الفصل الخامس:
جالس في "المعديه" وسط الماء وعقله شارد بقلق.. وخوف.. وضيق، السيدة صباح لم تطمئنه بردة فعلها .. كلماتها كانت واضحه برفضها ..رغم أنها طلبت فرصه للتفكير،ولكنه أدرك الرد صدح صوت من مذياعه القديم بصوت كئيب وكأنه أتفق مع حالته الصامته وحالة قلبه الذي ينبض بأضطراب حقيقي
" طلي عندي لما توحشيني كلميني لما تنسيني سيبتي كل ذكرى ويا غيري فوقت بس لما سبتيني، بعدك انتي كل شئ كئيب كل ما امشي ببفتكرني بيه فيكي مني كل شئ غريب زي ليل البرد مابمشي".شعور بالجزع تملكه عند سماع تلك الأغنيه اللعينه أهي رساله!
أطفأ المذياع بعنف وهو يتنفس بحده، افكاره وقلقه يشكلان طاقه سلبيه تحيطه بقسوة .. بأن وسيلة لن تكن له.أمسك المذياع ليلقيه بعنف في ماء البحر وصدره ينخفض ويرتفع بغضب مكتومهنا وعينان حزينه تتابع هيأته الحادة .. الآن علمت رد والدتها.
شهقة حزينه خرجت من فمها لينتبه الأخر لها ويلتفت بملامح واجمه يراقب وجهها الحزين ، ليدرك معرفتها بالأمر وتأكيدها لظنونه فوالدتها ترفض زواجه منها.
-طاهر.
همست بصوت مرتجف قرأه على شفتيها لكنه ابعد وجهه عنها وغصة مره تسيل في حنجرته.تلك الأوزه حزينه من الرفض القاسي وتوده ولكن والدتها حسمت القرار لتجرح كبريائه رجولتة.
زمجر بها بعنف عندما وجدها تحاول الهبوط من الصخرة لتسبح وسط الماء الفاتر من حراره الشمس البسيطه:
-وسيله روحي على بيتكم!تجاهلت حديثه وهي تقفز في الماء برشاقه وتسبح لتصل الي المعديه التي تهتز علي الماء برتابه تتنافى مع الطوفان داخلها فهي تحب طاهر.. تحبه للغايه وليس مجرد أنجذاب
ولأنها " سباحة ماهرة "خشي عليها من عمق الماء متذكرًا تعلقها برقبته حين كان ينقذها، ليقفز من المعديه بغضب ناري ،غضب منها ومن والدتها
غضب من الرفض ومن جرح مشاعره الفتية.التقطها يداه القويه بين أمواج البحر المتلاطمه بخفة لتهمس بصوت متهدج من تأثير الماء:
-طاهر.أسكتها واضعاً يده علي فمها المبتل وهو يصارع رغبته بها وتأثره من ملمس شفتيها الناعمه ليقول بصوت جامد لا يعكس تأثره وحزنه:
-هتطلعي من المايه دلوقتي وتروحي علي بيتكم واياكي تعملي كده تاني وسط الناس، واتمنى مشوفكيش صدفه ياوسيله..أنهي كلماته وهو يرفعها علي المعديه بخفه ويقفز عليها هو الأخر، أرتعشت وسيلة مستحضره البكاء..البكاء علي جموده..وأمره الصريح انه لا يود رؤيتها..لقد أستسلم طاهر من اول رفض..ويفضل الأبتعاد عن المحاوله.
همست بصوت مرتعش ظن انه من البرد ولكنه في الحقيقه مرتعش من مشاعرها المتألمة:
-طاهر كلمها تاني..ممكن توا..قاطعها طاهر مزمجرًا:
-امك شايفاني مش قد المئام ياوسيله، عايزالك واحد يوزنك دهب..انما تاخدي واحد عنده أستعداد يشقي علشانك لا
وطبيعي يكون رأيك زيها.
أنت تقرأ
حلقة سمك
Romanceنوفيلا رومانسي خفيفة ..... مشتركة بين الكاتبة دينا إبراهيم روكا و الكاتبة وسام أسامة .....أتمني تعجبكم