سلسلة "ظِلاَلْ المَشْرحَة" || "!!Morgue's ShadoWs"

الفصل الرابع والأخير من العدد الأول: نصمت لأننا لا نملك إلا هذا الخيار..!

الجريمة الكاملة..؟ هل يوجد حقا ما يعرف بالجريمة الكاملة؟ لا، من وجهة نظري لا توجد جريمة كاملة، ولكننا إذا تصفحنا تاريخ الجريمة سنجد بعض الجرائم التي ظلت معلقة حتي لحظتنا الراهنة، جرائم مفتوحة لا حلول لها، لم يتم إلقاء القبض علي هذا القاتل المتوحش حتي الأن..إذن هل هذا يعني أن هذه جريمة كاملة؟ لعدم اكتشافها مثلا؟ ولكن من قال انه لم يتم اكتشافها! في بعض الأحيان يكون علينا التكتم علي الحقيقة، في بعض الأحيان لا نملك إلا الصمت خيارا..انتظارا لهذه اللحظة التي تتحقق فيها العدالة الألهية..
*****
سراج يروي لنا تفاصيل اكتشاف أول جريمة اعترضت مسار حياته:
في مكتب "نور واهاب" والد سراج:

ولوهلة لم أعرف ماذا أفعل في بداية الأمر، ولكني تقريبا أصبح لديّ خلفية شبه مكتملة عما حدث لأنس المنسي، فبعدما رأيت هذه القناديل الصغيرة المندفعة من ماسورة الفلتر جاء لي فكرتين يجب تنفيذهما قبل أن يتم القبض علي أبي وتنفيذ حكم الأعدام فيه!
أخذت أعبث بادارج الأدوات الخاص بأبي وأخرجت منه تلك القفازات الطبية البيضاء وارتديها، ومن ثم أخرجت "كماشة" من الدرج أيضا، وبعد ذلك أفرغت مكانا علي مكتب أبي حتي يكون مسرحا لتشريحي الأول! أعتقد أن مهنة طبيب شرعي تروق لي كثيرا، فبعد هذه الواقعة بالذات شعرت ان هذه المهنة هي الأنسب لي، وهكذا أزحت هذا المفرش الذي يغطي المكتب وبعدما هيأته لأستقبال جثتي الأولي اتجهت بخطي واثقة نحو حوض الأسماك وبيدي الكماشة، شمرت عن ساعدي وأنا التقط أحد قناديل البحر الصغيرة بالكماشة! لا أحد يسألني عن ماذا أفعل ولكنني أشعر أنه يجب فحص هذا القنديل عن قرب..وطبعا أنا لم أشرحه تشريحا كليا فهذه مجرد تجربة بسيطة في عالم التشريح!
ألقيت هذا الكائن الرخوي علي المكتب وبالطبع مازال علي قيد الحياة، أخذت أفكر في طريقة لقتل هذا الكائن الذي لا يموت بل ينتحر! نعم قناديل البحر لا تموت ولكنها تنتحر..وهناك أنواع تقوم بتجديد نفسها، أي أنها عندما تصل لمرحلة الشيخوخة تقوم بتجديد نفسها لتعود صغيرة مرة أخري! كائنات صعبة المعشر صراحة! وقفت أتأمله للحظات وأنا أفكر ماذا أفعل به، أخذت أعبث في أدراج أبي مجددا بحثا عن أي شئ لقتل هذا الكائن، حتي وجدت مطرقة طبية عجيبة المنظر لا أعرف ماذا يفعل أبي بها، ولكني شعرت أنها ستكون مفيدة، وبالفعل أخذتها وطرقت طرقتين علي رأس هذا القنديل، أعتقد أنني يمكن تصفحه الأن بسلام..
وبحرص شديد بدأت أفحص أذياله وهي أهم شئ بالنسبة لي لأنها توهجت باللون الأزرق، وجدت شيئا ما مترسب عليها ،مازالت لا أفهم! وللمرة المليون أعبث بادارج أبي الطبية بحثا عن أي شئ مفيد، وفي درج اخير وجدت شيئا لم اتوقع رؤيته أبدا! كنت سأموت من الدهشة وأنا أخرج زجاجة صغيرة مشابهة لزجاجة حافظ شاهين من الدرج وكانت مخبئة بعناية شديدة..الأن تأكدت عندي فكرة أنني إذا لم أسرع سيتم تنفيذ حكم الأعدام في أبي!

نعم ! هناك أحد يلفق الجريمة لأبي! يضع له قناديل البحر في ماسورة الحوض، ووضع أيضا تلك الزجاجة التي ترتبط بالجريمة ارتباطا وثيقا، وأنا أكيد أنه سيتم تقديم بلاغ لرمزي هيكل سيدفعه للمجئ لتفتيش العيادة هنا، لذلك يجب أن أتخلص من كل الأدلة سريعا!