لم أتوقع أبدا أن أفقد طريقي وسط الأدغال في هذه المدينة المرعبة المليئة بالدمي المعلقة هنا وهناك!!
ربما توجد قاعدة سنمشي عليها طيلة هذه القصة، وستعرفنا بهوية القاتل...
"وتبقي الرغبة في البقاء أقوي من أي شئ، وفي النهاية لا مكان للضعيف..والبقاء للأقوي...
*****كل شئ قد تم بسرعة رهيبة وبطريقة غير متوقعة بالمرة! ما هذه "السرعة" "والأنجاز" في تخليص تأشيرات السفر والجوازات؟! من الواضح أن مكتب "رحلتك المستريحة" مكتب أمين ومحترم جدا..محترم جدا..محترم "اوي"..محترم "بزيادة"..محترم "خالص"..
ماذا قلت أنا..؟! الجواب واضح من عنوانه! بالطبع أن أسخر عندما أقول أن كل شئ تم بسرعة وإنجاز! وأنا بصراحة لا أفهم ما الذي يرغم أبي علي الأكمال في هذه الرحلة الغير مبشرة بإي خير..!كما أن كل ما يشغل تفكيري حاليا هو الأستفسار عن كيفية الأحتواء..اوه يا عمي لقد تركت في نفسي شرخا عميقا بسبب مصطلحك هذا..جزاك الله كل خير وألف خير يا رجل..وجاء اليوم المشؤوم! يوم سفرنا! هذا اليوم والذي كان يوافق يوم الخميس من شهر يناير، اتفق معانا صاحب مكتب "رحلتك المستريحة" المبجل والذي كان يدعي "أكرم رحيم" علي مكان التجمع، والذي كان أمام المكتب نفسه، ومن مكان التجمع هذا سنستقل حافلة تابعة للمكتب تودعنا الي المطار..وكان موعد التجمع في تمام السادسة صباحا.
وهكذا انطلقنا أنا وأبي في تمام الخامسة فجرا من الأسكندرية ونحن لا نتفوه بحرف واحد، من الواضح فعلا أن أبي يستمع لنصيحة عمي ويحتوني..وعندما وصلنا الي مكان التجمع لم نجد أي أتوبيس منتظر! كما أن المكتب نفسه لم يكن مفتوحا! وهكذا وقفنا امام المكتب قليلا وأبي يتصل بضجر علي هذا المدعو "أكرم رحيم" ولا يجيب..أتتصورن أننا أتنظرنا كثيرا لدرجة أن أبي تخلي عن "برستيجه" وهو يجلس علي الرصيف مثل بايعين اللبن وهو يقول: "الله يخربيتك يا فريد علي بيت سنينك! هو دة المكتب المحترم اللي عمل اوكازيون نار!"
وأخيرا بعد انتظار دام لساعة ونصف تقريبا ظهر أمامنا أتوبيس متهالك المنظر نزل منه "أكرم رحيم"، لم يعط فرصة لأبي وهو يقول بطريقته المستفزة والتي تتسم بالامبالاة غير متناهية:
"معلش يا استاذ نور أنا...."أوووووه! "جالك الموت يا تارك الصلاة"!! ها أنت يا أكرم تلعب علي وتر أبي الحساس بتلقيبه بأستاذ، وفي هذه اللحظة أنفجر أبي في هذا المعتوه وهو يقول: "أولا اسمي دكتور نور وتتكلم معايا بأحترام عن كدة! ثانيا أحنا بقالنا أكتر من ساعة واقفين في الشارع عشان في الأخر نروح بالأتوبيس المتاكل مرة دة! علفكرة احنا دافعين فلوس مش رايحين ببلاش!"
قال أكرم وقد اتضح عليه التوتر من صياح أبي الشديد: "يا دكتور نور التأخير دة مكنش بإيدي! أصل في عائلتين هايطلعوا مع حضرتك وابن حضرتك الرحلة..وعلي ما جبناهم من البيت وجهزوا شنط سفارهم بقا وكدة..!"
أنت تقرأ
سلسلة "ظِلاَلْ المَشْرحَة" || "!!Morgue's ShadoWs"
Mistero / Thriller"وصلت الي غرفتي المشؤومة سريعا بعد رحلة عناء تحت الأمطار..ربما كنت أرتجف بردا لا أكثر..فكيف أرتجف خوفا؟ كيف أرتجف خوفا وأنا تلاحقني الجرائم أينما ذهبت! تمددت علي فراشي بثيابي المبللة وأنا أحاول أن أهدأ..وأخذت أفكر في كل ما مررت به في حياتي من أشياء...