب: "أنت السبب في هذه المصيبة التي نحن بصددها الأن! نعم أنت السبب عندما اخترقت هذه البقعة المقدسة أنت وصديقك الأبله الذي ادعيت أنك لا تعرف اين ذهب بينما أنت تعرف أنه قد وقع بهذه الحفرة!"

تتدخلت بينهما كي أفك الأشتباك وأنا أقول بالأنجليزية مخاطبا كالتر: "أين كان ما قد فعله سلامة فنحن في مركب واحدة الأن! علينا التفكير بطريقة هادئة كيف يمكننا الخروج من هذا المكان!"

قال كالتر بسخرية: "أوه! ان الخروج من هنا غالي الثمن للغاية..ولكني أشعر أنك فتي ذكي منذ أن رأيتك، أعتقد أن وجودك سيكون مفيد جدا لإيجاد حل لهذه الكارثة التي نحن بصدادها.."

علي الرغم من ذكره كلمة "كارثة" والتي من المفترض أننا نعصرها الأن إلا أنني كنت مزهوا بنفسي من إطراء "كالتر" عليّ! أنا لا أفهم شيئا مما يحدث بعد ولكني أشعر بالتفاؤل وأنني سأحظي بمغامرة فريدة من نوعها..

بعد دقائق من الصمت المميت وكالتر ينظر لسلامة والشرار يتطاير من عينيه من وقت الي أخر، قال كالتر في امتعاض: "اتبعاني..اتبعاني لكي نخرج من هذا النفق.."

نفق..! أنحن بنفق! أستعجبت جدا من هذه الكلمة، وزادت دهشتي عندما وجدنا أنفسنا بالفعل نسير في ممر واسع غريب الأطوار يشبه السكك الحديدية، وكلما تقدمنا أكثر في هذا الممر وجدنا الضوء يزداد شيئا فشيئا..

سلسلة "ظِلاَلْ المَشْرحَة" || "!!Morgue's ShadoWs"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن