١٥. زاك الجمجمة

669 97 69
                                    

توقف إدوارد على جانب الطريق لاهثًا، و أخرج هاتفه ليتفقده بينما يقول ساخطاً:
- إلى أين ذهبت بحق الجحيم يا روي؟ الآن صار الجميع مفقودين!

رن إدوارد على هاتف روي للمرة السابعة، و انتظر بتوتر لبرهة، انقطع الاتصال و اهتز هاتفه برسالة نصية:
" تعال و خذ جثة صديقك و حبيبته من المستودعات المهجورة قبل أن تأكلها الكلاب، تحيات من الجمجمة"

تسارعت أنفاس إدوارد و دق قلبه بعنف، و تحرك بسرعة جارياً في الطرقات بأقصى سرعته غير مكترث بالنظرات المستغربة التي لاحقته و السيارات في الطريق التي كادت تدهسه، توقف إدوارد في منطقة تخزين خالية من الحراس أو السكنى في الجوار، و هم بالولوج ثم توقف متفكراً للحظة؛ قد تكون خدعة، و قد لا تكون، و مهما جرى من شيء فهو وحده قد لا يستطيع تدبر الأمور، و في أسوأ الاحتمالات قد يلاقي حتفه.
أخرج إدوارد هاتفه و تردد لوهلة، لكن شعوره بأن أمراً سيئاً ينتظره و أنه يجب ألا يتهور أكثر كروي و عليه الاعتماد على شخص آخر لو ساءت الأمور دفع شجاعته لأقصاها، فكتب رسالة نصية:
" أليكس،
ماريا لم تذهب للمدرسة، لا أدري هل تم اختطافها أم ماذا حل بها، و قررنا أنا و روي البحث عنها في فترة الاستراحة لكن اتصالاً مفاجئاً جاء لروي و من ثم هرب من المدرسة وحيداً، هربت أنا أيضاً لألحق به لكنني لم أستطع و وجدت رسالة نصية يخبرني فيها أحدهم بأن ماريا و روي ميتان في منطقة المستودعات، شخص سمى نفسه الجمجمة تورطنا معه سابقاً و يحقد على روي. لو كنت لا تزال حياً ...
أنا أحتاجك"

دس إدوارد هاتفه في طيات ثيابه، و دلف ببطء للمستودع متمنياً من أعماق قلبه بأن روي و ماريا بخير، صر الباب المعدني الصديء مصدرا أنيناً عاليًا و من ثم دلف إدوارد ببطء للمستودع القديم المضاء بنور واحد في السقف، ليلاحظ لمجموعة مؤلفة عما يزيد من خمسة عشر رجلاً ضخما مخيفي الوجوه و الثياب، متفرقين على الحاويات جالسين يرمقونه بنظرات حادة و كأنهم على وشك افتراسه،
كانت ماريا في الركن بزيها المدرسي مقيدة اليدين و القدمين مكممة الفم بينما دموعها تسيل على وجهها،
بينما خمسة آخرون مجتمعون في الركن يتناوبون على ضرب  روي، الذي صار قميصه المدرسي ممزقا بلا يدين و تلطخ بالدم، و حصل على علامات أرجوانية على وجهه و بدا واقفاً بالكاد يتنفس بصعوبة.

كتم إدوارد أنفاسه و شعر بعينيه تحرقانه ليتقدم شابان مألوفا الوجوه و يتحدث أحدهما باسماً باستمتاع:
- مرحباً! الثلاثي المرح!
لقد تجرأتما على أخذ هذه الفتاة منا قبل وقت ليس ببعيد، و قمتم بتهديدنا بكل وقاحة و شجعكما ركاب القطار لطردي أنا! -زاك الجمجمة- شخصياً بكل ذل و احتقار!
لكنني لم أنس ما فعلتماه، و ظللت أبحث حتى جاءتني هدية صغيرة من مجهول بالأسماء و الموقع، و تبجحتما أيضاً و تجرأتما على ضرب أحد أفراد عصابتي و هربتم بمساعدة الشرطة، لكن ماوس هرب و جاء ليخبر البقية بكل شيء، و أعددنا حفلاً على شرفكم اليوم.

إلى الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن