الحلقة السابعة والأخيرة:
اومأت نادية برأسها وابتسمت بخبث لتؤكد :
-اومال طبعا، مش لازم اطمن على مستقبل ابني !
وقفت وسيلة بحده قاذفة بتوصيات والدتها مع الريح وهتفت :
-ايه الكلام الفارغ ده !
كشرت نادية ملامحها بغضب كاسح وزمجرت:
-كلام فارغ !
انا كلامي فارغ يا بنت بياعة السمك !
-بياعة سمك دي متربية وعرفت تربي اكتر منك !
ضربت ناديه على صدرها بذهول وهتفت :
-يعني انا مش متربية يا بت صباح، طيب وديني لاعلمك الأدب!
انقضت عليها بغل تجذب خصلاتها بكل وقاحة فصرخت وسيلة تحاول الابتعاد عن براثنها ولكن تلك الشمطاء فاجأتها بصفعة قوية كادت تفقدها الوعي ، لاتدري وسيلة كيف فعلتها ولكنها دفعتها عنها بكل ما لها من قوة وحذبت جحابها الملقى على الطاولة ثم ركضت لباب المنزل بدون اهتمام للطاولة والمزهرية التي تحطمت إلى أشلاء وسط هروبها.
ركضت على الدرجات وهي تعقد حجابها خلف رقبتها بأهمال وقلب مرتعش ودموعها تنساب ترفض التوقف.
توقف عادل المنشعل مع احد الرجال أمام طريقها فدفعته بغل وكره حين تقدم نحوها وهتفت :
-غور من وشي !
وقف مذهولً من ردة فعلها ولكنه خرج من صدمته سريعًا وركض خلفها بغضب ووعيد.
هرولت وسيلة الباكية نحو حلقة السمك وعقلها يدور ويدور ولا ترغب في شئ سوى حضن والدتها القوية لمواساتها.******
وقف طاهر عند نهاية الحلقة منتظر انتهاء سامح من التعامل مع السيدة صباح حين تفاجأ بوسيلة تركض كالأطفال وردائها يركض حولها، لفت انتباهه وجهها الباكي وشعر بهلع فتقدم نحوها راميًا بالمنطق خلف ظهره ليوقفها بمنتصف الطريق متسائلًا:
-مالك يا وسيلة ، مين عمل فيكي كده !
قالها بعيون مشتعله وهو يرى علامات أصابع حمراء تحتضن بشرتها الناعمة .انكمش وجه وسيلة في بكاء وهي تتعلق بذراعيه دون اهتمام بعيون الخلق من حولهم وانفجرت شاكية ما ان سأل وكإنه حبلها للنجاة فأخذت تسرد عليه ما حدث بينها وبين والدة عادل خطيبها الرعن بحرقة.
راقبها طاهر بقلب يدق بعنف ومشاعر كثيرة تتطاحن وتغلي داخله، مشاعر اخرجها حين تجرأ عادل القادم من خلفها على جذبها من بين ذراعيه وصراخه عليها:
-انتي اتجننتي يا بنت صباح انتي تقوليلي انا غور في داهيه !
والدغوف ده رايحه تترمي في حضنه !
أجابه طاهر بلكمة قوية كادت تفقده احد اسنانه والشر يتطاير من عينيه وقال:
-انا دغوف يا شورت امك ده انا هخليها تترحم عليك انهارده!
امسك طاهر بتلابيبه ولكمه مرة أخرى فأندفع عادل نحوه بقوة ليسقط كلاهما ارضاً.
في هذه الاثناء وصلت صباح حلقة السمك دون أن تدري كيف ركبت أحد السيارات ووصلت ولكن قلبها قرع بفزع وهي تنظر من بعيد لأبنتها الباكيه الراكضه ، بهيئة مشعثه ... ليقاطعها طاهر وترتمي بثقلها اليه متعلقه بيده، تملكتها الصدمة ولكنها سرعان مازالت حين نشب شجار حامي بين طاهر وعادل فركضت نحوها صارخة:
-بنتي !
ارتمت وسيلة بأحضان والدتها المرتعبة وهي تقول:
-مالك يا وسيلة في ايه ؟
-الحقيني يا امى أم عادل بهدلتني وضربتني بالقلم وابنها عايز يكمل عليا!
قالت ببكاء لتصرخ بخضة حين سقط الرجلان ارضًا.
توالت ضربات كلاهما حتي انتهى الحال بطاهر يعتليه ويمسك رقبته بكلا يديه قبل ان تلتقي مقدمة رأسه بأنف عادل الذي خرج منه صرخة مدوية توازي الدماء المنهمرة من انفه إلا ان طاهر لم يرحمه وهو يكيله بضربات متتالية ولم ينقذه من بين يدي طاهر سوى سامح ورجال الحلقة الذين اندفعوا لرفعه من فوق عادل الشبة فاقد للوعي.
أنت تقرأ
حلقة سمك
Romanceنوفيلا رومانسي خفيفة ..... مشتركة بين الكاتبة دينا إبراهيم روكا و الكاتبة وسام أسامة .....أتمني تعجبكم